حملت عائلة الأسير المدني الصحراوي محمد لمين عابدين هدي، يوم الثلاثاء، سلطات الإحتلال المغربي ما آل إليه الوضع الصحي والنفسي لابنها المعتقل في سجن تيفلت 2 المغربي، والذي أضحى عاجزا عن الحركة بعد دخوله إضرابا مفتوحا عن الطعام. وأوضح محمد علي هدي شقيق الأسير المدني الصحراوي من مجموعة "أكديم ازيك"، في تصريح ل (وأج)، اليوم الثلاثاء، قائلا "يوم 15 فبراير الجاري اتصل بنا شقيقي من الهاتف الثابت لسجن تيفلت 2، وكلمنا بصوت متعب ومتقطع، بعد أن نقله الحراس في كرسي متحرك، وأكد لنا أنه ماض في إضرابه المفتوح عن الطعام إلى غاية الحرية أو الشهادة، مع الإشارة إلى أن إضرابه وصل يومه ال 42 اليوم الثلاثاء". وأبرز السيد هدي بأن قرار شقيقيه محمد لمين دخول معركة الأمعاء الفارغة "لم يأت من فراغ"، موضحا أنه "لا يوجد أي معتقل سياسي صحراوي داخل سجون الاحتلال المغربي، يدخل اضرابا مفتوحا عن الطعام عبثا، بل لا يحدث ذلك إلا بعد نفاذ جميع الوسائل المتاحة للمطالبة بحقه المشروع، كسجين سياسي وسجين رأي". واعتبر أن "معركة الأمعاء الخاوية للمعتقلين السياسيين الصحراويين، قد تصل في بعض الأحيان 50 أو 60 يوما، وهذا يعني أنهم لن يتراجعوا قط عن مطالبهم المشروعة". وعن والدته لالة منينة هدي، التي سبق وأن دخلت هي الأخرى إضرابا إنذاريا عن الطعام لمدة 48 ساعة، تضامنا مع نجلها الذي يقبع في سجن تيفلت 2، قال محمد علي: "حالة والدتي الصحية والنفسية ليست على ما يرام منذ اعتقال أخي، ولا تستطيع قطع مسافة 1300 كم لرؤيته، وهو المحكوم عليه ب 25 سنة سجنا، و لم تجد سوى الاضراب عن الطعام حلا لمساندته، ومناشدة المنظمات الحقوقية الدولية مساعدته وإنقاذ حياته المهددة". ولم يخف المتحدث خوفه مما يمكن أن يلحق شقيقه المضرب عن الطعام منذ 42 يوما، قائلا "قد يؤدي الأمر بشقيقي إلى فقدان حياته، وقد يصاب بأمراض مزمنة سيعاني منها طيلة حياته". وأشار السيد هدي إلى أن العائلة راسلت مجموعة من المنظمات الدولية، وعلى رأسها "الصليب الأحمر الدولي للتدخل، وحماية المواطنين الصحراوين العزل في المدن المحتلة من الأراضي الصحراوية، وكذا المعتقلين الصحراويين في مختلف سجون الاحتلال المغربي"، مضيفا بأن "مجموعة من المنظمات الحقوقية والانسانية تحركت بعد بلوغ مسامعها ما يحدث مع شقيقي، وراسلت مسؤولي سجن تيفلت 2، إلا أن مطالبها قوبلت بالرفض". وأرجع محمد علي هدي رفض إدارة السجن مراسلات المنظمات الحقوقية الدولية إلى "ممارستها وانتهاجها سياسة التماطل واللامبالاة تجاه مطالب المعتقلين الصحراويين". وأكد السيد هدي على أن المعاناة داخل سجون الاحتلال المغربي لا تنحصر على شقيقه، وإنما "هي معاناة شاملة، تمس جميع المعتقلين السياسيين الصحراويين، وخصوصا مجموعة أكديم ازيك التي تم تقسيمها وتفريقها على 5 سجون، وعزلهم في زنزانات، للحيلولة دون تواصلهم مع بعضهم البعض، وقطعهم عن العالم الخارجي"، مواصلا أن "المذياع والجرائد والكتب وغيرها من الأشياء الطبيعية التي تضمنها كل القوانين الدولية ممنوعة عنهم". يشار إلى أن الأسير المدني الصحراوي محمد لمين عابدين هدي، يعاني من فقدان القدرة على الحركة والكلام وانخفاض حاد في ضغط الدم، نتيجة الإهمال الطبي المتعمد وتجاهل الإدارة العامة للسجون لوضعه. للتذكير، يتواجد الأسرى المدنيون الصحراويون مجموعة أكديم إزيك في عدة سجون مغربية، بموجب أحكام جائرة وقاسية تتراوح بين 20 سنة والسجن مدى الحياة. وأتت الأحكام عقب محاكمة جائرة تفتقد لضمانات ومعايير المحاكمة العادلة، جرت أطوارها في مدينة سلا المغربية، بين 26 ديسمبر 2016 و 17 يوليو 2017، بشهادة منظمات دولية وازنة تعنى بحقوق الإنسان ك "هيومن رايس ووتش" و"أمنيستي أنترنسيوتال"، على خلفية التفكيك الهمجي لمخيم النازحين الصحراويين شهر نوفمبر 2010، في منطقة أكديم إزيك، شرق مدينة العيون عاصمة الصحراء الغربية المحتلة.