بعث وزير المجاهدين وذوي الحقوق، الطيب زيتوني، اليوم الخميس، ببرقية تعزية إلى عائلة المجاهدة أني شتاينر، "الصديقة الوفية والمخلصة لعدالة القضية الجزائرية" إبان الثورة وبعد الاستقلال، والتي وافتها المنية أمس الاربعاء عن عمر ناهز 93 سنة. وقد وريت الفقيدة الثرى بعد ظهر اليوم الخميس بمربع أصدقاء الثورة بمقبرة العالية. وقد أعرب وزير المجاهدين عن "تعازيه القلبية الخالصة المشفوعة بأصدق مشاعر التضامن والمواساة في مواجهة هذه المحنة الأليمة"، مبرزا أن الجزائر "بفقدانها أني شتاينر، تكون قد فقدت الصديقة الوفية والمخلصة لعدالة القضية الجزائرية إبان الثورة ولجزائر البناء والتشييد، كرست حياتها مناضلة ومجاهدة مكافحة محبة للجزائر إلى أن وافاها الأجل". وقد عرفت حياة أني شتاينر سنة 1956 منعرجا حاسما عندما ألقت القوات الاستعمارية القبض عليها بتهمة التعاطف مع القضية الجزائرية ومطالب الجزائريين بالاستقلال، حيث كانت تعمل بأحد المراكز الاجتماعية وتعرفت عن قرب على أحوال الجزائريين ومعاناتهم وكان عمرها آنذاك 28 سنة. وفي سنة 1956، ألقي عليها القبض لتكون أول امرأة تتم محاكمتها أمام محكمة عسكرية وتمت إدانتها ب5 سنوات سجنا قضتها بين العديد من السجون الجزائرية والفرنسية إلى غاية سنة 1962. وبعد الاستقلال، عملت الفقيدة رفقة محمد بجاوي على إعادة تنظيم الإدارة الجزائرية كإطار سام بالأمانة العامة للحكومة الجزائرية وذلك لمدة 30 سنة قبل أن تتفرغ للعمل التطوعي الانساني والمشاركة في العديد من الملتقيات واللقاءات التاريخية والحصص التلفزيونية للإدلاء بشهاداتها الحية حول مسارها النضالي والثوري.