أكد أستاذ القانون الدستوري بجامعة سان جاك دي كومبوستيلا (إسبانيا) ومدير مركز دراسات الصحراء الغربية، كارلوس رويز ميغيل، أن المغرب استخدم الهجرة غير الشرعية "كورقة ضغط" واتخذ مسألة استقبال الرئيس الصحراوي ابراهيم غالي للعلاج في إسبانيا، "ذريعة" لابتزاز هذه الأخيرة من أجل الحصول على اعترافها ب "سيادته" المزعومة على الصحراء الغربية، خاصة في ظل مخاوفه من تغير موقف الولاياتالمتحدة بهذا الخصوص. وقال البروفيسور رويز ميغيل, في مقابلة مع وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية نشرت الثلاثاء, على موقعها الالكتروني, إن استقبال السلطات الإسبانية للرئيس الصحراوي ابراهيم غالي للعلاج في إسبانيا, "مجرد ذريعة لابتزاز إسبانيا من أجل الحصول على اعتراف بسيادة المغرب (المزعومة) على الصحراء الغربية". وأشار رويز ميغيل, إلى أن المغرب يخشى حدوث تحول في موقف الولاياتالمتحدة والكيان الصهيوني بخصوص الصحراء الغربية, ولذلك "شرع في استخدام ورقة الهجرة غير الشرعية للضغط على إسبانيا من أجل الحصول على هذا الاعتراف". ويرى الخبير القانوني, أن الاتفاقية الثلاثية المبرمة بين الولاياتالمتحدة والكيان الصهيوني والمغرب في 22 ديسمبر الماضي, قد تضمنت "بندا سريا" يطالب المغرب بفتح سفارة في القدس. ورجح أن تكون "الولاياتالمتحدة وإسرائيل قد منحتا الرباط الوقت للوفاء بهذا الالتزام, وهذا هو السبب الذي جعل هذه الأخيرة تضغط على إسبانيا من أجل الحصول في أسرع وقت على الاعتراف بسيادتها (المزعومة) على الصحراء الغربية, وتحرص على تحقيق ذلك قبل تغيير محتمل في مواقفهما ردا على عدم احترام التزامها". == المغرب ليس شريكا مخلصا وموثوقا به == وفي رد على سؤال حول ما إذا كان ينبغي النظر إلى أزمة المهاجرين في سبتة على أنها "اعتداء" من طرف المغرب كما تقول الحكومة الإسبانية, أكد أستاذ القانون الدستوري, أن ما وقع يعد "اعتداء, حيث كان عملا متعمدا لجلب آلاف الأشخاص إلى إسبانيا لغزو مدينة سبتة". وأوضح أن "هذا الوضع المتجدد يثبت أن المغرب ليس شريكا مخلصا وموثوقا به", مذكرا بأنه "منذ يوليو 2020, غادر عدد كبير من المهاجرين غير الشرعيين الصحراء الغربية المحتلة إلى جزر الكناري, وفي ذلك الوقت لم يكن إبراهيم غالي قد دخل المستشفى في إسبانيا ... والحرب في الصحراء الغربية لم تكن قد استأنفت". وقال أنه "كان من المفترض أن تكون إسبانيا, وخاصة سبتة, على علم بهذا التهديد (الذي تمثله السلطات المغربية) منذ زمن بعيد", وعلاوة على ذلك, يضيف قائلا: "يبدو أن بروكسل لم تكن قد أدركت مسؤولية المغرب الكبيرة فيما يتعلق بدخول المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا". وحول ما إذا كان بإمكان السلطات المغربية أن تستخدم أدوات ضغط أخرى, خاصة من خلال تهريب المخدرات, أكد الخبير القانوني, "أنها حقيقة مثبتة أن المغرب هو المنتج الرائد في العالم للقنب, وقد طور منه نوعا جديدا أكثر عدوانية, وليس سرا أن إنتاجها مخصص للتصدير". وأبرز أن "استراتيجية +مملكة المتاجرة بالمخدرات+ لن تتغير, بل ستستمر بكل بساطة. وهو الأمر نفسه فيما يتعلق بالارهاب. حيث أن معظم الأفراد المتورطين في جميع الهجمات الإرهابية التي شهدتها أوروبا تقريبا, هم من المغاربة, الذين يرجح أنهم يخضعون لسيطرة المخابرات المغربية" . وبخصوص السبب الذي يجعل الرباط تتصرف بحصانة وتفلت من العقاب, فيقول أن "هذا بلا شك راجع لتأثير ضغط اللوبيات على بعض الحكومات, لاسيما في الولاياتالمتحدة وفرنسا". أما عن احتمال وقوع أزمة جديدة على خلفية الجبل البحري (الهيكل البركاني الواقع تحت المياه) "جبل تروبيك", وإمكانية تحوله نقطة توتر جديدة بين الرباط ومدريد, رجح مدير مركز دراسات الصحراء الغربية حدوث ذلك, قبل أن يذكر بأن هذا الجبل البحري "يقع على الجرف القاري بين إسبانيا والصحراء الغربية, وأنه إذا لم يعترف المجتمع الدولي "بسيادة" المغرب (المزعومة) على الصحراء الغربية, فليس للمغرب الحق في استغلاله".