شكلت الذكرى المئوية لنادي مولودية الجزائر التي تم احياؤها في سنة 2021, موضوع اصدارين تم تقديمهما بمناسبة الطبعة ال25 من صالون الجزائر الدولي للكتاب, واللذين تناولا انشاء و مسار هذا النادي الكروي واسهامه في الحركة الثقافية والرياضية الوطنية خلال الاستعمار ومنذ 60 سنة من استقلال الجزائر. فقد وقع الصحفيان و المؤلفان مهدي بوخالفة و سعيد علي المدعو سعيد سلحاني, لدار نشر"العثمانية" كتاب "نادي مولودية الجزائر, مائة سنة كرة القدم (1921-2021)", حيث غاصا في التاريخ المتميز لهذا النادي الذي نشا في مناخ سياسي واجتماعي وثقافي لمدينة ترزح تحت نير الاستعمار. كما تناول الكاتبان ظروف انشاء نادي مولودية الجزائر الذي تأسس سنة 1921 "بمشروع رياضي و سياسي" والذي غالبا ما تأقلم و تجدد من اجل البقاء و تفادي القوانين الاستعمارية المسيرة للجمعيات والنوادي الرياضية, كما اسهب العمل في وصف اسهام النادي في الحركة الوطنية وكذا الآثار والاضطهاد الاستعماري الذي عانى منه. كما خصص الكتاب جانبا الى "شهداء المولودية" اولئك الرياضيين في شتى الاختصاصات الذين ضحوا بحياتهم من اجل استعادة استقلال الجزائر. وتطرق الكاتبان كذلك الى الإنجازات الرياضية و الأحداث والتطورات التي عرفها هذا النادي العاصمي منذ استعادة السيادة الوطنية, فضلا عن علاقته الوثيقة بالحياة الثقافية للمدينة. ولد مهدي بوخالفة بالجزائر العاصمة في سنة 1955 و حاصل على شهادة في علم الاجتماع و صحفي حيث وقع اول اعماله "ماما بنيت غريقة السفينة" ليتبع بأعمال اخرى على غرار "جناح كوفيد-19, سبعة ايام في جحيم" و "لاكانتيرا, كان يا مكان باب الواد" اما شريكه في تأليف العمل, سعيد سلحاني, فقد نشر عديد الاعمال المرجعية حول تاريخ كرة القدم, منها "ارشيف كرة القدم الجزائرية, كل شيء عن الخضر (1962-2020)" و "شباب بلوزداد 55 سنة" و كذلك "كل شيء عن شبيبة القبائل 1946-2021". من جانبه قدم الصحفي و المؤلف, نور الدين لوحال, "اسطورة العميد" الصادر عن دار تافت, حيث يرى ان هذا النادي يعتبر "منطلق للجزائريين نحو فضاء الحرية والتفتح الذي كان ينقصه تحت نير الهيمنة الاستعمارية" و التي تعد ديناميكية معاصرة "لظهور المدافعين عن التراث الموسيقي الكلاسيكي العاصمي". كما يهدف العمل لان يكون رسالة "للحد من العنف الذي لم يكن موجودا في الملاعب" في الفترة التي كانت فيها الحركة الثقافية و الرياضية "حاملة لرسالة التفتح و الاستقلال و السلم". ولد نور الدين لوحال في القصبة, حيث جعل من مدينة الجزائر ملهمته الادبية, فقد الف "الجزائر الصوفية, زيارة حول النافورات" و "وقائع من الجزائر العاصمة" او ايضا "لننقذ قاعات السينما".