قال مدير المركز النيجيري للبحوث العربية, الباحث الخضر عبد الباقي محمد, اليوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة, أن "الثورة الجزائرية شكلت "نموذجا فريدا من نوعه وملهما للشعوب والمجتمعات المعاصرة". وأوضح الباحث النيجيري, في مداخلة ضمن أشغال اليوم الثاني للملتقى الدولي "المقاومة الثقافية في الجزائر خلال الثورة التحريرية, نضال من أجل التحرر", أن هذه الثورة تحوز "نماذج ومقاربات معرفية عدة تتطلب وقفات متأنية للدرس والتحليل, والتي منها المقاربة الثقافية في مواجهة الاحتلال الفرنسي الذي حاول طمس الهوية الوطنية الجزائرية وثوابتها". وأكد المتحدث أن "ثقافة المقاومة لدى الإنسان الجزائري جزء أصيل من ثقافته, بل هي جزء من الحياة وعنصر جوهري من عناصر تشكيل شخصيته في مجابهته للمشروع الاستعماري الكولونيالي الذي حاول المساس بقيمه وذاكرته وعناصره الثقافية". وأبرز المحاضر, في هذا السياق, أنه تم توظيف "الثقافة بكل تمظهراتها كأداة ناجعة للتصدي للاحتلال الفرنسي ولمقاومة وجوده, ماديا ومعنويا", مضيفا أن "جهود التعبئة الفكرية والثقافية المستمرة والنشيطة في الجزائر خلال فترة الاحتلال الفرنسي, والتي حمل لواءها نخبة من المثقفين, كانت مرافقة وداعمة للمقاومة العسكرية الميدانية المسلحة". وتطرق الباحث, من جهة أخرى, إلى أهم ملامح التمثلات الثقافية المخزنة في الذاكرة الجماعية الجزائرية, والتي تتجلى من خلال الرواية والقصة والأنشودة والشعر وغيرها من مظاهر الممارسة الثقافية, مسلطا الضوء على دورها في تعبئة وشحذ همة الشعب الجزائري في مقاومته للاحتلال الفرنسي. وتختتم مساء اليوم فعاليات هذا الملتقى, المنظم على مدار يومين بالمركز الدولي للمؤتمرات "عبد اللطيف رحال", برعاية من الوزير الأول, السيد أيمن بن عبد الرحمان, والمندرج في إطار البرنامج الثقافي الخاص بإحياء الذكرى الستين لعيدي الاستقلال والشباب.