أكد اعلاميون صحراويون أن الزيارة الأخيرة التي قام بها المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة, ستافان دي ميستورا, الى الأراضي الصحراوية المحتلة, مكنت من فضح وحشية الاحتلال المغربي الذي قمع, يوم وصول الدبلوماسي الأممي الى العيون المحتلة, تجمعا سلميا لمواطنين صحراويين. وهو ما ذهب إليه الاعلامي طالب علي سالم, الذي ابرز أن هذه الزيارة, وهي الاولى من نوعها منذ تولي دي ميستورا منصبه منذ نحو عامين, سمحت للدبلوماسي بأن يرى بأم عينيه القمع الوحشي لقوات الاحتلال للحقوقيين الصحراويين, كما اطلع على حقيقة الوضع في المدن المحتلة وسمع رسالة الشعب الصحراوي, الرافضة للوجود المغربي والمطالبة باستفتاء تقرير المصير. وقال ان هذه الزيارة "جاءت بعد جهد جهيد, حيث كان المغرب يرفض لقاءه بالناشطين الحقوقيين في الاراضي المحتلة, وهو ما اعترف به المبعوث الاممي خلال لقائه بممثلي الجمعيات الحقوقية الصحراوية يوم 5 سبتمبر بمقر بعثة المينورسو في مدينة العيون المحتلة". وشدد ذات الاعلامي -في تصريحات للصحافة- على أنه "لا يوجد حل واقعي آخر لحل النزاع في الصحراء الغربية غير تنظيم استفتاء تقرير المصير", مشيرا الى ان هذا الحل "لا يطلبه الشعب الصحراوي فقط عبر ممثله الشرعي والوحيد جبهة البوليساريو, لأنه أعلن عن قيام الجمهورية العربية الصحراوية منذ اكثر من 40 سنة, بل هو الحل الذي تؤكد عليه المواثيق الدولية". اقرأ أيضا : الخارجية الصحراوية تؤكد على أن حل النزاع في الصحراء الغربية يكون قائما على ميثاق الأممالمتحدة و اضاف أن "تنظيم استفتاء حر ونزيه تحت اشراف الاممالمتحدة وبمراقبة دولية هو الحل الذي لا يمكن للمغرب ولا لجبهة البوليساريو فرض وجهة نظريهما فيه, بل سيصوت الشعب الصحراوي على مستقبله لأنه الوحيد صاحب السيادة على اراضيه", مذكرا بأن هذه هي المهمة الاساسية التي أوكلت الى بعثة الاممالمتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو). و اعتبر الاعلامي ذاته ان ما يروج له الاحتلال المغربي من حلول غير واقعية, يخرج عن سياق تسوية نزاع الصحراء الغربية, موضحا: "النزاع في الاصل يدور حول من له السيادة على الصحراء الغربية", وعليه فإن الاطروحة التي يسوق لها المخزن "ليست حلا بل تبقي على المشكل, وهو ما تدركه الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي". استقلال القارة الافريقية لن يكتمل الا باستقلال الصحراء الغربية كما اشار المتحدث ذاته الى أن زيارة الوفد الامريكي رفيع المستوى الذي قاده جوشوا هاريس, نائب مساعد كاتب الدولة, الى مخيمات اللاجئين الصحراويين شهر سبتمبر الجاري, "دليل قاطع على أن واشنطن متمسكة بجهود الاممالمتحدة لتسوية هذا النزاع". و اكد في الاخير أن كل التحركات الدبلوماسية الاخيرة تصب في صالح القضية الصحراوية, و أن استقلال القارة الافريقية لن يكتمل الا باستقلال الصحراء الغربية, فما على المخزن, يضيف, "الا احترام رأي الشعب الصحراوي والخروج من اراضيه", مجددا التأكيد على ان هذا الشعب "رقم مهم في المعادلة ولا يمكن تجاوزه في حل النزاع في الصحراء الغربية". من جهته, اكد الاعلامي الصحراوي محمد ميارة, في تصريحات صحفية, أن "حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير حق غير قابل للتصرف ولن يسقط بالتقادم, لأنه مكفول بموجب القانون الدولي ولا يمكن لأي دولة أن تقفز على هذا الحق وتصادر ارادة الشعب الثابتة والراسخة في انتزاع حريته و استقلاله و وقف نهب ثرواته". وذكر في السياق ان تنظيم استفتاء تقرير المصير تم الاتفاق عليه بين طرفي النزاع, المغرب وجبهة البوليساريو عام 1991 وما على الاحتلال المغربي الا الوفاء بالتزاماته "بدل التمرد على الشرعية الدولية ورفع منسوب التوتر في المنطقة التي لا تتحمل المزيد من ذلك". ولدى تطرقه الى زيارة دي ميستورا الى مدينتي العيون والداخلة المحتلتين, ولقائه بالجمعيات الحقوقية الصحراوية, اكد ميارة أن اشراك الاطراف المدنية الصحراوية جاء ردا على المغرب, مضيفا أن هذه الزيارة كسرت الحصار المضروب على الاقليم المحتل, في ظل رفض نظام المخزن لأي زيارات توثق جرائمه بحق المدنيين الصحراويين. وجدد الاعلامي التأكيد هو الآخر على ان الشعب الصحراوي "لن يرضى بديلا عن الحرية والاستقلال, رغم كل مؤامرات دولة الاحتلال المغربي", التي طبعت مع الكيان الصهيوني المحتل, في صفقة ثلاثية مع الولاياتالمتحدةالامريكية, من أجل "شرعنة" احتلالها للصحراء الغربية.