خلص اللقاء الجهوي الرابع والأخير للصحفيين و الإعلاميين, الذي اختتمت أشغاله مساء يوم الاثنين بالجزائر العاصمة, إلى جملة من التوصيات دعا من خلالها المشاركون إلى تعزيز منظومة التكوين الإعلامي لمواكبة التحولات الرقمية المتسارعة. وأكد المشاركون, في ختام هذا اللقاء الذي نظمته وزارة الاتصال, على ضرورة "تطوير منظومة التكوين الإعلامي ومواكبة التحولات المهنية والرقمية المتسارعة", إلى جانب "تعزيز الوعي بأخلاقيات المهنة وتثمين الشهادة لمنتسبي المؤسسات الإعلامية وتأطير مجال صناعة المحتوى". وبغية تعزيز التحول الرقمي للمؤسسات الإعلامية, تم اقتراح "تحديث المناهج الأكاديمية بإدماج مفاهيم الجيل الخامس وتعزيز التكوين المستمر للصحفيين في مجال الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات" مع "تشجيع الاستثمار في البنى التحتية الرقمية وتحقيق سيادة رقمية إعلامية من خلال استحداث تطبيقات وطنية وإنشاء أقسام للتحقق من المعلومات لمحاربة الأخبار المضللة". وشملت التوصيات أيضا "الإسراع في تفعيل المجلس الأعلى لآداب وأخلاقيات المهنة وتحسين الوضعية الاجتماعية لمنتسبي قطاع الإعلام", وكذا "تسهيل وصول الصحفيين إلى المعلومة عبر وضع منصة إلكترونية تشمل قاعدة بيانات المؤسسات". وفي السياق ذاته, تم التأكيد على أهمية وضع "استراتيجية وطنية موحدة تشارك فيها مختلف المؤسسات الإعلامية وإرفاقها بهيئة وطنية مسؤولة عن متابعة تنفيذها", إلى جانب "توحيد حضور المؤسسات في الفضاء الإلكتروني مع مراعاة الهوية الرقمية". كما ركزت التوصيات على "تعزيز الحماية القانونية والاجتماعية للصحفيين في النصوص التنظيمية والإسراع في استصدار القانون الأساسي للصحفي", فضلا عن اقتراح "إدراج مهنة الصحافة ضمن المهن الشاقة". و بالمناسبة, أكد وزير الاتصال, السيد محمد مزيان, أن التوصيات المنبثقة عن اللقاءات الجهوية للصحفيين والإعلاميين الجزائريين تمثل "نهاية مسار استهدفنا من خلاله تسليط الضوء على واقع المهنة وقيمها وتوجهاتها وانبثقت عنه جملة من التوصيات التي نتجت عن حوار بناء", مضيفا أن التوصيات التي توجت اللقاءات الجهوية "سترفع بكل أمانة إلى رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, للنظر فيها واتخاذ ما يراه مناسبا في المستقبل القريب". كما تطرق الوزير إلى "المضامين المشبوهة التي تلخصها الإشاعة", والتي تنم --مثلما قال-- عن "عجز في الاتصال", داعيا الفاعلين في هذا المجال إلى "التحلي بالمبادرة والفعالية لمحاربة المضامين غير الرسمية التي تفتقد إلى الدقة والموضوعية". كما أكد أن قطاعه "سيعمل في المستقبل القريب على تبني نهج جديد في التكوين مبني على التخصص الذي يعد ركيزة أساسية في المرحلة الحالية". للإشارة, عرف اللقاء تنظيم أربع ورشات تخص الترسانة القانونية الجديدة المنظمة للقطاع وأخلاقيات المهنة, واقع الصحافة السمعية البصرية والصحافة المكتوبة والإلكترونية في ظل التحديات الجديدة للذكاء الاصطناعي وتقنيات الجيل الخامس, الاتصال المؤسساتي ودوره في الترويج لصورة الجزائر وكذا التكوين المتخصص والمتواصل واستشراف مهن المستقبل.