سلطت صحيفة "الإندبندينتي" الإسبانية الضوء على الغضب الشعبي الكبير في المغرب جراء مشاركة فرقة صهيونية في المناورات العسكرية التي احتضنتها المملكة مؤخرا, في ظل إصرار النظام المخزني على المضي قدما في تطبيعه مع الكيان الصهيوني الذي يرتكب أبشع الجرائم في غزة. و أشارت الصحيفة الإسبانية إلى أن هذه الفرقة العسكرية التي لها الدور الكبير في الإبادة الصهيونية بقطاع غزة, شاركت في المناورات العسكرية التي جرت على الأراضي المغربية في الفترة من 12 إلى 23 مايو الجاري, حيث شهد مركز تدريب جنوب مدينة أكادير المغربية تدريبات على يد وحدة صهيونية وكانت موجهة للقوات الخاصة بالمملكة وخصت بالذات تقنيات حرب الأنفاق. و نقلت الصحيفة عن كريم حسون, الناشط و المؤسس المشارك لمؤسسة هند رجب (منظمة مقرها بروكسل تقاضي الجنود الصهاينة المتورطين في انتهاكات حقوق الإنسان في غزة أثناء سفرهم إلى الخارج), قوله: "بصفتي مغربيا, كانت هناك القليل من المناسبات التي شعرت فيها بمثل هذا الشعور العميق بالخيانة", مضيفا أن "التدريب مع وحدة معروفة بتورطها في جرائم حرب في وقت تجري فيه إبادة جماعية أمر لا يمكن عده استراتيجية بل هو تواطؤ مباشر". وذكرت الصحيفة أن التعاون لا يقتصر على التدريبات الرمزية بل يتعدى ذلك, و يشمل التدريبات على حرب الأنفاق. و بحسب مصادر عسكرية ووثائق رسمية, ركزت التدريبات على هذا الجانب, وهو أحد التكتيكات التي استعملها جيش الاحتلال في غزةوجنوبلبنان. وبهذا الخصوص, أكد حسون أن "الصور تظهر بعضا من نفس التكتيكات المستخدمة لقتل المدنيين ودفنهم أحياء في غزة. وتشكل هذه التدريبات, في خضم إبادة جماعية, انتهاكا للقانون الدولي وعارا أخلاقيا". ونوهت الصحيفة بأن التناقض بين الخطاب الرسمي الداعم لفلسطين والتعاون العسكري مع الكيان أجج التوتر في المغرب في ظل مساندة الشعب المغربي لفلسطين و رفضه للتطبيع. كما أشارت الصحيفة إلى أن التحالف المغربي-الصهيوني "مازال صامدا أمام عاصفة الاستياء الشعبي الهائل الذي لحق به. لكن كانت صور جنود الاحتلال وهم يتدربون على الأراضي المغربية في وقت يتدهور فيه الوضع في غزة, معطى قلب كل الحسابات رأسا على عقب". ويرى الخبير الاقتصادي والمعارض المغربي, فؤاد عبد المومني, أن النظام المغربي يريد أن يظهر للولايات المتحدة و الكيان الصهيوني تأييده الكامل, بينما يتظاهر بالالتزام بالحقوق الفلسطينية, لكن مع فظاعة الجرائم الصهيونية أصبح هذا الموقف "غير قابل للاستدامة". وحذر عبد المومني من تداعيات موقف النظام المخزني تجاه القضية الفلسطينية, قائلا: "الانتقادات اللاذعة للمواقف المغربية الرسمية تتزايد في الشارع وعلى شبكات التواصل الاجتماعي, ولكن حتى الآن لا توجد أي مؤشرات على انفجارات وشيكة, لكن كما هو الحال دائما مع الأنظمة القمعية لا يعلن عن الانفجارات قبل أن تظهر على أرض الواقع". وشدد كريم حسون في تصريحاته للصحيفة على أن "الشعب المغربي متفق, وبأغلبية, على دعم القضية الفلسطينية. وبالمثل, لا يحظى التطبيع بدعم المغاربة", قائلا : "إنها أجندة نظام لا يمثل أحدا". و تابع يقول: "إن التواطؤ في جرائم الحرب ليس أمرا غير قانوني فحسب بل هو أيضا غير مقبول أخلاقيا".