أكد كاتب الدولة لدى وزير الطاقة المكلف بالطاقات المتجددة نور الدين ياسع, يوم الثلاثاء بوهران, سعي الجزائر إلى تعزيز سيادتها التكنولوجية وتقوية التكامل الصناعي من خلال توطين سلاسل القيمة الاستراتيجية, لا سيما في قطاع الطاقة الشمسية. وأبرز السيد ياسع في كلمته بمناسبة افتتاح الطبعة ال 12 للأيام العلمية والتقنية لسوناطراك أن "المبادرات الملموسة, مثل الإنتاج المحلي للألواح الشمسية الكهروضوئية, تمثل خطوة أولى نحو تصنيع معدات الطاقة المتجددة, ويستحق هذا النوع من المشاريع التوسع والدعم من قبل قطاع البحث والتطوير لتعزيز القدرات التكنولوجية الوطنية". وأضاف أن "تطوير الشركات الناشئة يعد أيضا رافعة أساسية لتحقيق هذا الهدف. فمن خلال الابتكار في مجالات الطاقة المتجددة والتخزين والشبكات الذكية والإدارة الذكية للطاقة, تسهم هذه الشركات الناشئة ليس فقط في تنويع مزيج الطاقة, بل أيضا في تقليل الاعتماد على المحروقات, مع تعزيز إمدادات مستدامة ومحلية ومرنة". وأشار كاتب الدولة إلى أن "الجزائر, الغنية بمواردها الأحفورية والمتجددة, تواجه تحديا مزدوجا لتلبية الطلب المحلي المتزايد على الطاقة, نتيجة النمو السكاني والتنمية الاقتصادية والتوسع العمراني, مع مراعاة الالتزامات الدولية لمكافحة تغيير المناخ", لافتا إلى أن "هذا التحدي يتطلب تحولا تدريجيا في نموذج الطاقة نحو مزيج أكثر استدامة يجمع بين مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة وتحسين كفاءة الطاقة مع خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري". وأردف قائلا "بحلول عام 2050 سيستمر الطلب العالمي على الطاقة في النمو بسرعة, ولمواجهة هذا التطور أصبح تنويع مصادر الطاقة أولوية استراتيجية ويشمل ذلك تعزيز الطاقات المتجددة (الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وطاقة الكتلة الحيوية وغيرها) وتطوير طرق منخفضة الكربون من الغاز الطبيعي". ويعد تحول الطاقة -يضيف كاتب الدولة- "أولوية استراتيجية للبلاد ويتطلب ذلك اطارا تنظيميا مناسبا واستثمارات موجهة والتزاما قويا بالبحث والابتكار" مشيرا إلى أن"انشاء وتعزيز بنى تحتية بحثية مخصصة بالإضافة إلى تدريب الكفاءات الوطنية سيكون أمرا أساسيا لدعم الابتكار في قطاعات الطاقة الجديدة والمتجددة". كما أعلن أنه سيتم تنظيم خلال هذه الأيام العلمية والتقنية, وبالتعاون مع المجلس الوطني للبحث العلمي والتكنولوجيات, يوما دراسيا يهدف إلى جمع كل الفاعلين في مجال الطاقة للتشاور وتبادل الآراء بغية التوصل إلى توافق وصياغة المبادئ التوجيهية واقتراح خارطة طريق لتطوير استراتيجية شاملة للطاقة في الجزائر, حيث يشمل هذا النهج تشجيع بحث علمي يشكل دعما للسياسة الطاقوية الوطنية من خلال دراسة كل السبل العلمية والابتكارات في مختلف سلاسل القيمة, بهدف تحديث وتحسين أنظمة الطاقة. كما يشمل برنامج هذه الأيام -يضيف السيد ياسع- يوما يخصص لشعبة الهيدروجين الأخضر, حيث تولي الجزائر اهتماما كبيرا لتطويرها بطريقة فعالة وتدريجية من خلال تنفيذ استراتيجية وطنية تعتمد على عدة محاور, منها إنشاء بيئة مواتية تشمل الأطر التنظيمية والمؤسساتية وتطوير رأس المال البشري, بالإضافة إلى مختلف طرق التمويل وتطوير الشراكة والتعاون الدولي.