البطولة العربية لألعاب القوى لفئة اقل من 18 سنة: الجزائر تعزز رصيدها بثلاث ميداليات جديدة    غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 62744 شهيدا و158259 مصابا    رفع التحفظ عن المادة 15 فقرة 4 من اتفاقية "سيداو" سيادي وينسجم مع ضمان استقرار الأسرة    انطلاق المسابقة التصفوية الوطنية في إطار الأسبوع الوطني للقرآن الكريم غدا الثلاثاء    "كوديسا" تستنكر قيام الاحتلال المغربي بطرد ناشطتين حقوقيتين أجنبيتين من العيون المحتلة    احتضان الجزائر لمعرض التجارة البينية تأكيد قوي لالتزامها بالوحدة والتنمية الإفريقية    كرة القدم : مشاركة 25 متربصا في دورة التكوين الخاصة بنيل شهادة "كاف أ" للمجموعة الثانية    بريد الجزائر يصدر بطاقة دفع جديدة خاصة بأنصار الفرق الرياضية الجزائرية    هكذا تحولت قرية المغير إلى ركام    عزلة إسرائيل تتسع دولياً وتتهاوى عربياً    استشارة وطنية لتنشيط المجال    نقل جوي: انطلاق الرحلة الافتتاحية للخطوط الجوية الداخلية نحو تمنراست    الخضر يخيّبون    تواصل موجة الحر بعدة ولايات شمالية يوم غد الثلاثاء    إخماد حريق الشريعة: تنصيب مركز قيادة عملياتي لتنسيق مختلف التدخلات الميدانية    اقتصاد 8 ملايين متر مكعب من الماء الشروب    مركّب سيدي فرج يراهن على توفير خدمات نوعية    الأقصى في مرمى التدنيس    مدينة مليانة القديمة تدخل سجل الألكسو    لا إله إلا الله كلمة جامعة لمعاني ما جاء به جميع الرسل    قطاف من بساتين الشعر العربي    سانحة للإشادة بتميزعلاقات التعاون والصداقة المثالية    وهران : ضبط أزيد من قنطار من الكوكايين    بداري يترأس اجتماعا خصص لتحضيرات الدخول الجامعي المقبل    الدولة حريصة كل الحرص على صون الذاكرة الوطنية    تقرير أممي: 670 شهيدا في الضفة الغربية منذ بداية عام 2024    التصدي لآفة المخدرات التي تهدد شبابنا من أسما مهامنا    المديرية العامة للاتصال برئاسة الجمهورية تعزي في وفاة الإعلامي والفنان خالد لومة    آيت نوري يصاب ويضيّع مباراتي بوتسوانا وغينيا    عرض جديد لمضاعفة سرعة الأنترنيت    انطلاق التسجيلات للالتحاق بالمدرسة العليا للسياحة    محافظات جنوب غزة غير قادرة على استيعاب 1.3 مليون مهجر قسريا    فرنسا في مواجهة غضب الشارع    تكوين القضاة حول مكافحة الإرهاب بالأسلحة الخطرة    بسكرة مر كز إشعاع حضاري واقتصادي    إنجاز 130 كلم من الألياف البصرية    درة السياحة في قلب "بونة"    بداية متعثرة لنادي بارادو واتحاد خنشلة    الشلفاوة يعودون بنقطة مهمة من الدار البيضاء    برامج توعوية مخصّصة للمعتمرين    11 معيارا لانتقاء الوكالات السياحية لتنظيم حج 2026    إتمام المرحلة الأولى من مبادرة "أطفال يقرؤون- أطفال يكتبون"    حجز 80 قنطارا من القمح اللين الفاسد    17 غريقا منذ انطلاق موسم الاصطياف    مخلفات المصطافين تُشوّه جمال الشواطئ    المكتبة المتنقلة بعنابة جسر لتعزيز المطالعة في المناطق الريفية    الرابطة الأولى "موبيليس" (الجولة الثانية): برمجة لقاء اتحاد الجزائر/مولودية الجزائر, يوم الأحد المقبل    ادراج مدينة مليانة القديمة في سجل الألكسو للتراث المعماري والعمراني في البلدان العربية    مؤسّسات جزائرية تستلهم من التجارب العالمية    حيوية غير مسبوقة للمشهد الثقافي    براهيمي يتألق    الناشئة الجزائرية تبدع في المنتدى الثقافي الدولي للطفل بموسكو    غزوة أحد .. من رحم الهزيمة عبر ودروس    " صيدال" يكرّم أحد أبطال الإنقاذ في كارثة وادي الحراش    وهران: تدعيم المؤسسات الصحية ب 134 منصبا جديدا لسنة 2025    حج 2026: تنصيب لجنة دراسة العروض المقدمة للمشاركة في تقديم خدمات المشاعر    فتاوى : هل تبقى بَرَكة ماء زمزم وإن خلط بغيره؟    قتلة الأنبياء وورَثتُهم قتلة المراسلين الشهود    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الروائية كنزة سلطاني ل ''الجزائر نيوز'': روايتي مزج بين الخيال والواقع
نشر في الجزائر نيوز يوم 27 - 02 - 2010

تتحدث، كنزة سلطاني، في هذا الحوار عن أول عمل روائي لها ''فتاة حي الرميم''، حيث طرحت موضوع الجنس وتناولته بجرأة كبيرة، وحاولت كسر أحد الطابوهات في المجتمع الجزائري، فجعلت من العذرية ذلك الشيء البسيط لأن الحياة كما أكدت يمكن أن تستمر دون ذلك، وقد قالت''قدمت الجنس بلغة بذيئة عكس الروائية أحلام مستغانمي التي صورته بلغة راقية''·
''فتاة حي الرميم'' تعتبر أول تجربة روائية لك، فهل يمكن أن تحدثينا عن ذلك؟
الكتابة بالنسبة لي لم تنطلق من فراغ، بل هناك إرهاصات حقيقية دفعتني لأدخل هذا العالم كامتلاكي مثلا القدرة على الخيال في نسج معالم الإبداع، سواء في الكتابة الروائية أو في كتابة الشعر، وعليه فالكتابة بالنسبة لي ليست مجرد خربشات على الأوراق وإنما هي انعكاس فني لشخصيتي حيث أحاول من خلال الكتابة أن أفجر كل ذرة من طاقتي الإبداعية· كما أعتقد أن كثرة مطالعتي للكتب ولدت بداخلي ذلك الصمت الجميل الذي أنسجه بين أسطر على شكل لمسات فنية رائعة، فرواية ''فتاة حي الرميم'' هي محاولة لتجربة روائية مجنونة، إستجمعت فيها كل أفكاري لأقدم صورة المرأة الجزائرية المثقفة وما تعانيه من آهات ومكبوتات وآلام·· كما تطرقت في الرواية إلى التناقضات والإختلافات التي تعيشها هذه المرأة في المجتمع الجزائري، وقد حاولت من خلال ذلك أن أبرز الصورة الحقيقية للمرأة الجزائرية الناجحة في حياتها العملية، وفي نفس الوقت ركزت على المرأة القادمة من الأحياء البسيطة، فأحداث الرواية تدور في الرميم ''الخيالي'' الموجود بالقرب من العاصمة، نزح معظم سكانه من الأرياف، الحي معروف ببناياته الفوضوية وأشلائه المترامية الأطراف، والأخطر من ذلك أنه معروف بروح الإجرام التي تجذرت في سكانه، الرواية ترتكز على بطلتين رئيسيتين، كلتاهما تمثل المرأة الجزائرية المثقفة·
بعدما قرأت ''فتاة حي الرميم'' شعرت أنك تتحدثين عن الجنس بطلاقة وبجرأة كبيرة، كما شعرت أنك تمردت أكثر، بالرغم من أنها المحاولة الأولى لك في الكتابة الروائية، ما تعليقك عن ذلك؟
بالفعل، تحدثت عن الجنس بحرية في روايتي، كما حاولت بأفكاري أن أتطرق إلى الطابوهات التي لاتزال تلاحق المجتمع الجزائري منذ أزل بعيد، وبما أن الجنس يعتبر من الثالوث المحرم بعد الدين والسياسة، حاولت من خلال روايتي أن أكسر ذلك الحاجز المحرم، وأقدمه بطريقة إنسانية، بغض النظر عن أنه نابع من الفطرة أو الغريزة، فمثلا، هناك نسبة كبيرة من النساء أصابهن البؤس والموت البطيء والشقاء بعد أن فقدن عذريتهن، والأكثر من ذلك، أصبح ينظر إليهن من قبل المجتمع بمنظار أسود، الأمر الذي أدى ببعضهن لهجرة الحياة بصفة نهائية، في حين فضلت أخريات الموت وراء جدار الصمت، وأنا من خلال عملي حاولت أن أعطي للقضية حجمها الطبيعي، وكشفت للأخريات اللواتي فقدن عذريتهن بقصد أو بدونه، أنه توجد حياة أجمل بدون عذرية، وأن الأمر لا يتطلب كل هذا الإحباط والإنكسارات، وإلا ستصبح هذه الظاهرة كارثة على المجتمع الجزائري·
ما لمسناه في روايتك أنك تشجعين الجنس، ما الجدوى من توظيفه بكثرة في عملك؟
تطرقت في عملي إلى الجنس بطلاقة وبجرأة، غير أنني لست من مشجعي الجنس الحر الذي يتم بطريقة غير قانونية، ثم إن كل مضمون روايتي مقتبس من الواقع الجزائري، حاولت فقط رفع الستار عن القضايا التي تنخر المجتمع في صمت، لأن هذا الصمت يمكن أن يتحول يوما إلى ثورة جارفة، وعليه فمفهوم الجرأة الذي طرحته بلغت بذاءته من خلال تصويري للجنس بأدق التفاصيل حيث طرحت هذه القضية بمفهومي الخاص، وبما أن هدفي الحقيقي من وراء هذه الرواية هو إيصال فكرة مستقبل المرأة المثقفة والمتمردة في المجتمعات البسيطة، وقد اخترت بطلة الرواية مخرجة مسرحية لسببين رئيسيين، فالمرأة التي تمتهن الإخراج تملك الجرأة أكثر من نظيرتها الأستاذة أو الطبيبة في طرح القضايا الشائكة ومناقشتها بطلاقة، زيادة على أن المرأة المخرجة تملك بعد النظر في طرح الإشكاليات المحرمة في المجتمع·
كما سبق وأن قلت أنك اعتمدت على مقاييس خاصة في كتابة روايتك، فما هو الشيء الذي يميزها عن بقية الروايات الأخرى؟
الواقع الرمزي هو ما ارتكزت عليه في بناء روايتي حيث اقتبست الأحداث من الواقع الفردي وبلورتها بطريقتي الخاصة، وبالتالي أصبحت ترمز إلى واقع كلي اجتماعي، إذن روايتي هي مزج بين الخيال والواقع، وأيضا نوع من الذاتية حيث صورت العشرية الدموية بالجزائر بكل ألمها وآهاتها، ولم أخرج عن الحيز المكاني الذي يتقيد به أي روائي· أما عن الشيء الذي يميز ''فتاة حي الرميم'' هو أنني استعملت السرد الثنائي المزدوج النسوي، وهذا ما جعل الرواية تتحول إلى ثرثرة نسائية، وهذه الأخيرة تطرح مكبوتاتها وبعض الطابوهات كالجنس، العذرية، المرأة النادلة التي ينظر إليها بطريقة سلبية·
هل بإمكان الجنس أن يصنع أدبا؟
لا يمكن ذلك إطلاقا، لأن الأدب يولد من رحم النكبات والألم والانكسارات، ومن علاقات الحب الفاشلة، فكل ذلك قد يدفع بالكتاب إلى أن يتألقوا في أعمالهم الإبداعية، وعليه الجنس لا يصنع بالضرورة أدبا·
من هم المؤلفين الذين تأثرت بهم كنزة سلطاني في كتاباتها؟
ربما أنا متأثرة بأحلام مستغانمي، الروائية الجميلة التي أحدثت كتابتها ضجة في العالم العربي، فالكتابة عند أحلام ليست كتابة فحسب، وإنما هي طاقة إبداعية خارقة كسرت الطابوهات بطريقة فنية، فأحلام تناولت الجنس في معظم أعمالها، لكن قدمته بأسلوب ولغة راقيتين عكس اللغة البذيئة التي تناولتها في روايتي، كما تأثرت أيضا بمليكة مقدم صاحبة كتاب ''رجالي''، فالكاتبة، رغم أنها قادمة من منطقة القنادسة المحافظة إلى أبعد الحدود، إلا أنها تمردت في كتاباتها، وتحدثت عن الجنس بحرية، وأعتقد أنه الأمر الذي يجعلني أتكلم وأكتب دون خوف أواستئذان مادام هناك كاتبات جزائريات مهدن لي طريق الحرية في الإبداع الحر·


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.