توقّع أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر سعود صالح، في هذا الحوار مع ''الجزائر نيوز''، أن تجري الإنتخابات الرئاسية المصرية في جوّ من الشّفافية، التي ستفضي إلى بروز رئيس مدني لأول مرة في التاريخ المصري، ليعود الأمن إلى الشوارع المصرية، بعد مرور أكثر من سنة على انطلاق ''الثورة المصرية''. هل تعتقد أنّ الانتخابات الرئاسية بمصر، ستجري بشفافية كاملة؟ على ما أعتقد، فإنّ التجربة التي مرت بها مصر من ظهور لتيارات سياسية متقابلة، تمتلك كل منها وزنا يمكّنها من مراقبة العملية الانتخابية، يفضي إلى نوع من الشفافية، وليس الشفافية المطلقة، ويساهم إلى حد كبير في القضاء على ظاهرة التزوير، باعتبار التزوير ليس حصيلة الموعد الانتخابي فقط، بقدر ما هو مرتبط بكيفية اعتماد الأحزاب وإتاحة الفرصة أمامها لكي تتجذّر، والشيء الوحيد الذي يشفع للأحزاب المصرية، هو امتلاكها لتجربة وثقافة انتخابية كبيرة، إلى جانب امتلاكها لبرامج انتخابية حقيقية، أكثر وضوحا من الفترات السابقة، فهيمنة الحزب الواحد غائبة، وأتوقع أن الرئيس القادم لن يتمتع بسلطة مطلقة، المهمّ الآن ليس من سيكون الرئيس، بل كيف سيتحقّق التوافق بين الجميع. في تقديرك، هل العسكر في مصر مستعد لإعطاء كل الصلاحيات للرئيس المقبل؟ الجيش المصري سيعطي السلطة للرئيس المدني القادم، لكن إلى حد ما، أي أنه لن يتخلى عن دوره في المراقبة والتنظيم، وتصوّر أن الجيوش العربية ستعطي كل شيء لرئيس مدني، تصوّر خاطئ، وعلى عكس الجيوش في باقي البلدان العربية التي يتمثل دورها الأساسي في حماية البلدان من أي خطر خارجي، فإن المؤسسة العسكرية المصرية لديها مهمة مزدوجة عبر ارتباط الأمن الداخلي بالأمن الخارجي. هل تعتقد بنهاية مخلفات النظام السابق بعد هذا الموعد الرئاسي الهام؟ في حال نجاح هذا الموعد الانتخابي، فإنه سيعود الهدوء شيئا فشيئا إلى المشهد المصري، وستبقى مكانة الجيش المصري محفوظة على المستوى الداخلي والخارجي، لأن المؤسسة العسكرية المصرية قد جذرت نفسها بطريقة غير مسبوقة، وما حدث ويحدث في مصر، قد ساهمت فيه إلى حد كبير أطراف أجنبية، دون أن ننسى الأسباب الداخلية، وهذه المرة فإنه من غير المنطقي القول أن مخلفات النظام السابق ستنتهي بين عشية وضحاها، كما أن مصطلح ''الربيع العربي'' كان مصطلحا خارجيا، جاء من منطلق محاولة تصدير شعارات من الخارج، ومحاولة استنباتها في الوطن العربي، وفي رأيي المتواضع، فإنّه ليس لدينا مجتمع مدني في الوطن العربي، بقدر ما لدينا مجتمع عشائري، ومصر اليوم ليست مهدّدة من طرف شعبها لكي نفرض وجود الأمن .