ياه ...إلى هذه الدرجة صار القحط السياسي مُستفحلا في بلادنا؟ تكلم حمروش فكأنه الغيث الذي نزل بعد جفاف عسير؟ لماذا صارت البلاد مثل الصحراء العطشى التي تبحث عن من يرويها؟ وأصبحنا نحن ظمأى لدرجة أننا ننتظر من "يحل فمو" ويقول كلمة حق في هذا الوطن الذي أصبح ضائعا ومشردا. البلاد كلها اهتزت لكلام حمروش الذي صام عن الكلام وخرج في آخر المطاف ببيان حلّله كل على هواه وعلى حسب رغبته في سيرورة الأمور، البلاد كلها تنتظر ماذا سيحدث في الأيام القادمة التي ستأتي قبل غلق باب الترشيحات، هل سيترشح بوتفليقة أم أنه يحضر لجوكر يخلفه بإرادته؟ هل الجوكر تم الاتفاق عليه مع العسكر أم أن بوتفليقة استحوذ على اللعبة وصار يلعب وحده دون خوف من التوفيق أو باقي جنرالات الظل التي أصبحت هوايتها بعد التقاعد هي التخلاط على أعلى مستوى؟ من يتابع كل هذا القرف السياسي و كل هذه الوجوه المكفهرة التي تنحت في الضياع يدرك إلى أي مدى تم تمييع الفعل السياسي وجعله مُجرد عجينة مالحة المذاق تعطش كل من يشربها وتنفخ له كرشه حتى يصاب بالبله والعته وهذا هو الوصف الذي يليق بكل من يشطح في الساحة ولديكم سعداني كأحسن دليل على ذلك. اليست شطحة سعيداني كونطر التوفيق هي التي جعلت بوتفليقة يتكلم ويحذر من الانزلاقات؟ أليس بعدها تكلم حمروش؟ ولا نعلم من الذي سيتكلم أيضا بعدهما؟ الله يكثر من شطحاتك يا سعداني ويجعلك دائما مفجرا للقنابل وللكلام وغيرها من الأشياء التي يبدو أنك الوحيد القادر على فعلها، وأخيرا يمكن أن نقول بأن الجزائر وجدت فارسها الذي يعرف يشطح ويعرف يحرك القدرة مليح ومن لا يريد أن يعترف بذلك يدز معاهم.