قلت، لحماري التعيس، ها هو العام قد انقضى ودخل عام آخر، أتمنى لك كل السعادة والصحة والمال الوفير·· نهق حماري عاليا وقال·· فعلا، لا أريد شيئا سوى المال الوفير، فهو كفيل بأن يعطيني الصحة والسعادة في نفس الوقت·· قلت له ·· إيه·· منذ عرفتك وأنا أتمنى لك نفس الأماني والعام ينقضي ويعود وأنت على حالك و''الدورو'' لم يعرف طريقه إلى جيبك· أجابني، ضاحكا·· لست وحيدا في هذه المأساة، أظن أن الشعب كله يتفق معي فيها، وإذا عمت خفت، أليس كذلك؟ قلت له ·· بلى ·· معك حق، الشعب كله مفلس، وعام يضمن عام·· قال حماري·· أصارحك القول، أنا لن أترك هذه السنة تفوتني، سوف أجد حلا حتى أتغلب على مشاكلي المالية·· ربما وليس مؤكدا، سأعمل ''حجابا'' يقيني من العين والحسد ·· ضحكت من كلامه، وقلت ·· يا لطيف ألطف بنا·· على شيبك ستزور ''الفزانات''·· إحمرّ وجه حماري التعيس من الخجل، وقال·· قلت لك ليس مؤكدا ·· أنا أخاف الله وأؤمن بالمكتوب والرزق، ولكن ''والله تعبت''·· من حالتي وأريد أن أكون مثل باقي البشر·· ثم أضاف ·· ورغم كل هذا·· أنا سعيد لأن علم بلادي يرفرف عاليا أخضره·· أحمره·· وأبيضه ·· آه·· تصنع الكرة ما لا تصنعه الثورات··!