ما وصل إليه اتحاد الكتاب، هو المأزق عينه·· وهو مأزق يتجاوز الأشخاص، والعصب إلى البنية الفكرية والثقافية·· خلال الفترات التي عرفها لم يحقق وجودا إلا خلال لحظات وجيزة وتكاد لا تذكر مقارنة بسنه·· هل يعود ذلك إلى هيمنة السياسي وثقل الأجهزة أم يرجع ذلك إلى هشاشة الكتاب والمثقفين الذين فشلوا في أن يتشكلوا كقوة ذات دلالة رمزية أو انتلجنسيا؟! إن معظم المعارك التي أثيرت بسبب الصراع على قيادة الاتحاد ارتبطت في غالبيتها إما بالريع أو بالنزعة العصبوية·· وهذا لعمري مثير للحزن والغضب في نفس الوقت·· لقد اختفى كل دور حقيقي من حيث إنتاج المواقف للاتحاد في اللحظات الحاسمة التي مر بها المجتمع الجزائري، واكتفى الكتاب بأن يكونوا صدى للأجهزة القائمة والمهيمنة·· وبالرغم من المحاولات التي قادها بعض المثقفين والكتاب بعد أكتوبر لتأسيس تنظيم حر ومستقل باءت بالفشل، وهذا ما كرّس الحال وبقت دار لقمان على حالها·· إن الصراعات أو نشر الغسيل بين أعضاء اتحاد الكتاب لشيء مثير للقرف والأسى·· فإلى متى يبقى منطق الشللية والإنبهار بسلطة سادة الريع هو المسيطر·· إلى متى يبقى الكاتب مجرد متسول وباحث بائس عن وصاية، لا وجود لها ولا مستقبل لها، ولا ثقل تاريخي لها أصلا؟! إلى متى يبقى جنديا، مستعدا للتضحية بكل جميل من أجل سيادة سلطة الرداءة؟! هذا ملف مفتوح أمام الكتاب والمثقفين للنقاش··