تسود العلاقة بين الصحافة الجزائرية والفريق الوطني من مسؤوله الأول إداريا إلى اللاعبين، مرورا بالمدير الفني سعدان، حالة من التشنج والتكهرب، بسبب الوجه الشاحب الذي ظهر به ''الخضر'' في مباراتهم الأولى أمام مالاوي، وهو الوجه الذي لم ترحمه الصحافة في اليوم الموالي، مما يطرح إشكالي ة كيفية التعامل مع هذا الفريق في حال الخسارة أو الفوز· لقد عانى الصحفيون الجزائريون في لواندا منذ وصولهم أنغولا من حيث أداء مهماتهم الخاصة بتغطية الحصص التدريبية للخضر والتقاط تصريحات الطاقم من فنيين مسؤولين ولاعبين، واصطدموا بعديد من القرارات التي أصدرها محمد روراوة منها منع الصحافة الوطنية من الاقتراب من اللاعبين، بينما كانت تحظى الصحافة الأجنبية في نفس الوقت، بامتيازات السبق، منها الفرنسية والخليجية، وظهر ذلك في التغطيات الإعلامية الأولى للصحافة الوطنية· ويعتقد مسؤولو ''الفاف'' أن الإعلام الجزائري يبحث فقط عن تفاصيل العلاقات بين اللاعبين والمشاكل التي تحدث بينهم، مما يجعل تسليط الضوء عليها مصدرا للتشويش على تركيز الفريق ككل· وصادفت قرارات روراوة الخاصة بالصحافة قبل انطلاق المنافسة مع إلغاء ندوتين صحفيتين ومنع اللاعبين من الإشهار والحديث مع الإعلام في وقت كانت فيه البعثات الإعلامية للدول الأخرى المشاركة في ''الكان'' وقبلها، على اطلاع واسع من خلال التواصل الإعلامي السلس، مع فرقها· وصادف ذلك أيضا انهيار ''الخضر'' أمام مالاوي في أول امتحان إفريقي بثلاثية، مما ترتب إعلاميا ما فسره المسؤولون على كرة القدم بفرصة للصحافة الجزائرية للانتقام منهم·· لكن، فعليا ومنطقيا ومهنيا، هل يصحّ وصفها كذلك؟ تعد فرنسا الملهم الأول للجزائريين، في العديد من الأمور، مسؤولين كانوا أو غير مسؤولين، بدليل حكاية ''كنال بلوس'' والعلاقة المبالغ فيها بين مراسلها وروراوة· وكمثال، لقد رأى كل العالم كيف تعاملت الصحافة الفرنسية مع فريقها القومي رغم تأهله إلى كأس العالم المقبلة بهدف تيري هنري غير الشرعي الذي وصفته بالعار وبكل النعوت، مما شجع الفريق الخصم حتى بمطالبة إعادة المباراة أو تأهيله مباشرة إلى المونديال، مما يعني أن الصحافة لا تتعامل مع الإنجاز كإنجاز رغم تحقيقه بطريقة غير شرعية· ولا تتعامل أيضا مع الإخفاق كإخفاق حتى لو وقع بطريقة مشرفة، وهذه أبجديات الإعلام· فخرج الفريق الوطني بكل تركيباته من انتصار المقابلة الثانية، ممتنعا عن التصريح للإعلام الجزائري، وتكلف سعدان برمي كلمات، جوهرها معاتبة الصحافة، مما يعطي الانطباع بأنه لم ترُقه تعليقاتها عقب انهزامه مع مالاوي· يحدث هذا في ظل غياب تام لاستراتيجية اتصال في الفريق الوطني مع الصحافة، والتعامل معها دوما بتحفظ في كل شيء على خلفية نية المؤامرة· وتبقى خلفيات رفض مهدي لحسن للعب ورحيل لموشية في أوج الدورة والتجاذبات التي وقعت في الفريق بعد مالاوي دليل على الانغلاق، وعدم الشفافية كما يبين شرط عدم مناقشة الصحافة لسعدان في خياراته في اللاعبين، في كل ندوة يعقدها، يبين ضرورة مراجعة جذرية لعلاقة الاتصال في ''الفاف'' والفريق الوطني· عبد اللطيف بلقايم حفيظ دراجي يتحدث عن أزمة العلاقة بين الفريق الوطني والصحافة الإعلام والاتحادية مسؤولان ماذا تفيد الصحافة القراء بإثارتها مواضيع عن زوجات اللاعبين وأكلهم ومكالماتهم الخصوصية؟! ''ماذا نقول عن إعلام يطالب الفريق الوطني بكأس العالم وينفخ نجومه نفخا ثم ينقلب عليه، وهل نستطيع أن نتهم الاتحادية وهي تعمل تحت ضغط النتائج والأنصار والصحافة، فكلاهما يتحمل المسؤولية ومطالبان بمراجعة سياستيهما''·· حفيظ دراجي يتحدث كإعلامي عن روراوة والصحف· كيف ترى تأزم الوضع بين الاتحادية والصحافة؟ للأسف ما زلنا بعيدين جدا سواء كإعلاميين أو كاتحادية عن الثقافة الإعلامية الحقيقية وحتى الرياضية، ربما لصغر عمر التجربة الصحافية في الجزائر، أو ربما لأن النوادي الرياضية على اختلاف تخصصاتها لم تتعود على العمل وفق نظام المكلفين بالإعلام· وهذه الأمور تعود الى الخيارات والاستراتيجيات، وأعتقد أيضا أنه في كل الأحوال وباختلاف كل التجارب في الساحة الإعلامية وما يتصل بها، معمول بنظام منح معلومات وإخفاء أخرى· لكن في حالة الاتحادية والصحافة الجزائرية، عندما ينهزم الفريق الوطني يتم الانتقاص من قيمة الأشخاص والمساس بهم، وهذا ما أحدث الأزمة في اعتقادي· كيف ينبغي أن تكون الأمور إذن بين الطرفين؟ لابد أن نعرف بأنه مهما كان الإعلام مستقلا، فعندما تتعلق الأمور بالرموز الوطنية، علينا أن نتعامل بطريقة خاصة، حتى لا نسيء لأنفسنا، يجب أن نبعث التفاؤل في الفريق الوطني عندما يخفق، ولا نقوم بتحطيمه بنشر معلومات تشوش تركيزه، يجب أن يبقى الإعلام تقنيا في حالات الفوز، ويبتعد عن الإساءة للأشخاص، وهنا لا أريد أن نقول لا يجب الانتقاد، بل العكس علينا التحليل ووضع اليد على نقاط القوة والضعف، وبالنسبة للخطأ فاعتقادي أن كلا من الاتحادية والصحافة يتحمل مسؤوليته فيه، فكيف تفسر أن تأتي الصحيفة التي فخمت الفريق بالأمس ووصفته بأوصاف غير موضوعية كبطل، لتأتي اليوم بين ليلة وضحاها وتنعته بعكس ذلك تماما، وهذا يلقي مسؤولية كبيرة على الجانب الإعلامي· وماذا عن الاتحادية؟ ماذا تنتظر أن يكون رد فعل هيئة مسؤولة عندما تقرأ في الصحف عن زوجات اللاعبين اللواتي لسن حتى شخصيات عمومية أو مشهورة ومكالماتهم الخصوصية مع الأهل التي لا ينبغي أن تكتب في الصحافة وكيفيات أكلهم وطبيعة ما يأكله اللاعبون· إنها كلها أمور تزعج أصحابها بدليل تحرج عنتر يحيى من تناول الصحافة مواضيع عن خطيبته، إنها أمور لا تنفع القارئ في شيء، بطبيعة الحال ننتظر من الاتحادية أن تتصرف كما تصرفت لأنها ترى بأنه الأسلوب المناسب في هذه الفترة الذي تعمل فيه تحت ضغط رهيب من الجمهور والنتائج وكل الجهات· هل تتطلب المرحلة مراجعة الطرفين لهذه العلاقة؟ فورا، يجب أن نحسب المسؤولية على قصر تجربة الصحافة وعلى الضغط الكبير الذي تتعرض له الاتحادية، وهو ما يسهل مراجعة سياسة وتوجه كل طرف، وأنا لا أعتقد أن يتحرج سعدان من أسئلة تناقش خياراته بقدر ما يرى في الأسئلة الجارحة والمسيئة مشكلا كبيرا، بالعكس أنا مع مناقشة كل ما هو فني مع المدرب وتبريراته في الانهزام· حاوره: