الفريق أول السعيد شنقريحة يؤكد: يجب التيقظ والاحتراس و تنفيذ المهام بدقة وصرامة    ممثلا لرئيس الجمهورية: العرباوي يشارك في قمة المؤسسة الدولية للتنمية بكينيا    وزارة التربية تضبط ترتيبات العملية: تعليمات بتسجيل التلاميذ الجدد في المدارس القريبة من الإقامة    بعد الإعلان عن خفْض الفوائد البنكية على قروض الاستثمار: قرارات الحكومة تريح المستثمرين    سونلغاز تفتح أزيد من 550 منصب شغل بولايات الجنوب    لموقفها الداعم لحق الفلسطينيين قولا وفعلا: هنية يعبر عن إجلاله وإكباره للجزائر    حراك الجامعات الأميركية يمتد إلى كندا وأوروبا وآسيا    بعد مسيرة تحكيمية دامت 20 سنة: بوكواسة يودع الملاعب بطريقة خاصة    3 تذاكر ضاعت في نهاية الأسبوع: الثنائي معمري يرفع عدد المتأهلين إلى دورة الأولمبياد    تهيئة عدة شوارع للقضاء على مظاهر الترييف: 110 ملايير لربط 1300 سكن بالكهرباء في الطارف    لحماية سكيكدة من الفيضانات: وزير الري يوافق على تسجيل مشروع سد بوشطاطة    وزيرة التضامن كوثر كريكو: الجزائر وفرت الآليات الكفيلة بحماية المسنين    مختصون يشرحون آليات التدخل ويقترحون حلولا    عون أشرف على العملية من مصنع "نوفونورديسك" ببوفاريك: الجزائر تشرع في تصدير الأنسولين إلى السعودية    اتحاد العاصمة لم يلعب مقابلة أمس    لأول مرة في الجزائر: «اتصالات الجزائر» ترفع سرعة تدفق الانترنت إلى 1 جيغا    اتفاق على استمرار وتوسيع التشاور مع باقي الفصائل الفلسطينية    مساهمة جزائرية كبيرة في البنك الإسلامي للتنمية    الجزائر-قطر..علاقات متميّزة وتوافق حول أمّهات القضايا    دور الجزائر سمح بتحقيق نجاحات دبلوماسية كبيرة لصالح فلسطين    يعيشون وضعية صعبة مع فرقهم: قبل توقف جوان.. 3 لاعبين يثيرون المخاوف في صفوف "الخضر"    مخلفة خسائر في الأرواح والمعدات في صفوف قوات الاحتلال: الجيش الشعبي الصحراوي يستهدف قواعد عسكرية مغربية    مواجهة كل من يسيء للمرجعية الدينية ولثورة نوفمبر    تحدّ آخر يرفعه الرئيس تبون.. وإنجاز تاريخي    القضاء على إرهابي بالناحية العسكرية الأولى بالشلف    بطولة إفريقيا لكرة الطائرة/ سيدات: فوز مشعل بجاية مام آسيك ميموزا الإيفواري    قسنطينة: دخول "قريبا" فندق سيرتا العمومي حيز الخدمة بعد إعادة تهيئته    تعزيز القدرات والمهارات لفائدة منظومة الحج والعمرة    مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي: انطلاق ورشات تكوينية في مهن السينما لفائدة 70 شابا    برج بوعريريج.. 7 مخازن عملاقة لإنجاح موسم الحصاد    التراث.. ثابت في مكوّنات الهوية الوطنية    الصحراء الغربية: إبراز دور وسائل الإعلام في إنهاء الاستعمار خلال ندوة بالإكوادور    باتنة: إجراء عمليات زرع الكلى بحضور أطباء موريتانيين    الصهاينة يتوحّشون في الضّفة    لحوم الإبل غنية بالألياف والمعادن والفيتامينات    داس عنابة يؤكد: مرافقة قوية لمسنين دار الصفصاف لإدماجهم اجتماعيا وتدعيمهم صحيا    الكرة الطائرة/ بطولة إفريقيا للأندية/سيدات: جمعية بجاية تتغلب على ليتو تايم الكاميروني (3-2)    العدوان الصهيوني على غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 34 ألفا و454 شهيدا    الرئيس يكرّم قضاة متقاعدين    الجزائر الجديدة.. إنجازات ضخمة ومشاريع كبرى    قسنطينة: السيد ديدوش يعاين عديد المشاريع الخاصة بقطاعه    وزير التربية لجمهورية زامبيا يزور جامعة الجزائر 1    استئناف حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة بالنسبة لمطار أدرار    فلسطين : العدوان الإرهابي على قطاع غزة من أبشع الحروب التي عرفها التاريخ    غرداية : اقتراح عدة معالم تاريخية لتصنيفها تراثا ثقافيا    نطق الشهادتين في أحد مساجد العاصمة: بسبب فلسطين.. مدرب مولودية الجزائر يعلن اعتناقه الإسلام    مباشرة إجراءات إنجاز مشروع لإنتاج الحليب المجفف    أكتب لأعيش    شبان "المحاربين" يضيّعون اللقب    لو عرفوه ما أساؤوا إليه..!؟    رياض محرز ينتقد التحكيم ويعترف بتراجع مستواه    إنجاز جداريات تزيينية بوهران    15 ماي آخر أجل لاستقبال الأفلام المرشحة    منظمة الصحة العالمية ترصد إفراطا في استخدام المضادات الحيوية بين مرضى "كوفيد-19"    حج 2024 : استئناف اليوم الجمعة عملية حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة    أهمية العمل وإتقانه في الإسلام    مدرب مولودية الجزائر باتريس يسلم    دروس من قصة نبي الله أيوب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في حوار مع الإمام الباحث الميلود الأمين قويسم: المرأة إنسان.. والمجتمع كيان.. والجزائر أمانة

الأستاذ الباحث الإمام الميلود الأمين قويسم من الشخصيات البارزة في المجتمع الجزائري، يعتبر قلما مهماً من أقلام مدينة الجلفة الجزائرية، قدّم كتابه " التحقيق المتكامل" ليكون مرجعا مهماً للأنساب وقد خصّه بفوائد جمة، وهو من الأساتذة المتمرسين في القراءة والتدريس، صحب العلماء وتعلّم منهم، ومدّ يد العون لكل راغبٍ في تعمير أجواءه العلمية والثقافية ..
في البداية أود أن تحدثنا عن شخصية الأستاذ الباحث قويسم ميلود؟
الباحث هو راجي عفو ربه الميلود الأمين قويسم الحَسَني، ولد بحي قناني ( الجلفة ولاية الجزائر) ونشأ به وبقي فيه إلى أن عين إماما بعين الإبل بعد إجراء امتحان وطني .
تعلم القرآن على يد الشيخ عبد الله بوهلال بن النعوم الزيدي، والشيخ يونس بن احفاف اليونسي والشيخ يحي بن أمحمد اليونسي، والشيخ الطيب شريط الناجوي، والشيخ الخذير بعيطيش العيفاوي، والشيخ محمد رمضاني العيفاوي، والشيخ محمد باكرية بن علي الأعوري والشيخ محمد جعلاب بن الغويني البريكي وختم عنده الشقة، والشيخ عامر إبراهيم، والشيخ المختار باكرية بن التواتي الأعوري وحفظ عنده السلكة بالرسم.
درَس العلوم عند الشيخ محمد باكرية بن علي، والشيخ دحمان بن ناجي، والشيخ امعمر حاشي بن عثمان والشيخ عبد القادر الشطي، والشيخ عامر محفوظي، والأستاذ أبي رائد مسعود الفلسطيني.
الإمام الباحث الميلود الأمين قويسم

صحب مريدا الشيخ عطية مسعودي، والشيخ محمد بلقائد والشيخ خليل القاسمي، والشيخ أحمد المغربي محفوظي، والشيخ علي محفوظي بن محمد، والشيخ بلقاسم بن الهدار.
سمع من الشيخ سيدي عطية مسعودي والشيخ سيدي محمد بلقائد والشيخ سيدي محمد بلكبي، والشيخ سيدي العربي قويسم بن الهدار والشيخ محمد بغدادي بن ملاك، والشيخ أحمد السعدي الخوني والشيخ بن عليه مبدوعة بن عطية، والشيخ مصطفى شخوم، والشيخ محمد رينوبة بن بوبكر، والشيخ علي امعيلبي، والشيخ محمد زبيدة بن محمد المايدي، والشيخ محمد تومي بن الفضيل والشيخ قويدر الود بن محمد، والشيخ عمر حمر العين بن الجيلاني.والشيخ الوالد بن عيسى بن الهدار.
أجيز من الشيخ عبد القادر الشطي بمباركة الشيخ عطية مسعودي بن مصطفى، ومن الشيخ عامر محفوظي مرتين ( سنة 95 و سنة 2008 ) ومن الشيخ خليل القاسمي مرتين، ومن الشيخ ابن ناجي غويني، نظما، ومن الشيخ أحمد المغربي محفوظي بمراجعة حفيده وأخيه سي بلقاسم وسي بن عطية، ومن الأستاذ أحمد محمد النحلة المصري، ومن الشيخ بو الأنوار أخضري الشرفي.ومن الشيخ محمد بلكبير بواسطة صهره الشيخ عبد الله عزيزي.
ومهامه إمام أستاذ.ومعتمد دائرة.ومقدم عرش، وعضو المجلس العلمي، ومفتي بالإذاعة المحلية ( نيابة عن شيخه الأستاذ عامر بإذن منه ).
هوايته المطالعة والمراجعة، الحفظ والتأليف، الإنشاد والمسامرة.
من مؤلفاته ألّف إلى حد الساعة ما يقارب الستين كتابا ما بين موسوعات وكتب ورسائل ودواوين وتحقيقات وتخريجات وحواشي. منها : المنتخب الكافي مفيد طلاب العلم في الأمصار والأرياف (50 علما) 4 مجلدات .مخطوط، إرشاد المسلم الى الطر يق الاسلم ( فقه عبادات مالكي ) مخطوط، التحقيق المتكامل ( في انساب أهل المنطقة الجلفاوية الأوائل 4 أجزاء ) مطبوع، الود المرتجى في الا بتهال والالتجاء ( شعر فصيح وملحون له )، الخطب المنبريه ( خطب القيت بمنبر مسجدالفتح العتيق بعين الابل على مدى 30 سنة)، كنز الا نوار من كلام الشيخ بن عيسى الهدار ( كتابة اشعاروالده )، الحلل السندسية ( خدمة منظومة الشيخ عطيه بن خليف الفرجاوي)، تحقيق : إرشاد الأنام لشيخه عبد القادر الشطي، دلائل المنحه في شرح منظومة اللمحه ( شرح منظومة الشيخ سي بن ناجي )، اسعاف الافهام ( تحقيق واخراج وتعليق على فتاوى الشيخ الهمام سي عطية)، الحكاية الغريبة في قصة حياة عامر بن المسعود العجيبة، كشكول الغانم في مذكرات الحاج علي بن سالم، رفع الإلتباس في تخريج أحاديث جواهر الإمام ابن شاس، إخبار الناس في ترجمة الحاج بلعباس، إفادة العوام في الأدعية والأحكام، إقراء الضيف الآتي بترجمة الشيخ محمد بن التواتي، الاختيارات الراجحة حاشية على كتاب الشيخ ابن ناجي، بُغية الأجيال في صور بعض الرجال، حاشية البيان والإيضاح في أركان النكاح حاشية على أرجوزة الشيخ عامر، النفحات على القوانين الفقهية، قصيدة بشار، تنوير الجيل بنذة من مواهب الجليل 3 مجلدات، تنوير المدارك في تخريج فوائد بلغة السالك 3 مجلدات، حاشية ارجوزة السبحة، حاشية مختصر الفقه الإسلامي، ثمانية بحوث لملتقى الإفتاء الوطني، المنتقيات الست النافعة، الخطب المنبرية 84 المختارة، توضيح الدرر من معاني ومباني المختصر.
غلاف الكتاب
إن كتابكم الحديث صدر كي يُعمّر فراغات كبيرة فيما يتعلّق باب الأنساب الخاص بأكبر الفرق في الجزائر، كما جاء يرصد في ثناياه أهمية المقاومة ضد الاستعمار الفرنسي.. كيف تفسّر لنا علاقة النسب بالمقاومة الاستعمارية؟
النسب له عند الأمم القديمة شان كبير وعناية عظمى في حفظ أنسابهم، إما للتناصر على الأعداء وإما للتفاخر بالآباء، وبالغ اليونان في ذلك حتى حفظوا أنساب معبوداتهم ونظم بعضهم الأشعار للتفاخر بذلك قبل المسيح عليه السلام ببضعة قرون، وكذلك كان الرومان، وازدادت عناية العرب بالأنساب رغبة في التناصر على الغرباء.بل وفي الإسلام أيضا يوجد اعتناء كبير بالنسب لكنه اعتناء خاص لا يتجاوز التعارف .
قال الإمام "ابن خلدون" إن العصبية إنما تكون من الالتحام بالنسب أو ما في معناه وذلك أن صلة الرحم طبيعية في البشر إلا في الأقل ومن صلتها النعرة على ذوي القربى وأهل الأرحام أن ينالهم ضيم أو تصيبهم هلكة فإن القريب يجد في نفسه غضاضة من ظلم قريبه أو العداء عليه ويود لو يحول بينه وبين ما يصله من المعاطب والمهالك نزعة طبيعية في البشر مذ كانوا فإذا كان النسب المتواصل بين المتناصرين قريباً جداً بحيث حصل به الاتحاد والالتحام كانت الوصلة ظاهرة فاستدعت ذلك بمجردها ووضوحها وإذا بعد النسب بعض الشيء فربما تنوسي بعضها ويبقى منها شهرة فتحمل على النصرة لذوي نسبه بالأمر المشهور منه، فراراً من الغضاضة التي يتوهمها في نفسه من ظلم من هو منسوب إليه بوجه ومن هذا الباب الولاء والحلف إذْ نعرة كل أحدٍ على أهل ولائه وحلفه للألفة التي تلحق النفس من اهتضام جارها أو قريبها أو نسيبها بوجه من وجوه النسب اه.
قلتُ ولما للنسب من علاقة وصِلة بين أفراد القوم حيث هو سياجها المانع من اقتحام الدخيل إلى حوزة الجماعة أو المنطقة لما يترتب عليه من حمية وغيرة ونخوة فإنه قد لعب– إضافة إلى الديانة والوطنية والثورية والمناضلة – دورا كبيرا في مقاومة الاستعمار الذي حلت براثنه في هذه المناطق الأبية الحرة منذ فجر التأريخ وإلى أن أخرج المحتل الفرنسي إثر ثورة كبرى عظيمة:ثورة أول نوفمبر المجيدة.هذا عندنا والحال نفسه عند كل الشعوب المناضلة المكافحة عن بيضتها وكيانها قديما وحديثا.
- هناك من العلماء الذين ذكرتهم من قاوم فعلاً الاستعمار وحقق نتائج جيدة .. هل تحدثنا عنهم؟
علماء ورجالات المنطقة المكافحون بحالهم ومالهم ومقالهم وبعلمهم كثر، يطول ذكرهم.ويتعذر حصرهم ونقتصر هنا في هذه العجالة على عينة منهم كإطلالة على تاريخ رجالات المنطقة ، ومنهم :
الشيخ بلحرش بن القندوز المحمدي.الشيخ الخليفة:الشريف بن الأحرش المحمدي.الشيخ بوشندوقة حساني المحمدي الشيخ موسى بن احسن الشاذلي.الشيخ المختار الشاذلي.الشيخ أحمد بن حيزية العبيدلي .الشيخ عبد الرحمن النعاس الشيخ الحاج أحمد.الشيخ عطية بيض الغول.الشيخ أحمد بن معطار.الشيخ محمد رينوبة بن بلخير.الشيخ السعيد بن سليمان.الشيخ بوالارباح محفوظي.الشيخ عبد القادر طاهري.الشيخ سي قحضاب.الشيخ محمد بن التواتي.الشيخ أحمد بن الصادق.الشيخ محمد بن النعاس.الشيخ الأزهري الجرو بن السعيد.الشيخ الشنبولي المباركي.الشيخ سالم الأصفر المباركي.الشيخ عبد الرحمن بن الطاهر.الشيخ القاضي المختار بن علي حساني.الشيخ علي بن اخميلة.الشيخ الطاهر طاهري.الشيخ يوسف طاهري.الشيخ بن داود بو اشمال.الشيخ أحمد طعيبة بن بلخير.الشيخ أحمد بن حمرورش.الشيخ أحمد الزبدة.الشيخ عبد القادر بن إبراهيم.الشيخ محمد الرايس بن عبد الرحمن.الشيخ أحمد بن دحمان.الشيخ أحمد بن عطية.الشيخ مصطفى بن الحاشي.الشيخ الأخضر رحمون بن اخليف.الشيخ عبد العميد رحمون.الشيخ سالم بن اغديره.الشيخ الصادق بن الشيخ.الشيخ العربي قويسم بن الهدار.الشيخ قويدر العرباوي الشيخ محمد بن شونان.الشيخ بلعباس دلولة.الشيخ الأخضر الآبقع بن الغويني.الشيخ عطية مسعودي.الشيخ عبد الرحمن حاشي.الشيخ زيان عاشور.الشيخ المختار الحدباوي.الشيخ بن عزوز مرباح. الشيخ بو سلهام.الشيخ بن مرزوق.الشيخ عطا الله بوزيدي.الشيخ دحمان قسمية بن العربي.الشيخ المبروك الصيلع بن البشير.الشيخ رابح الأبيض بن الطاهر.الشيخ المختار بن المخلط.الشيخ بوبكر هتهات.الشيخ الأخضر رويني الساسوي.الشيخ مصطفى حلفاوي.الشيخ أمعمر حاشي بن عثمان.الشيخ عامر محفوظي.الشيخ عبد القادر الشطي. الشيخ بن عيسى بن الهدار الشيخ محمد الدكالي.الشيخ علي فرَاح.الشيخ الراقع حرشاوي.الشيخ محمد بوزيدي .الشيخ محمد الأخضر حسني.الشيخ المكي قاسمي.الشيخ بن عزوز قاسمي.الشيخ الأزهاري قاسمس. الخ.
- كيف كان العلماء في ذلك الوقت ومعاول الهدم الاستعماري تعمل على ردم الهوية الجزائرية؟
من مهام العلماء أيام الاستعمار كما حدثنا العارفون السهر على ترسيخ هوية الأمة ( العربية الإسلامية الجزائرية ).والمحافظة على كيان الأمة ووحدتها فالجزائر أمانة. والمحافظة على قيم الأمة وعاداتها الفاضلة.والمحافظة على اللغة العربية.والسهر على تلقين القرآن لناشئة الأمة.والإفتاء وفق المرجعية. وحل المشاكل بالصلح.والتوجيه الديني الوسطي.والتعبئة الثورية النضالية.وبث روح الشهادة وتأليف الكتب والرسائل التوجيهية.ونظم الأشعار بالفصيح والملحون.والحث على مبادرة الأوقاف.والحث على بناء المساجد .والحث على بناء المدارس الحرة .والحث على شرف العمل اليدوي وعدم التكفف .وفتح مقامات وزوايا للتعليم والإيواء والمارة .الخ
صورة لللإمام الباحث الميلود الأمين قويسم أثناء زيارتنا لبيته بالجلفة
- إن للزوايا ما لها من تاريخ مهم حسبما قرأنا عنها، فهل تحدثنا عن أهمية الزوايا في نشر الثقافة الثورية؟
إن للدور الذي قامت به الزوايا وأماكن الإشعاع في المقاومة ونشر الثقافة الدينية :القرآنية والعلمية والروحية والثورية والنضالية .أهمية كبرى في تاريخ الأمة ونضالها الطويل بداية من مقاومة الأمير عبد القادر مرورا بالشيخ بوعمامة والشيخ الحداد والشيخ المقراني والشيخ الشريف والشيخ موسى بن أحسن وأولاد سيد الشيخ إلى أن آن إبان ثورة التحرير المباركة ( ثورة أول نوفمبر ) فالتحمت كل الصفوف ضد محتل غاشم .
قال أحد الباحثين ما نصه :[ ان للزاويا قيمة حضارية وتاريخية مهمة في المجتمعات العربية والإسلامية لما ساهمت به من الحفاظ على الهوية الوطنية والإسلامية ومقاومة الاستعمار بكل مفاهيمه من العسكري الاستيطاني إلى الثقافي الذي مس ثقافات المجتمات وتقاليدها.فبعد دخول الاستعمار الفرنسي إلى الجزائر عمل على محو القيم الإسلامية والزوايا ودور حفظ القرآن وهذا بحملة "الروح الصليبية" التي ظللت الحملة ودعوات التنصير غضب المسلمين، حيث حول الفرنسيون عددا من المساجد إلى كنائس، وتم هدم المقابر الإسلامية ]
قال [ والريف انطلقت فيه مقاومة عملاقة تلقائية قادها الزعماء من الصوفية و الزوايا الذين ملئوا فراغ غياب السلطة، وكان هؤلاء هم علماء الدين والقيادات الوطنية المحلية التي عقدت اجتماعا عرف باسم "اجتماع البرج" في (3 من صفر 1246ه الموافق ل 23 من يوليو 1830م) برزت فيه بعض الزعامات الشعبية مثل: "محمد بن زعمون" زعيم قبيلة "فليسة"، وكان عمره 70 عاما، وولديه "الحسين" و"حمدان"، وقرر زعماء القبائل بعد نقاش طويل إعلان الحرب على الاحتلال، وعدم ترك الجنود الفرنسيين يخترقون أرض الجزائر كما يفعل السكين في الزبد، وتكونت فرقة شعبية من 7 آلاف مقاتل تحت قيادة "الحسين بن زعمون" الذي كان عاشقا للجهاد.]
(قال )
[و من أهم الثورات :
ثورة "محمد المقراني":( لقد )شارك الصوفية في المقاومة، خاصة الطريقة "الرحمانية"، حيث أعلن شيخ الطريقة "محمد بن الحداد" أن يوم الخلاص قد حان، ودعا الشعب للمقاومة فاستجاب له من القبائل حوالي (150) ألف رجل، وتولى "محمد المقراني" القيادة العسكرية وحقق نجاحات كبيرة.وقد بدأت هذه الحركة في (24 ذي الحجة 1387ه الموافق ل 16 مارس 1871 م)، واستطاع "المقراني" وأبناء عمومته حشد أعداد ضخمة من المتطوعين؛ فكانت حركته من أكبر حركات المقاومة الجزائرية التي هددت المشروع الاستعماري الفرنسي في الجزائر حتى إن المستشار الألماني "بسمارك" أطلق سراح الأسرى الفرنسيين خلال حروبه مع فرنسا ليقاتلوا في الجزائر.] قال[وخاض "المقراني" حوالي (340) معركة في ثورته التي استمرت 51 يوما، واستشهد هذا الزعيم وهو يصلي في (15 صفر 1288 ه الموافق ل 5 مايو 1871م).
أحمد بومرزاق: وهو شقيق "محمد المقراني"، وتابع حركة الجهاد بعد استشهاد أخيه، وتنقل من مكان إلى آخر يجاهد الفرنسيين حتى ضل الطريق في إحدى غاراته، واستطاعت سرية استطلاع فرنسية أن تأسره في (10 من ذي القعدة 1288 ه الموافق ل 20 يناير 1872م) وتعرفت على شخصيته وقدمته للمحاكمة، وصدر حكم بإعدامه، لكن الرئيس الفرنسي عدل الحكم للنفي إلى إحدى الجزر البعيدة خارج البلاد مع (104) من المجاهدين، واستمر في منفاه (32) عاما، ثم عاد إلى الجزائر ولم يلبث أن توفي بعد عام من عودته.
محمد أمزيان الحداد: وهو شيخ الطريقة "الرحمانية" ودفع ولديه "محمد" و"عزيز" للمقاومة لكبر سنه؛ فاندفع الناس خلفهم للجهاد حتى عمت الثورة شرق الجزائر، لكن الأب وولديه استسلما للفرنسيين، وشارك في هذه الحركة الحاج "عمر" أحد مشايخ الطريقة الذي اعتقل ونفي إلى "تونس" فقامت زوجته" لالا فاطمة" بقيادة الحركة لكنها اعتقلت.
ثورة "الزعاطشة": وهي ثورة قامت بها بلدة "الزعاطشة" في منطقة القبائل، ووقف 7 آلاف جندي فرنسي أمام مقاومة هذه القرية 53 يوما، وأجبرت هذه الثورة الشعبية الفرنسيين على تغيير القائد الجنرال "شارون"، واستخدموا قسوة مفرطة ضد الثوار. والمعروف أنه خلال الفترة من (1848) حتى (1851) تعاقب على حكم الجزائر 7 حكام عموميين، لم يستقر فيها إلا "شارون" لمدة 13 شهرا فقط!.
ثورة أولاد سيدي الشيخ: في جنوب الجزائر تحت زعامة "بوعمامة" واستمرت 23 عاما، ناضل خلالها الرجل ناضلا بطوليا، لكن الشيخوخة أقعدته عن الجهاد.] قال [ وكانت هذه المقاومة المبكرة ذات منطلقات دينية ومطالب وطنية، تبلور فيها الضمير الوطني والديني بعدما زالت "المادة العازلة" المتمثلة في السلطة الخائرة العاجزة، فانطلقت الشعوب تمارس دورها النضالي، لكن قوة المستعمر وقسوته وضعف إمكانات الثائرين وقلة يد العون، وانشغال حكام المسلمين بأنفسهم وقهر شعوبهم، جعل قصة التحرير طويلة الفصول، قام فيها الشعب بدوره جيدا.. و منه لتحدا الشعب تحت راية الجهاد و الحفاظ على المقومات الدينية و اللغوية وأصبحت الزاوية همزة وصل بين الشعب و المقاومة وكان لها الفضل الكبير في استقلال الجزائر من ناحيتين الاستعمار و الحملة الصليبية و كان للزوايا الفضل الكبير في الحفاظ على القيم الدينية و التذكير المشاورة و الفتاوي, حتى كان النصر سنة 1962 .و مازالت الزوايا تكمل المسيرة باختلاف طرقها .]انتهى.
( قلت )
والتاريخ سجال لتلك المواقف الجبارة التي نغصت عيش المستعمر المستدمر ومن معه من أحلاف ودخلاء وما النصب التذكارية وساحات الوغى والآثار النثرية والشعرية إلا دليلا قاطعا وبرهانا ساطعا على قوة عزيمة الأخيار الأبرار.والأبطال الثوار.
( قلت ) وإضافة إلى ذلك وغيره :
ثورة الشيخ بن الأحرش النايلي
ثورة الشيخ سي الشريف النايلي
ثورة الشيخ سي عبد الرحمن بن الطاهر النايلي
ثورة الشيخ موسى بن أحسن الشاذلي.
ثورة محمد الشنبولي النايلي
ثورة أولاد طعبة
ثورة أولاد كرد الواد
ثورة أولاد أم الأخوة
ثورة أولاد سي أحمد
انتفاضة العبازيز
مشاركة الأحداب
انتفاضة رحمان
مشاركات الصحاري
ثورة الخبيزات. ........الخ
( قلت ) :
وللعلم فلقد صبت همم مشايخ الزوايا والعلماء والزعماء والثوار في محفل واحدة لا تفرق بينهم فوارق الاتجاهات العلمية والمذهبية والعرقية والثقافية وكانوا كلهم في المواجهة كجسد واحد كل في مجاله هذا بتعليمه وهذا بساعده وهذا بماله وهذا برأيه وهذا بسياسته وهذا بتعبئته.الأمر الذي نجحت به الثورة وآتت أكلها بعد سنين من الجمر والتنكيل.وبفضل الله ثم بفضل أولئك المجاهدين والشهداء تنعم الأمة في بهجة البناء والتشييد.
قال الوالد الشيخ بن عيسى قويسم بن الهدار :
للجزاير شعب ما يعرفش الذل كذا من ثورا التاريخ امسجل
قرن وثلث القرن والشعب ايناضل عبد القادر حارب الزيش المحتل
بعدو ثوره بعد ثوره امراحل اللي سار امع الدرب لابد يوصل
في الربعا وخمسين قمر الثوره هل والتاريخ ايجاوبك عن كل اسوال
لنا ذكريات في كل الاجيال اتعذبنا في الحروب اسنين اطوال
دار امعاهم حرب ماعندو مثال والمستعمر كان دايم في تهوال
والنتيجه نصر على كل حال في أول نوفامبر عاد النيضال
- ننتقل إلى تبعات هذا العصر.. بما أنكم اشتغلتم في فضاء الفتوى، كيف ترى هذه المهمة في ظل التغيرات الاجتماعية المستمرة والمتواصلة؟
الحقيقة أن المفتي هو من خولت له هذه المهمة عن طريق إجازة وباختيار من أهل الحل والعقد، فمن أسسه العملية أن ينطلق من الواقع في ظل المتغيرات كما ذكرت، والفتوى ليست علما نظريا بقدر ما هي علم مرن يحاول فيه المفتي تطبيق هذا المنهج على المتغيرات وفق قواعد وروح الشريعة الإسلامية.
- هناك من سألك عن عمل المرأة، وكانت هناك ردود فعل سلبية من طرف الكثيرين خاصة فيما نشر على جريدة "الجلفة انفو"، ماذا يمكن أن تقول في هذا الباب؟
المرأة يا سيدي الفاضل هي نصف المجتمع بل في أحيان كثيرة تكون كله حسب مواقعها الحساسة، وعندما سئلت عن المرأة الحامل مثلا قلت أن تتولاها المرأة الطبيبة أو القابلة إلخ ...
وفيما يخص عملها، فالذين يطالبون بعدم الاختلاط وعدم تعليمها وعدم مشاركتها فهم يحرمونها حقها الشرعي كإنسان يؤثر ويتأثر له من الإيجابيات الكثير في مجالات مختلفة خارج المنزل، ولها خصوصياتها في الاختيار أيضا. لها إرادتها التي يحاول الرجل بترها.
وكل من يحتقر المرأة فهو يحتقر الإنسان، وهؤلاء هم من أفسدوا النظر إليها وحتى النظر إلى نفسها فانقادت مستسلمة لوظيفة تخالها الحق، وهم من هم هؤلاء القادمون من العصر الجاهلي والذين يريدون أن يعودوا إلى أسلافهم وإلى ما وجدوا عليه آباءهم في عصور الظلام والجهل.
- كلمة أخيرة
لا يسعني هنا إلا شكر مساعيكم :الأستاذ حميدة واهتمامكم بشخصي الضعيف.وما أدليت به من معلومات متواضعة هو قيض من فيض.وبالإمكان مراجعة المدونات والمصنفات التي تُعنى بهذا الجانب سواء كانت لدينا أو لدى الباحثين والمحققين من أبناء المنطقة أو سواهم . شكرا : وفي هذا القدر كفاية.وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه.والحمد لله رب العالمين .حفظ الله الجزائر وشعبها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.