من المهم أن نمرّ على حسرة شبابنا البيريني الطموح عندما لا يجد مكانا يلم أحلامه و يجمع شتاته ...و المصيبة أن الأمكنة متوفرة و لكنها صارت تعبث بتلك الأحلام... و المسؤولون عن تلك المرافق على دراية و عدم اهتمام بانشغالات الشباب الذي وجد في هذه اللامبالاة الذريعة للانفلات و عدم الانضباط ... و من أهم هذه المرافق المكتبة البلدية و المركّب الرياضي الجواري "05 جويلية" ... فهل من غيور على المدينة و على أحلامها ؟ المكتبة البلدية بالبيرين ... فضاءٌ معرفي أم قصرٌ للأشباح ؟ هكذا هو الحال بالنسبة لمكتبة البلدية المتواجدة على طريق حد الصحاري ، صرح مشيد وبناء مضى على تدشينه مايقرب من السنتين. إذ تم انجازه بميزانية الشعب لصالح الشعب طبعا وهو شعار كل البلديات في وطننا المفدى" بالشعب وللشعب". لكننا في الواقع، وبعيدا عن لغة الأرقام والأوراق، لا نعيش في بلدية البيرين إلا الجزء الأول من هذا الشعار العظيم، و لا نعرف منه إلا كلمة (بالشعب) ولم نعد نرى أي شيء (للشعب). هذا الشعب الذي ظل سنينا يعاني من الحقرة والتهميش والحرمان ومن أدنى الحقوق التي تجعله يواكب عصر الثقافة والإعلام ..و ها هو اليوم يزدهر بمكتبة بلدية. مشروع استفاد من ريعه بعض المسؤولين عن طريق لعبة "فتح الأظرفة" لكنه لم يصل إلى حد كتابة هذه الأسطر إلى طموحات الفئة المثقفة. فهي مكتبة بالاسم فقط وعلى الوثائق الرسمية، ولكن الحقيقة هي عكس ذلك تماما ... مدير غائب، قاعة الإعلام الألي يلفها الغبار من كل جانب و لاتعمل، أبواب مقفلة على الدوام ... حتى الإنارة منعدمة تماما. هذه فقط لفتة قصيرة الى حال المكتبة البلدية بالبيرين وما خفي كان أعظم ...صرختنا إليكم أيها المسؤولون في المستويات العليا أن تنظروا بعين الواقع إلى ما يحدث لمنشآت الدولة ومراكزها من تسيّب ولا مبالاة، وما قد ينتج معها من ضياع للشباب عامة والمواهب البيرينية المثقفة خاصة إذا ما ظل الحال على ما هو عليه . المركّب الرياضي الجواري "05 جويلية" ... حقيقةٌ تتحول إلى حلم؟ حقيقة مجسدة على أرض الواقع و منشآت مضى على وجودها زمن طويل ...هذا ما يظهر لكل مار أمام المركب الجواري "05 جويلية" بالبيرين بطريق حد الصحاري. هذه المنشأة الشبانية الرياضية صُرفت عليها الملايين من الدينارات و تستفيد من ميزانية هائلة للتسيير من أجل تبني و تنمية المواهب الرياضية و اخراج الشباب البيريني من عزلته. فقد كان شباب البيرين فيما سبق يعيش حصارا خانقا نظرا لانعدام المراكز الثقافية و الرياضية التي تحويهم ليتم بعدها تدشين هذا المركب الجواري بِنِيّة حسنة من الدولة لصالح شباب المدينة ليتفاجأ أبناؤها فيما بعد بأن حقيقة المركب الرياضي القائمة قد تحولت الى مجرد حلم ينتظر تحقيقه!! كيف لا ... و المركب من ناحية نشاطه ينبغي أن يحتوي على قاعتين لمختلف الألعاب، وكذا قاعة للإعلام الآلي بالإضافة إلى مسبح و مقهى و ملعب و عمال يقومون على صيانته، لكن الواقع المفروض اليوم يشهد على أن لا شيء من كل ذلك تحقق. فَقَاعة الألعاب مقفلة و التجهيزات غير صالحة والمسبح صار مستنقعا لمختلف الحشرات و الزواحف و حتى القاذورات، و الملعب لايزال مرعى للأغنام و المقهى صار وكرا للمنحرفين و انعدام تام للموظفين الذين يتقاضون أجورا شهرية من أجل العمل على تطوير المركب و جعله يتماشى مع طموحات شباب البلدة. و نحن إذ ننقل هذه الحقائق لا نقصد منها التضليل و التضخيم بل كل ما تم ذكره حقيقة يمكن لأي كان أن يقف عليها بل و أكثر .و من المؤسف أن يتحول في الأخير هذا المركب الذي طالما حلم به شباب مدينة البيرين إلى سراب يصعب إدراكه بعد الحالة المزرية التي آل إليها وعدم إلتفات المسؤولين الى طموحات المنتخبين... فإلى متى سيضل أبناء البيرين يتطلعون إلى تحقيق أحلامهم ؟ و إلى متى سيتفهم المسؤولون صرخة الشباب ؟