أكدت الفنانة عليو صالح عرفة أن الفنان الذي يغني للأطفال في الجزائر يعاني التهميش واللامبالاة، بالرغم من أنه يعتبر بمثابة الناطق الرسمي لهاته الفئة، وقالت إنها تتمنى أن يعاد النظر في مثل هذه الأمور وإعطاء ما يخص الطفل قيمته، إلى جانب فرض رقابة على الأعمال الموجهة له كونها أضحت كارثية. كيف كانت بداياتكم في عالم أغنية الطفل، وهل كان ذلك صدفة أم بمحض إرادتكم؟ بداية أعرفك بنفسي عليو صالح عرفة، اسمي الفني نجوى، بدأت أغني للأطفال حين كنت أنشط في المخيمات الصيفية ومراكز الشباب، والشيئ الذي دفعني للغناء لهاته الفئة هو نقص في هذا الجانب، فبدأت بكتابة الكلمات والغناء للأطفال المرضى كوني أستاذة بقسم الترفيه التربوي بمستشفى مصطفى باشا، وهم من دفعوني للغناء على المنصة بعدما طلبوا مني ذلك، إلى جانب تسجيل أشرطة لكل واحد منهم، ولذك فكرت الدخول إلى الاستوديو تلبية لرغبتهم، فاعتبرت ذلك أمانة، ولاحظت بعدها أن هناك نقص في مجال أغنية الطفل، وإن وجدت فلا تقدم أي رسالة تربوية. والحمد لله سأواصل في هذا المجال رغم الصعوبات التي تعترض طريقي، خاصة في البرمجة، إذ سمعت مؤخرا أن مؤسسة فنون وثقافة تقدم مبلغ 7 ألاف دج للفنان الذي يؤدي هذه الأغاني فأنا كفنانة لديا فرقة موسيقية، لمن سأدفع ومن سأترك، هذا دليل على أن ثقافة الطفل مهمشة، فكل ماهو تربوي ولديه هدف لم يمنحو له أية قيمة. أتمنى أن يعاد النظر في مثل هذه الأمور وإعطاء ما يخص الطفل قيمته. يُفهم من خلال حديثكم أن الفنان الذي يغني لهاته الفئة يعاني الويلات والتهميش إلى جانب الطفل؟ بالتأكيد الفنان الذي يهتم بالطفل يعاني مثله مثل هاته الفئة، فأنا أعتبر بمثابة الناطق الرسمي للطفل الذي لا يمكنه أن يوصل صوته إلى الآخرين، مشاكل كثيرة يعيشها الطفل ولا أحد تمكن من الدفاع عنه، الجميع طالبوا وما زالوا يطالبون بحقوقهم، لكن لا أحد تجرأ وطالب بحقوق البراءة. رغم المشاكل التي تعترض طريقكم، والتهميش الذي يطال فنانو الأطفال، هل فكرتم التخلي عن هذا الميدان، أم ستعملون على مواصلة رسالتكم؟ في حقيقة الأمر لم أكن أتوقع أن الفنان الذي يغني للأطفال يعاني التهميش واللامبالاة بهذه الطريقة، خاصة كما قلت لكم سابقا حول مؤسسة فنون وثقافة وسأقدم لكم الدليل في القريب العاجل، لأبرز لكم مدى تهميش الفنان الذي يهتم بالطفل. وأؤكد لك أمرا آخرا فإذا تلقيت عرضا من خارج الجزائر سأذهب إلى حيث يهتم بالفنان وبالطفل، ففي بلادنا نعاني، والطفل لا يتم تذكره إلى في شهر جوان، مع العلم أن تلمسان عاصمة الثقافة الاسلامية لم تول أي اهتمام بهذه الفئة، وهذا دليل كبير على أن هناك تهميش كبير للطفل ولم يفكرو حتى في تسطير برنامج بسيط لهم. وهل تؤدون أغان لأطفال الجزائر ككل، أم الأطفال المرضى فحسب؟ لا.. لكن بصفتي أدرس الموسيقى للأطفال المرضى بمصطفى باشا، وجدت نفسي دائما إلى جانبهم فقدمت لهم أغان، لكنني في نفس الوقت قمت بجولات فنية بعين الدفلى، وسطيف، وقدمت حفلات من تنظيم الديوان الوطني للاعلام والثقافة بالموقار وقاعة الأطلس بالعاصمة. كما أحمد الله أنني التقيت بالمنشطة الكبيرة “ماما نجوى” وغنيت في حفل تكريمها، وحاليا أنا أعمل على إعادة بعث بعض من الأغاني القديمة من بينها “هل تعلمون تحيتي”، “ما أجمل الجو هنا”. وهل حاولتم من خلال فنكم إيصال رسالة للجهات الوصية للاهتمام بجيل المستقبل؟ أنا أعتبر نفسي أتحدث نيابة عن الطفل، كونه لا يستطيع الحديث ولا الدفاع عن نفسه، وقد قدمت بعض الأغاني التي تبرز معاناته ومشاكله، وسأواصل ذلك، مع العلم أن هناك من يقفون حائلا أمام إيصال هاته الرسالة دون سبب يذكر. وما هي مشاريعكم المستقبلية؟ لديا أغاني شعبية للطفل، حيث قمت بالعديد من البحوث، وذهبت حتى إلى الصحراء وجلست مع أطفال هناك، وهو مشروعي الخاص، وأتمنى أن يجد الدعم من قبل الجهات الوصية. ما هي الرسالة التي تودون إيصالها من خلال جريدة “الشعب”؟ أتمنى أن تكون هناك رقابة على الأعمال الموجهة للطفل، سواء في المسرح أو السنيما أو الأغاني، فمعظم هذه النشاطات كارثية وجب إعادة النظر فيها.