تحيي الجزائر اليوم الذكرى ال63 لمناسبة اليوم الوطني للطالب المصادف ل19 ماي من كل سنة وسط تحديات كبيرة تعيشها الأسرة الجامعية هذه الأيام المنخرطة بقوة في مسيرة الحراك السلمي المطالب بالتغيير من خلال المسيرات والاعتصامات الأسبوعية التي ينظمها الطلبة كل يوم ثلاثاء، مقابل تخوفات من رهن السنة الجامعية بعد التلويح بخطر السنة البيضاء رغم تطمينات وزير التعليم العالي الذي وعد بإنقاذ الموسم عن طريق تمديد السنة وتأخير الامتحانات.. تجند الطلبة وتخندقهم إلى جانب باقي فئات الشعب منذ بداية الحراك قرأه البعض بأنه رسالة من الطلبة للتأكيد على حضورهم وعدم التأخر في صنع المشهد وتسطير صفحات من النضال السلمي وتسجيل الحضور في هذه المحطة المفصلية من تاريخ الجزائر، وفي إشارة على استمرار التجند والتعبئة التي قادها الرعيل الأول من الطلبة الذين لم يتخلفوا هم كذلك في دعم الثورة التحريرية وترك مقاعد الدراسة في مثل هذا اليوم من سنة 1956 للالتحاق بالجبال، مقدمين بذلك أروع مثال في التضحية بالنفس وبالمستقبل من اجل المساهمة في تحرير الوطن وتحقيق الاستقلال المنشود.وعليه فإن مناسبة هذه السنة تحمل أكثر من دلالة رمزية على دور الطلبة كطبقة مثقفة في تبوأ مقعد الطليعة في عملية البناء والتجديد وقيادة مسيرة التغيير التي يطالب به الشعب الجزائري اليوم بكل وعي ومسؤولية، وهوالتغيير الداخلي أيضا الذي يطمح إليه الطالب من خلال المطالبة بتطهير صفوفه من الأشخاص المتلاعبين بمستقبله والمنظمات الانتهازية التي تستغل قوته الخلاقة في تحقيق مآرب شخصية ضيقة على حساب اهتمامات الطلبة المتطلعين إلى تحسين ظروفهم البيداغوجية وتوفير كافة الوسائل والإمكانيات التي تساعدهم على الإبداع والابتكار للمساهمة في عملية التنمية وتحرير ملكتهم الفكرية من سيطرة الفكر المتحجر والسياسة الانهزامية التي ربطت مسيرة الطالب الجامعي بشهادة ورقية تسلم له عند انتهاء المسار الدراسي وتركه يواجه المجهول.