يواصل الأساتذة المتعاقدون الاعتصام أمام ملحقة وزارة التربية برويسو لليوم الخامس عشر وسط تطويق أمني مكثف، متمسكين بمطلبهم الأساسي والثابت والمتمثل في إدماجهم في مناصبهم الشاغرة لحد الساعة. وأكد ممثل الأساتذة محمد كباش في تصريح ل «الشعب» بعين المكان أنه أمام عدم وجود ضمانات كافية من الوزارة الوصية وبغية تنظيم أنفسهم تم تنصيب المكتب التنفيذي المؤقت للمجلس الوطني بقطاع التربية تحت إشراف الأمينة العامة للنقابة الوطنية المستقلة لمستخدمي الإدارة العمومية (السناباب) غزلان نصيرة كممثل شرعي لهم للمطالبة بحقوقهم المهضومة. وطالب الأساتذة المحتجون بتطبيق تعليمة رئيس الجمهورية القاضية بإدماج كل المتعاقدين في مناصبهم أو مناصب أخرى أو في الإدارة، منتقدين بشدة تصريحات مدير الموارد البشرية بملحقة وزارة التربية محمد بوخطة الذي قال لهم في لقاء جمعهم به أمس انه لا ينفذ إلا أوامر الوزير وهو ما جعلهم يرددون شعار «راهم يكذبوا عليك يا رئيس». واستغرب الأساتذة المحتجون موقف بوخطة المنكر حسب محمد كباش لكل جهودهم عبر مسارهم المهني في التعليم قائلا لهم: «خدمتكم وخلصتكم ما تسالو عندي والوا»، كما أن حرص الوزارة على مستقبل الأطفال المتتلمذين هو وراء هذا القرار. وفي هذا الإطار، شدد محمد كباش على أن النتائج الجيدة المحققة في السنوات الأخيرة راجعة لمجهودات وتفان الأساتذة المتعاقدين وحرصهم على مصلحة التلاميذ. من جهة أخرى، انتقدت الأستاذة بن عيش مهندسة في الجيولوجيا السماح لهم الاستمرار في التعليم رغم حيازتها ل7 سنوات خبرة في التعليم معتبرة هذا الإنكار مجحف وغير عادل و''حڤرة'' وتمييز. من جانبها تساءلت أستاذة أخرى أم لثلاث أطفال كيف تعيش أمام وضعيتها الصعبة والمزرية وتؤكد أنهم مرابطون أمام مقر الوزارة لغاية الاستجابة لمطالبهم حتى أن هناك منهم من يفترش الأرض في الليل. وأثناء تغطيتنا للاعتصام أثار التطويق الأمني للمعتصمين ودفعهم إلى الوراء حفيظة الأساتذة وتطورت الأمور إلى مشادات أدت إلى سقوط أستاذ قادم من تيزي وزو وإغمائه رغم محاولات أصدقائه إيقاظه وتم نقله إلى المستشفى على وجه السرعة، بالإضافة إلى أستاذة أخرى أصيبت بانهيار عصبي وهو ما جعل زملائهم يصرخون «حسبنا الله ونعم الوكيل». وقبل مغادرتنا لعين المكان حاولنا طلب مقابلة أي مسؤول أو على الأقل محمد بوخطة، إلا أن الأوامر التي كانت موجهة لأعوان الأمن الذين كانوا متواجدين هذه المرة بكثرة كانت تقضي بمنع أي أحد بالتقرب بما فيهم الصحافة.