لحظات مؤثرة عاشتها أسرة جريدة «الشعب» بمناسبة إحياء الذكرى ال 49 لتأسيس هذا العنوان وإرساء قلعة إعلام وطني حر وبناء ومسؤول لم يتخلف أبدا عن تحمل أداء الرسالة الإعلامية الوطنية حتى في أحلك الظروف مثل تلك التي عاشتها الجريدة جراء إعادة الهيكلة أو خلال العشرية الإرهابية لتفرض نفسها اليوم عنوانا إعلاميا يقبل لعبة المنافسة والشفافية. تلك اللحظات كانت بمناسبة تكريم عدد من أسر زملاء اغتالهم الإرهاب الحاقد المدمر للحياة وعدد من عمالنا المتقاعدين الذين افنوا أجمل سنوات العمر في ضمان صدور الجريدة بروح من التحدي والإيمان بالرسالة المؤداة على امتداد المراحل التي عرفتها البلاد ليوفروا أماكن لأجيال متعاقبة يقع عليها واجب حفظ الذاكرة ومضاعفة العمل والإبداع لمواكبة التحولات بنبذ الأنانية وإسقاط ثقافة تناسي الماضي بالتنكر للأجيال التي بنت هذا البيت الإعلامي الشريف حجرا حجرا حتى أصبحت «الشعب» مثلما كانت عليه دوما الرقم الصعب في معادلة الإعلام الوطني ترافق الرأي العام وقرائها الأوفياء في إدراك ما يدور على الساحة محليا ووطنيا وإقليميا وعالميا. هذه المبادرة كانت التفاتة من أوفياء لم يتأخروا على الإطلاق في تقديم ما لديهم لكسب الرهان ورفع التحدي وهي رسالة لا يفهمها إلا من راجع تاريخ الجريدة ولديهم قناعة بنكران الذات من اجل الوطن والمجتمع بالمرابطة في خندق المهنية السليمة دون أن يبدلوا تبديلا تقودهم جملة من القيم والأخلاق غير القابلة للمساومة. «الشعب» اليوم في صحة جيدة تواصل رسالتها الأبدية بأبنائها المخلصين كل في موقعه الذين تحملوا الأمرين في أكثر من مرحلة سابقة خاصة اثر تجريده من مطبعته دون أن يفرطوا في العنوان الذي لم ولن يخفت صوته بالترصد لكل ما فيه محاولات لتغليط الرأي العام أو التشويش على محيطه خاصة في ظروف تتطلب اليقظة الإعلامية وسرعة الرد بأقلام شريفة ترتكز على قناعة الدفاع عن الوطن والمواطن ولا تخشى لومة لائم في القيام بواجباتها. انه تقليد حميد ذلكم التكريم يسجل في الصفحات الذهبية للجريدة وعمالها الأوفياء ولا يمكن أن يدرك مغزاه غيرهم، كما انه يسعد قرائنا الذين يطمئنون لمستقبل عنوانهم الذي يتعامل اليوم بوسائل تكنولوجية حديثة، ومن ثمة ليس غريبا أن تصنف جريدة «الشعب» ضمن أفضل خمسين عنوان إفريقيا والخامس وطنيا وفي هذا دلالات قوية لا تقبل التأويل وعلى الجميع أن يدرك معناها خاصة في ظل منافسة إعلامية شرسة تقتضي التزود بإرادة مهنية لا تلين وتعتمد على إنتاج الذكاء الإعلامي والعطاء بالجهد. بالطبع إن تكريم زملاء لنا أطال الله عمرهم وذوي من رحلوا إلى العالم الآخر هي التفاتة أخلاقية من صميم ثقافة احترام التاريخ والوفاء للرجال والنساء الذين ساهموا في بناء القلعة الإعلامية التي تنعم اليوم بمناخ مهني واجتماعي تحسد عليه ويتجه للتطور باستمرار في ظل استقرار لا يتوقف عن إنتاج ثمار يقطفها العمال على مدار السنة خاصة الشباب الذين وجدوا ويجدون المرافقة المهنية والتكفل بما يضعهم على السكة السليمة للمستقبل