أثارت الوضعية الوبائية في الجزائرية الكثير من التساؤلات حول أنجع طريقة للحد من انتشار العدوى التي تسارعت أرقامها حتى تجاوزت 1000 إصابة في 24 ساعة، ما فرض خيار محاصرة الوباء في المناطق الأكثر تسجيلا لحالات الإصابة. بيّنت خارطة توزيع حالات الإصابة عبر ولايات الوطن، أنّ الجزائر العاصمة سجّلت 218 يوم الخميس الماضي تضاف إلى 9152 إصابة، ما يجعلها تحتل الصدارة في عدد الإصابات، تليها وهران ب 116 ما يرفع عدد الإصابات بها إلى 5907 إصابة. وتأتي البليدة ب 66 ليصبح عدد المصابين بالوباء 5671 مصاب، أما سطيف فسجلت في ذات اليوم 41 إصابة جديدة ليرتفع العدد الإجمالي للمصابين إلى 4147، بالإضافة إلى بجاية ب 30 إصابة جديدة (3233 إصابة)، وباتنة ب 2988 إصابة بزيادة قدرها 45 إصابة جديدة سجلت الخميس الماضي. وتأتي في الأخير جيجل ب 2425 إصابة، منها 72 إصابة جديدة سجلت في ذات اليوم، بينما سجلت كل من البيض، تندوف، تمنراست، إيليزي، وسعيدة صفر إصابة. وتشير هذه الأرقام إلى ضرورة الرجوع إلى الحجر الكلي أو الشامل في المناطق أو الولايات التي تعرف انتشارا واسعا للوباء، وكشفت الخارطة حتميتها بالنظر إلى الأرقام التي وصلت إلى 218 إصابة جديدة في اليوم الواحد بالجزائر العاصمة، مرشحة للارتفاع حسب المنحنى التصاعدي للإصابات الجديدة، خاصة على ضوء تراخي وتهاون المواطنين في الالتزام بتوصيات المختصين كارتداء القناع الواقي والتعقيم المستمر، بالإضافة إلى الاستعمال السيء لوسائل الوقاية. ويتطلب غياب الصرامة في تطبيق الإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية، التفكير في خطة ترغم المواطن على احترامها، سيكون الحجر الشامل أنجعها لأنها ستمنع خروجه إلا للضرورة القصوى، فسيكون المواطن أمام العقوبات التي يفرضها القانون تتراوح بين غرامات مالية والسجن، فالعلاج المتوفر حاليا والأكثر نجاعة هو الوقاية بامتياز لغياب لقاح يساهم في ربح معركة الفيروس التاجي. في هذا الصدد، يعتبر المختصون فرض تطبيق الإجراءات الوقائية ضرورة قصوى لتقليل آثار الأزمة الصحية الاستثنائية التي تعيشها الجزائر على غرار باقي الدول العالم، لذلك كان لابد من وضع خارطة لعزل المناطق الموبوءة حتى لا تكون سببا في تسارع غير متوقع في عدد الإصابات، ولنا في تجربة فرض حجر شامل على ولاية البليدة مارس الماضي، حيث ساهم غلق المدينة لمدة شهر كامل في خفض حالات الإصابة والحد من انتشار العدوى. حقيقة أنّ الجزائر اليوم أمام مرحلة التعايش مع المرض، لكن لا بد من وضع طريقة للتعايش مع كوفيد-19 دون الإضرار بالفئات الأضعف مناعيا خاصة المسنين والأشخاص الذي يعانون أمراضا مزمنة، بسبب التلف الذي يسببه فيروس كورونا للأوعية الدقيقة للرئتين، ويجعل البعض يتوفون بعد 24 ساعة من إصابتهم بالعدوى.