أحيت، أمس، ولاية مستغانم الذكرى المزدوجة 65 لمعركة «القشاقشة» المعروفة بسيدي زقاي واستشهاد محمد داوود المعروف بجبلي (1931-1956)، حسبما استفيد من المديرة الولائية للمجاهدين وذوي الحقوق دليلة بن مسعود. وقامت السلطات المحلية المدنية والعسكرية بالترحم على أرواح الشهداء بمقبرة الشهداء ببلدية سيدي علي وبينهم الشهيد سي محمد جبلي وعدد من رفاقه الذين سقطوا في ميدان الشرف أثناء هذه المعركة البطولية التي دامت من 13 إلى 16 سبتمبر 1956 تضيف ذات المسؤولة. وتم بالمناسبة تنظيم معرض على مستوى المتحف المحلي للمجاهد (معتقل الكاريال) الذي أنشأته الإدارة الاستعمارية الفرنسية في أعقاب هذه الأحداث لمحاصرة السكان المحليين وتضيق الخناق على جيش التحرير الوطني في منطقة الظهرة. وقامت مصالح المجاهدين بزيارة تفقدية للمجاهد «غوالي أحمد» وزوجته المجاهدة «زروقي محجوبة» تضيف السيدة بن مسعود. وحسب مصادر تاريخية فإنّ معركة القشاقشة بدأت عندما اشتبكت الكتيبة التي كان يقودها الشهيد محمد جبلي والمكونة من 73 مجاهد بالقوات الاستعمارية الفرنسية بقرية «القشاقشة» في ضواحي بلدية سيدي علي وتمكنت من إلحاق خسائر فادحة في الجنود والعتاد قبل أن تنسحب من ميدان المعركة. واستشهد في هذه الملحمة البطولية قائد الكتيبة محمد جبلي و38 مجاهد وجرح 30 آخرين بعد أن أثبتوا للإدارة الاستعمارية قوة العمل النضالي بناحية الظهرة الغربية التي كان يعول عليها جيش التحرير الوطني كنقطة اتصال بين الولايتين التاريخيتين الرابعة والخامسة ومعبرا لإمدادات السلاح ومعقلا للنشاط الثوري. ولد الشهيد محمد جبلي سنة 1931 بالرمشي بنواحي تلمسان وفر من الخدمة الإجبارية في الجيش الفرنسي في 1955 ليلتحق بجيش التحرير الوطني، حيث قام بعدة عمليات عسكرية على غرار معركة «جبل زكري» (1955) والهجوم على المواقع الفرنسية ببني وارسوس وفلاوسن و معركة الزاوية (1956) قبل أن يتم تكليفه بقيادة العمليات بشرق مستغانم صيف 1956.