أحيت ولاية الشلف، أمس الأثنين، الذكرى 61 لاستشهاد الرائد عبد الرحمان كرزازي المدعو «سي طارق»، من خلال تنظيم مجموعة من النشاطات التاريخية التي أشرفت عليها مديرية المجاهدين وذوي الحقوق بالتنسيق مع السلطات المحلية لبلدية بوقادير (غرب الولاية). في هذا الصدد، شهد المعلم التذكاري للشهيد البطل وسط مدينة بوقادير، تجمع السلطات المحلية مع عائلة الشهيد وأعضاء الأسرة الثورية للترحم واستذكار سيرة الرائد عبد الرحمان كرزازي الذي خلد اسمه في تاريخ الولايتين التاريخيتين الرابعة والخامسة من خلال المعارك التي خاضها والمهام التي نفذها بكل استبسال وروح وطنية. كما تضمن برنامج هذه الاحتفالية تكريم عائلة الشهيد البطل، وتقديم ندوة حول خصال ومسيرة الرائد سي طارق، وذلك في إطار تعريف وتخليد رموز المقاومة الشعبية والحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954 لدى الشباب من جيل اليوم، بحسب ما أكده المكلف بالإعلام بمديرية المجاهدين وذوي الحقوق، محمد مزيان. ولقيت هذه الفعاليات التاريخية استحسان الأسرة الثورية وعدد من رفقاء الشهيد الذين أكدوا لوكالة الأنباء الجزائرية، أهمية تنظيم مثل هذه النشاطات التي تخلد تضحيات جيل الثورة وترسخها لدى جيل اليوم وتسمح بتوثيق سير الشهداء والأبطال الذي قدموا النفس والنفيس في سبيل أن تحيا الجزائر حرة مستقلة. ولد الشهيد عبد الرحمان كرزازي في 19 ماي 1931 بقرية فلاحية بمولاي إدريس، عرش بن وارسوس، دائرة الرمشي ولاية تلمسان، واستدعي سنة 1951 لأداء الخدمة العسكرية الإجبارية، ثم هاجر سنة 1953 إلى فرنسا، أين التقى بالمناضلين المنتمين لحركة انتصار الحريات الديمقراطية. وغداة اندلاع ثورة نوفمبر سنة 1954، قرر عبد الرحمان كرزازي العودة إلى الوطن وانضم إلى صفوف المجاهدين سنة 1955 بصفة جندي بناحية «وارسوس»، ضمن أول فوج لجيش التحرير الوطني، ليشارك في عدة مهام على غرار تدمير منشآت العدو ونصب الكمائن والإغارة على المواقع العسكرية الفرنسية، بالإضافة لتوعية المواطنين وتعريفهم بواجباتهم الثورية وتشجيعهم للانضمام للثورة. وأبدى الشهيد البطل خلال مختلف المعارك التي خاضها والمهام التي نفذها حنكة وبراعة في التسيير والقيادة، مما جعله يحظى بتقدير مسؤوليه ليرقي سنة 1958 إلى عضو قيادة المنطقة الرابعة برتبة ضابط ثان، ثم أخذ يتدرج في سلم المسؤوليات والقيادة إلى أن أصبح قائد المنطقة الرابعة بالولاية الخامسة التاريخية. ولم تتوقف رحلة كفاح الشهيد عبد الرحمان كرزازي عند حدود الولاية التاريخية الخامسة، بل وصلت إلى غاية الولاية الرابعة، حيث خاض عدة معارك بضواحي بلدية بوقادير وسلسلتي جبال الظهرة وجبال الونشريس، حتى كتبت له الشهادة في معركة دوار «الشواقرية» بالشلف في الخامس عشر من شهر أوت سنة 1961.