أكد الخبير في العلوم السياسية والعلاقات الدولية البروفيسور بوحنية قوي، أنّ مشاركة الصحراء الغربية في ندوة طوكيو الدولية للتنمية في إفريقيا بالعاصمة التونسية، تمّت بناءً على دعوة موجهة من الإتحاد الإفريقي، باعتبارها دولة معترف بها لدى ذات الهيئة. قال البروفيسور بوحنية قوي، في تحليل خصّ به «الشعب»، إنّ الموقف التونسي لم يرتكب خرقا دبلوماسيا بخصوص مشاركة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في ندوة «تيكاد» اليابانية- الإفريقية، وإنما تعامل وفق المقتضيات والأعراف الدولية، لذلك جاء استقبال الرئيس إبراهيم غالي رفيع المستوى كممثل لدولة عضو في الإتحاد الإفريقي، على غرار مراسم استقبال باقي الزعماء الذين تمّت استضافتهم. وما قام به النظام المغربي في سياق استقبال رئيس الجمهورية الصحراوية في ندوة «تيكاد-8»، مثلما يكشف بوحنية، هو محاولة لافتعال أزمة دبلوماسية، وتوريط تونس في اتجاه واحد تبنّاه المخزن يتمثل في الرؤية الأحادية لحل القضية الصحراوية، لكن رد الرئاسة التونسية كان واضحا ونجم عنه استدعاء السفير من الرباط للتشاور، لأنّ الموقف التونسي إجراء اقتضته الأعراف ومنطلق السيادة في ممارسة الحق الدبلوماسي. ووفقا له، هناك أطراف تحاول إقحام الجزائر في هذا النقاش العقيم. والواضح لكل الفاعلين الدوليين أنّ أجندة الجزائر دقيقة وواضحة المعالم في فض النزاعات الدولية بتبني القرارات الأممية، ودعم الحركات التحررية وحق الشعوب في تقرير مصيرها، وفقا للحق الذي أقرته جميع المواثيق الأممية ومنها ميثاق الأممالمتحدة الذي وقعت عليه كل دول العالم. الجزائر دولة منسجمة مع دبلوماسيتها التاريخية وأعرافها وتعاملاتها الدولية منذ استقلالها، وتحاول تقديم مقاربات وتصوّرات وحلول يقتضيها موقعها الجيوسياسي المغاربي والإفريقي والعربي والإسلامي، وجميع مواقفها في هذا الصدد جاءت مشرفة، مثلما وقع مع النزاع الأثيوبي- الأريتيري أو الأزمة في مالي، وباقي المشكلات الدولية التي حاولت، قدر الإمكان، منح الدعم اللوجستي والمادي والمعنوي لحلها وبناء الإستقرار والسلم، لاسيما في القارة الإفريقية، يُضيف الخبير في العلوم السياسية والعلاقات الدولية البروفيسور بوحنية قوي.