بغية توفير مؤلفاتها لعدد أوسع من القراء داخل وخارج الوطن، قامت الكاتبة الشابة لميس عيساوي، بنشر سبع قصص إلكترونيّا عن دُور نشر مصرية وسورية. "المساء" اتصلت بالكاتبة لميس، وطرحت عليها مجموعة من الأسئلة، من بينها سؤال حول توجهها الى النشر الإلكتروني بعد أن صدر لها سابقا، كتابان ورقيان، فكان هذا الحوار. ❊ لماذا اتجهتِ إلى الكتاب الإلكتروني؟ ❊ اتجهتُ إلى النشر الإلكتروني لعدة أسباب؛ أولها أن الكتب الإلكترونية تُنشر مجانًا. وثانياً ليتسنى للجميع تحميل كتبي، وقراءتها. نحن نشهد، حاليا، ركودا في شراء الكتب الورقية. كما إن الشهرة نادرا ما تتحقق بسبب ضعف التسويق. وعلى سبيل المثال، كتبي لا تُباع إلا في مكتبات متوفرة بمدينة شلغوم العيد وقسنطينة وبعض المدن المجاورة فقط. كثيرون يُعجبون باقتباساتي التي أنشرها من كتبي الورقية، ويسألونني من أين يمكنهم اقتناؤها. ذات مرة سألتني فتاة مغربية عن كيفية الحصول عليها، لكن، للأسف، لم أستطع تلبية طلبها. يؤسفني أنني لا أستطيع إيصال كتاباتي لكل من يهتم بها، لذلك لجأت إلى النشر الإلكتروني، ليتمكن القراء في مختلف أنحاء العالم، من الوصول إلى أعمالي. ❊ تحميل قصصك مجاناً، أليس هذا خياراً يؤدي إلى فقدانك حقوقك المادية؟ ❊ هذا أكثر ما يُؤلمني ككاتبة. النشر المجاني لا يحقق أرباحا مادية، على عكس الكتب الورقية. الحمد لله، حققتُ أرباحا ومبيعات معتبرة من رواياتي الورقية. لكن رغم ذلك لم تحظَ رواياتي بالانتشار الواسع، لأنها لم تصل إلى القراء في مختلف أنحاء الوطن؛ لذلك قررت أن أشارك قصصي القصيرة مجانا عبر الأنترنت، لكي يتعرف القراء على أسلوبي. وإذا أعجبتهم أعمالي فسيحرصون على شراء رواياتي الورقية لاحقا؛ لأنهم أصبحوا يعرفون من هي هذه الكاتبة. ❊ كيف تُقيّمين تجربتك في النشر الإلكتروني؟ ❊ أراها تجربة جيدة، خاصة أنني تعاملت مع دُور نشر محترفة. صدرت لي سبع قصص إلكترونية، كلها كانت بتنسيق جميل، وغلاف جذاب، سواء عبر دار "أحبة الضاد"، أو "كيان اللارواية"، أو "فضاء المعرفة". صحيح أن الإصدار قد يستغرق وقتا طويلًا أحيانا، لكنه يظل مجهودا يستحق التقدير. الجانب السلبي الوحيد هو غياب الأرباح المادية. ❊ هل ستواصلين النشر الإلكتروني، أم تعودين إلى النشر الورقي؟ ❊ بحول الله سأواصل النشر على الجهتين. النشر الإلكتروني سيكون مخصصا للقصص القصيرة. أما الروايات فأفضّل أن تصدر ورقيا. كما أعتزم قريبا نشر طبعة جديدة لرواية "شارع السلام" مع دار نشر أخرى، لكن لم أتخذ القرار النهائي بعد. ❊ هل من معلومات أوفر عن قصصك التي نشرتِها إلكترونيّا؟ ❊❊ أكيد. القصة الأولى بعنوان "أسير في عينيها" . وتدور أحداثها في فترة الثورة التحريرية الجزائرية، عن فتاة مباركة، وقصة انتقامها لأخيها الحملاوي. أما الثانية "الصداقة المزيّفة" ، فتناولت فيها قيمة الوفاء والإخلاص ما بين الأصدقاء، بينما تحدثت في قصة "قلوب منسية" عن أطفال فلسطين. ووصفت فيها الوضع المزري الذي يعيشه الأطفال هناك. والقصة الرابعة موسومة ب "قطعة الدواء الخاصة بي" . وتدور أحداثها في ملتقى أدبي تتعرض فيه فتاة صغيرة لنوبة صرع؛ ما يدفع ببطلة القصة وهي فتاة شابة الى التحدث عن تجربتها مع هذا المرض. أما في قصتي الخامسة المعنونة "هل رؤيتي لك كانت مجرد حلم؟ " ، فهي خيالية، عن فتاة عثر قلبها على نصفه الآخر في عالم الأحلام، فتسافر الى قارة أخرى؛ بحثا عنه. الرواية السادسة "تلك الزهرة التي رأيناها ذلك اليوم لانزال نجهل اسمها" ، تدور أحداثها في قرية خيالية تُدعى قرية الغدير، التي تتعرض للعنة من قِبل إحدى الساحرات التي تمنع عنها إنتاج المحاصيل، فيسعى أحد أبنائها وهو غيث، لإنقاذها، في حين القصة الأخيرة بعنوان: "رماد من البحر" ، تطرقت لفتاة تعثر على كتاب غامض على شاطئ البحر، وتبدأ في الفصح عن مكنوناته. ❊ ماذا عن روايتيك الورقيتين؟ ❊ نعم لديَّ روايتان قصيرتان؛ الأولى بعنوان: "ما وراء الشمس" ، صدرت عن دار "المثقف" سنة 2023. وهي رواية تمزج بين الواقع والعاطفة والخيال. وتدور أحداثها في الفضاء الخارجي بعد سنوات من وقتنا الحالي، حيث يتعرض كوكب الأرض لعصر جليدي جديد، يؤدي إلى انقراض الحياة باستثناء بعض عمال وكالة ناسا، الذين ينتقلون للعيش في الفضاء. وهناك يتعرضون لعاصفتين على سطح عطارد، ثم لعاصفة كهرومغناطيسية، تدفعهم عبر ثقب، إلى عالم آخر "ما وراء الشمس"، حيث يكتشفون مجرة خفية لم يُسبق للبشر أن عرفوها. أما روايتي الثانية "شارع السلام" فهي رواية عاطفية قصيرة، صدرت سنة 2024. وتسرد البطلة "رنيم" من قسنطينة، تفاصيل رحلتها إلى مدينة وهران، حيث تقع في حب شاب وهراني، وتحاول كسب ودّه.