أشادت الأسرة الفنية الخميس بولاية البليدة بالمسيرة الفنية لقامة من قامات الفن الجزائري الأصيل، الفنان الراحل رابح درياسة، في الذكرى الأولى لرحيله عن عمر ناهز 87 سنة. عرفت هذه المبادرة التي نظمتها مؤسسة ترقية الفنون والنشاطات الثقافية والرياضية بالتنسيق مع بلدية البليدة، حضور كوكبة من الفنانين الجزائريين، عبروا عن افتخارهم بالمشاركة في هذا اليوم الذي عرف أيضا حضور والي الولاية أحمد معبد وكذا محبي الفنان الذي وافته المنية يوم 8 أكتوبر من السنة الماضية بمقر إقامته الكائن وسط مدينة البليدة. وبالمناسبة، اعتبر الفنان نور الدين بغالي تنظيم هذه المبادرة بمثابة تقدير للمسيرة الفنية المتألقة لهذا الفنان القدير الذي ترك بصمته الخاصة في الثقافة الفنية على المستوى الوطني والعربي ككل. من جهته، أكد الفنان سمير تومي حرصه على مشاركة الأسرة الفنية إحياء هذه المناسبة، مشيرا إلى أن الفنان الراحل ترك رصيدا فنيا كبيرا يجب المحافظة عليه، في حين عبر أحد تلاميذته الفنان محمد وجدي عن افتخاره لتعلمه فنون الطرب الأصيل على يد قامة من قامات الفن الأصيل. وحضر المناسبة نجل الفقيد، عبدو درياسة، التي اتبع في تسعينيات القرن الماضي درب أبيه، وعبر باسم كل أفراد عائلته عن امتنانه لمنظمي مبادرة ذكرى وفاة أبيه الذي بدأ مشواره الفني في سنة 1953، وقال إنه تلقى الكثير من الطلبات من طرف فنانين جزائريين تخص إعادة أداء أغاني والده والتي اعتبرها «ملك للجميع». وتخلل المناسبة عرض شريط فيديو يروي المسيرة الفنية للفنان رابح درياسة تبعها تقديم وصلات غنائية افتتحها الفنان سمير تومي، مع العلم أن هذا اليوم عرف حضور كوكبة من المطربين والشعراء أمثال عبد العزيز بن زينة والفنانة نرجس وسليمان جوادي. وترك الفقيد الذي يعد من أشهر المؤلفين والملحنين، رصيدا ثريا يتكون من أكثر من 100 أغنية أعاد غناؤها فنانون جزائريون وعرب أشهرها «يحياو ولاد بلادي» و»يا محمد حبيب الله» و»الممرضة» و»نجمة قطبية» و»يا العوامة» وغيرها من الأغاني التي لا تزال راسخة في أذهان محبيه. وكرس الحاج رابح درياسة الذي ولد سنة 1934 بالبليدة، أزيد من 60 سنة من حياته في الإصغاء إلى مجتمعه حيث حملت أعماله الفنية آمال وطموحات مجتمع شديد التعلق بتراثه الثقافي. وتعد أغاني «قصة سيدنا يوسف» و»قولولها الممرضة» و»وردة بيضاء» و»يا الحوتة» و»يا العوامة» و»يا التفاحة» و»يا القمري» و»قصيدة يا راس بن آدم»، من بين النجاحات الأخرى للراحل والتي تركت بصمتها في تاريخ الجزائر وحياة الناس اليومية.