قمّة فارقة في المضمون والشكل قالت البروفسور في القانون الدولي ايراين نوال، إن بوادر نجاح القمة العربية المزمع انعقادها مطلع نوفمبر قد بدت مؤشراتها تظهر للعيان، مشيرة الى أن توافق الدول العربية حول بعض الملفات التي طرحت في الاجتماعات التي تمت على مستوى وزراء الخارجية ورؤساء المجالس الاقتصادية والاجتماعية والمندوبين الدائمين لجامعة الدولة العربية أكبر برهان على هذا الطرح. «فارقة في المضمون والشكل"، هكذا وصفت الدكتورة ايراين الرؤية الجزائرية للقمة العربية أو قمة نوفمبر، قائلة مثلما شكل تاريخ الفاتح نوفمبر سنة 1954 محطة فارقة في تاريخ الجزائر، سيكون أيضا 01 نوفمبر 2022 محطة هامة في تاريخ التضامن العربي وتحريك بوادر تفعيل العمل العربي المشترك. وعن مؤشرات نجاح القمة، أكدت ايراين أن المؤشرات ظهرت منذ الإعلان عن موعد انعقادها لكنها بدت جلية حينما نجحت الجزائر في لمّ شمل الفلسطينيين في قمة مصغرة مهدت للقمة الكبرى، مذكرة بردود الفعل الإيجابية العربية والدولية التي أعقبت القمة الفلسطينية ، لكن تلك الردود لم تنحصر في الملف الفلسطيني فحسب، فبمجرد تسليم دعوات حضور القادة العرب للقمة توالت رسائل الترحيب والعزم على إنجاح عرس عربي تحضر فيه رمزية التاريخ وثقل المكان، وما تأكيد الكويت بان تكون اول من يصل وآخر من يغادر إلا مثال عن ذلك. وأضافت "على أعتاب انعقاد القمة وصلت للجزائر تأكيدات بحضور عربي قياسي لقادة الدول العربية، وتوافد أسماء هامة ومؤثرة في العمل العربي المشترك تماما، وهذا ما أكده امين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط في إحدى تصريحاته، ما يعطي للعرس العربي برأيي أهمية وثقلا سياسيا يصنع الفارق ويعزز فرص النجاح في تحقيق الأهداف الطموحة المؤملة ". ومن ابرز مؤشرات النجاح أيضا هو حضور شخصيات فاعلة في رسم السياسات الدولية في مقدمتهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتريش الذي يصل اليوم للجزائر، ورئيس حركة عدم الانحياز، والاتحاد الإفريقي والأوربي أيضا. ووفق الأستاذة، فان نجاح الاجتماع التحضيري لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية اكبر مؤشر على نجاح القمة، مؤكدة أن وزير الخارجية رمطان لعمارة، لم يفوت فرصة اللقاء للدعوة الى ضرورة بلورة رؤية واضحة، وحاسمة حول العمل العربي المشترك، وفق نهج يتجاوز المقاربات التقليدية تستجيب لمتطلبات الحاضر، تمكن العرب من رسم معالم مستقبل أفضل للشعوب العربية. ومن بين العوامل مصادقة المجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي في ختام اجتماعه على مستوى الوزراء على 24 بندا والتي سيتم رفعها إلى القمة العربية. وقد صرح وزير التجارة وترقية الصادرات كمال رزيق في ندوة صحفية عقب هذا الاجتماع، أن هذه البنود التي صودق عليها ب "الإجماع في جو أخوي وبعد نقاش بناء"، تضمنت عدة توصيات حول ملفات اقتصادية واجتماعية "هامة جدا وحساسة، وعلى رأسها ملف الأمن الغذائي العربي". وأضافت الأستاذة، بحجم التعقيدات والسياقات التي تنعقد فيها قمة الجزائر، بحجم ما برزت معالم نجاح القمة بشكل جلي، في وقت تتطلع الشعوب العربية بان تكون قمة الجزائر محطة فارقة في تاريخ الجامعة العربية وقراراتها. وتابعت الأستاذة تقول إن الجزائر تواصل السير بخطى ثابتة، وركيزة متينة حاشدة لدعم عربي كبير يرى في قمة الجزائر قمة المستقبل ونافذة يطل العرب منها معا على مستقبل مشرق ومزدهر وحافل بالإنجازات المشتركة. وبخصوص أهم مميزات قمة الجزائر، أوضحت المتحدثة أنها تتميز أساسا بالطابع السياسي والتكنولوجي، فهي أول قمة بدون ورق في تاريخ اجتماعات الدول العربية، إذ سيتم الاستغناء عنه خلال كل الجلسات، إضافة إلى قمة لحشد الهمم والإرادة السياسية من أجل تعزيز أواصر التوافق العربي بالرغم من بعض اختلافات وجهات النظر وكذا تأسيس أرضية صلبة للعمل العربي المشترك للمّ الشمل والوحدة العربية. وفيما يتعلق بمخرجات القمة، قالت الأستاذة إنها تتوقع أن تكون القرارات حاسمة بمستوى التحديات التي تواجهها الأمة العربية وبمستوى العمل الذي سيترجم الى عمل فعلي لدعم أهم القضايا الأمنية والاقتصادية المشتركة.