كشفت الزيارات الميدانية التي يقوم بها والي بسكرة عن وضع كارثي في مجال التحكّم بالنفايات المنزلية وتشويه المحيط وتراكم النفايات الصلبة، وتدهور الطرقات جراء عمليات الحفر التي تصاحب إنجاز أشغال المشاريع العمومية وتعدي الخواص في عمليات حفر دون الالتزام بإعادة تهيئة ما تم حفره، رغم الإجراءات الإدارية التي تلزم صاحب المشروع بذلك. ولاية بسكرة ببلدياتها ال27، مريضة بنفاياتها المنزلية، حيث تشهد البلديات والتجمعات العمرانية فوضى وسوء تحكم في تسيير جمع النفايات، لم تشفع فيها محاولات تنظيم حملات موسمية التي يتمّ تنظيمها بأوامر في تخطي هذه الأزمة المزمنة، التي تحولت بفعل تراكمات عقود من الإهمال ولامبالاة المواطن، ونقص الإمكانيات والوسائل إلى وضعية كارثية مزمنة تهدّد السلامة الصحية والبيئية. بلديات الولاية فشلت لحدّ الآن في التحكم في هذا الجانب، ففي عاصمة الولاية، هناك مصلحة بلدية لجمع النفايات، إضافة إلى تعاقد مع ثلاث مؤسسات منها مؤسسة عمومية، وتقدر كميات النفايات المنزلية المجمعة 195 طن في دورة واحدة يوميا، يتمّ التخلص منها في مصبّ النفايات الوحيد الذي يبعد عن عاصمة الولاية ب3.5كلم بمنطقة الحزيمة، والذي يعتمد فيه على أسلوب الردم التقليدي وقد سبق أن تعرضت مزبلة الحزيمة إلى حريق كان له تأثير في تلوث المحيط بعد امتداد سحب الدخان إلى سماء عاصمة الولاية. ويلاحظ في أغلب البلديات بطء جمع القمامة وازدياد المنقبين وجامعي مخلفات البلاستيك والمعادن من الحاويات عبر الأحياء، وفي ظل غياب الرقابة وانعدام وعي بأهمية المحافظة على سلامة البيئة والمحيط، وعجز البلديات عن تطبيق التعليمات القاضية بمنع نشاط جامعي ومنقبي القمامة المنزلية مازال هذا النشاط العشوائي يمارس دون ردع، والبعض منهم يقوم بإشعال النيران في الحاويات المعدنية وسط النسيج العمراني. يضاف إلى هذا السلوك «غير المتحضر» للبعض الذين لا يعطون أهمية لنظافة المحيط، حيث يقول رئيس حي بالمنطقة العمرانية الغربية إلا أن تنظيف الحي الذي يشرف عليه من خلال جمعية محلية يتم من فترة لأخرى لكن أكوام القمامة تعود للتكدس والانتشار في كل الزوايا، خاصة مخلفات البلاستيك المضرة بسلامة المحيط وصحة المواطن. يشكو سكان عدد من أحياء عاصمة الولاية من مظاهر بقايا مشاريع صيانة الشوارع وتجديد قنوات الصرف الصحي ومياه الشرب، حيث يعتمد المقاولون المكلفون بالإنجاز ترك بقايا النفايات الصلبة وأكداس الأتربة، والتي تختلط في كثير من الأحيان ببقايا القمامة التي أصبح جمعها متذبذبا في عدة أحياء، إضافة إلى تدهور وضعية الشوارع من جراء الحفر والتهرب من إعادة تهيئة أماكن الحفر. وتبقى عاصمة الولاية هي الأكثر عرضة لهذه الظواهر والتي تتطلّب التفكير الجدي في بعث مشاريع إعادة تهيئة الشوارع والأرصفة بما يليق بمدينة ذات طابع سياحي متميز، وتفعيل التعليمات الصادرة من أعلى سلطة في الولاية من أجل التحرك إضافة إلى إعادة تنشيط شرطة العمران.