مراصد إعداد: جمال بوزيان نشر الوعي زمن الذكاء الاصطناعي.. ضرورة تعزيز الحوار حول الاستخدام الجيّد للفضاء الرقمي يتباين الناس في التفكير كما يتباينون في نشر الوعي العام في الواقع وعبر المواقع الإلكترونية لكل مساره في عرض مواده المختلفة تعليما أو تدريبا أو إرشادا أو ترويجا أو تسويقا... وقد يؤثر هذا بأفكاره وذاك بصوره وذلك بمنهاج آخر... سألنا بعض أهل القلم عن العلاقة بين تأثير العارض والمحتويات المعروضة على الناس عموما والتفاعل مهما تكن طبيعة المواد وهل كل محتوى يهدف إلى حسن التوجيه وتغيير اجتماعي إيجابي وتشكيل آراء متوازنة للبناء؟ وألا تؤثر سلبا بعض المحتويات على حياة الناس عموما لا سيما بعد التطور التكنولوجي الهائل واتساع نطاق استعمال الذكاء الاصطناعي لهذه الخوادم الإلكترونية؟. ///// التأثير والتفاعل في وسائل التواصل الاجتماعي أ.د.فرح بن عزوز تمثل وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة للتفاعل والتواصل بين الأفراد في العالم الحديث. لقد أصبحت منصات مثل فيسبوك و تويتر و إنستغرام جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية للناس في جميع أنحاء العالم. تيسر هذه المنصات التواصل الفوري بين الأصدقاء والأسرة كما تسمح للأفراد بالتعبير عن آرائهم ومشاركة تجاربهم. من خلال هذه الأنظمة ويتمكنون من الوصول إلى معلومات متنوعة ومحتوى مقابل لم يكن متاحًا بيسر قبل عصر الإنترنت . لذلك تلعب وسائل التواصل الاجتماعي دورًا حيويًا في تشكيل وجهات نظر الناس وعلاقاتهم الاجتماعية. يتضمن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي جوانب إيجابية وأخرى سلبية. من الناحية الإيجابية تعزز وسائل التواصل الاجتماعي التواصل بين الناس مما يساعدهم على تبادل الأفكار والخبرات. يمكن أن تسهم هذه التفاعلات في بناء مجتمعات قوية وداعمة. ومع ذلك هناك تحديات تتعلق بالاستخدام المفرط أو السلبي لهذه المنصات. قد يؤدي ذلك إلى تفشي المعلومات المغلوطة وزيادة الاستقطاب. لذا من المهم أن يكون المستخدمون واعين لكيفية تعاملهم مع المعلومات التي يتلقونها ويشاركونها على هذه المنصات. علاوة على ذلك يساهم التأثير الاجتماعي لوسائل التواصل في تشكيل هوية الأفراد. ويتأثرون بالقيم والمعايير الموجودة في المحتوى الذي يشاهدونه مما يمكن أن يؤثر على رؤيتهم لأنفسهم والعالم من حولهم. في بعض الأحيان يؤدي الضغط الاجتماعي إلى تحقيق معايير غير واقعية من الجمال أو النجاح. هذا التأثير المتبادل يستلزم إدراكًا ووعيًا من الأفراد حول كيفية استخدامهم لهذه المنصات وكيفية تأثيرها عليهم وعلى الآخرين. لذا يجب أن يتعزز الحوار حول الأخلاقيات والتصرفات السليمة في الفضاء الرقمي. كما تلعب وسائل التواصل الاجتماعي دورًا كبيرًا في تشكيل الآراء العامة حول القضايا الاجتماعية والسياسية. من خلال هاشتاجات الحملة والتحديات يقوم المستخدمون بتجميع جهودهم للتعبير عن الدعم لقضية معينة أو لرفع الوعي بمشكلة اجتماعية. ولكن في الوقت نفسه يمكن أن تتسبب بعض الحملات في تعزيز الانقسام بين الأفراد والمجموعات. إن إدراك التأثير الذي يمكن أن تحدثه وسائل التواصل الاجتماعي على اتجاهات المجتمع يعد أمرًا حيويًا لتعزيز التفاعل الإيجابي والنقدي بين الأفراد. في الختام تعد وسائل التواصل الاجتماعي أداة قوية تشمل تأثيرات متعددة تتراوح بين الإيجابية والسلبية. تعتمد الطريقة التي يتم بها استخدام هذه الأدوات على وعي الأفراد ومدى فهمهم للتأثيرات المحتملة. من خلال تعزيز تعليم الأفراد حول كيفية التعامل مع المعلومات والتفاعل بشكل إيجابي يمكن تعزيز الفائدة الجماعية للأفراد في المجتمع. لذا من الضروري أن نعمل على تنمية ثقافة الاستخدام المسؤول لوسائل التواصل الاجتماعي لضمان بيئة صحية ومفيدة للجميع. ///// سحر المحتوى الرقمي.. بين النور والوهم أ.إبراهيم ميزي في عالم باتت فيه المعلومات كالشلال الهائج والمحتوى كالسحر الذي يُشعل العقول أو يُظلمها يبرز العارض والمحتوى كشريكين في رقصة كونية متقنة. المحتوى هو الضوء الخام الفكر الصافي والرسالة النقية بينما العارض هو العدسة التي تكبر هذا الضوء أو تشتته وتغذّي العيون والقلوب بما يُرى ويُحسّ. ومع ظهور الذكاء الاصطناعي صار السحر مزدوجًا: أداة تحرّر العقول وأخرى قد تقيدها بوهج زائف وأوهام متقنة. فكما يمكن أن يولّد المحتوى صورةً تُضيء العقول يمكن للتقنيات الحديثة أن تصنع أوهامًا متحركة تُسيطر على الإدراك وتغرق المتلقي في بحر من الظلال الرقمية. لكن هناك بصيص أمل: التربية الإعلامية والثقافية الجديدة هي المفتاح لتمكين الإنسان من قراءة السحر بعين واعية والتمييز بين النور والوهم. فكما يقول الحكماء ليس كل بريق ذهبًا وليس كل محتوى نافذًا إلا من علمه القارئ والمثقف والعارف. إنها دعوة لعصر جديد فيه يتحوّل المحتوى من مجرد أداة للتسلية أو الترويج إلى شعلة تضيء طريق الوعي والعارض من ناقل إلى شريك في بناء المستقبل الإنساني والذكاء الاصطناعي من أداة للسيطرة إلى جسر يربط بين المعرفة والضمير. ففي هذا العالم المتشابك لا يبقى للسطحية مكان ولا للمضلّل سيادة فالذي يملك الضوء والمعرفة يملك القدرة على رسم خريطة جديدة للوعي البشري خريطة يتداخل فيها الخيال مع العقل والصدق مع التأثير لتصبح كل كلمة كل صورة وكل فكرة أداة بناء لا وسيلة تضليل. ///// المتلقي هو الضحية الأولى أ.زهية هذلي من المعروف أن وسائل التواصل الاجتماعي قد انتشرت بشكل رهيب انتشار النار في الهشيم. وأصبح لها الدور الأكبر في حياة الناس وتوجهاتهم وأفكارهم وحتى سلوكاتهم. تبعا لتوجهات وأفكار وسلوكات من يتأثرون بهم. على هذه المواقع المختلفة الذين يسعون بكل جهدهم وبكل الطرق للتأثير في الجمهور المتلقي لأسباب كثيرة منها: 1- زرع أفكارهم وسلوكاتهم ومبادئهم أو زيادة المتأثرين لزيادة ربح الأموال أو لكسب مؤيدين أو داعمين أو حبا في الظهور والشهرة.. أو لغير ذلك. لكن مهما تختلف الأسباب فالناتج واحد وهو تأثر الجمهور بهم فكرا وأسلوبا في الحياة.. وبقدر ما يتباين محتوى هذه المواقع تتباين النتائج. فهناك من يزداد علما وثقافة ووعيا ويصبح أكثر إلماما بالمواضيع الآنية وقضايا الساعة أو اكتساب خبرات ومهارات تساعده في حياته اليومية... وهناك من يرتقي بأخلاقه وطباعه ويصير أكثر أدبا واتزانا تبعا لما تأثر به... وهناك من جهة أخرى من يكون أكثر هشاشة فتتأثر أخلاقه ومبادؤه بمروجي الفساد وثقافة الهدم فينحرف إلى طريق الشر. ويصلح في أيديهم أداة للهدم لا للبناء وقد يصير فريسة للأمراض النفسية والاجتماعية بكل أنواعها. فليس كل ما يُقدم يكون مناسبا للعرض ولا صالحا للتأثر به ولكن للأسف الشديد بات جليا أن التأثر بالطالح أكثر والانقياد وراء التفاهة والتافهين والفاسدين صار هو السائد وذلك ربما لقوة شخصية المؤثر أو لضعف شخصية المتأثر الذي ينساق وراء القطيع بلا دراية أو تمحيص أو هما معا. وفي كل الأحوال يكون المتلقي هو الضحية الأولى بما يعتريه من آثار سلبية على نفسه وحياته ككل.. وتظل وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة بحاجة إلى مراقبة ودراسة ولو شخصية لتفادي ما لا يصلح أو ما لا يناسب والتأني في الانسياق وراء كل ما يعرض... وعلى الفرد أن يفكر ويتبصر فيما يشاهد أو يسمع ولا يكن وعاءً يملأه كل ما يمر به ولو كان تفاهة. ///// تأثير العارض والمحتوى المعروض نعيمة بن مبارك ترتكز معظم الأحداث اليومية على اختلاف وجهة المجتمعات ونظرة الأفراد والمؤثرات التي تعد السبب الرئيس في التغيير والتأثير والتوجّه لكل السبل الإنسانية والتكنولوجية التي ترفع من معنويات الفرد الإيجابية والسلبية في الوقت نفسه خاصة وهو يعيش في رقعة جغرافية حوت العالم بأسره ضمن حدود ضيّقة جدا باتت تعرف ب القرية الصغيرة لكن مع مرور الزمن واختلاف الذهنيّات واكتشاف طرق جديدة للتوعية وكسب كل ما يجعل الفرد يبحث عن تقنيات جديدة ومتطورة لحياة أفضل ومستقبل أضمن وأزهر على نطاق أوسع وأربح وأعمق... ومن خلال البحث استطاع الإنسان أن يغيّر المصير بدخوله عالم التكنولوجيا والإنترنت وتنوّع المحتويات المعروضة على أرض الواقع وعلى منصّات التواصل الاجتماعي المتنوعة والمتلوّنة التي تسعى إلى تحقيق أهداف عصرية وتحديّات قد تكون سلبية أو إيجابية وهذا حسب المنهج المسطّر من حيث التعلّم والتكوين والنصح والإرشاد والترويج والتسويق فقد صارت هذه المنهجية مؤثرة جدا على مختلف الفئات العمرية خاصة منها الشباب لا سيّما الفئات الضعيفة منها التي لا تستوعب مخاطر هذا الغزو التكنولوجي الثقافي بنوعيه (السلبي والإيجابي). ومن جهة أخرى يعد العارض هو العنصر الأساسي في عملية التفاعل الإيجابي الذي من خلاله يهدف إلى التأثير بكلّ ما يجعله الطرف الرابح في مسألة المحتويات المعروضة مهما يكن نوعها وشكلها وتلبية حاجاته المستهدفة من حيث (الجودة والأصالة والقيمة العالية والمعلومات القيّمة) وترتفع نسبة التأثير عند التفاعل المستمر بطريقة مغرية وبأسلوب منتظم مشوّق ومتناسق... كما تلعب عدة عوامل دورها الفعال في التكيف مع التغيرات التي قد تفشل خطط العارض الذي لا يتقيّد بأحكام تجمع بين الجمهور والمحتوى المعروض وهذا ما يعزز تلك العلاقة بين الطرفين ومن هنا يتحتّم عليه أن ينتقي لكلّ محتوى معروض أسلوبه الخاص في التأقلم مع طريقة العرض وكيفية الحصول على إعجاب الجمهور وتقبّلهم لما يعرض من حيث النوعية والاهتمام والاحتياجات وتحدياته في التأقلم مع المعلومات القيّمة وحقيقة ما يعرض لجلب الانتباه وذلك بنشر مقاطع فيديو ترويجية وعروض إشهارية وصور ورسومات لتحسين التجربة وتيسير ما هو صعب من جهة المعلومات والاستمرار في النشر المنتظم لبناء قاعدة جماهيرية متشبعة بما يخدم فائدة الجمهور والحفاظ على المحتوى نظيفا وناجحا. ويستقطب المحتوى المعروض أكبر شريحة كلّما كانت عروضه تخدم القضايا التي يعتني باهتمامات روّاد هذه المواقع بناء على الثقة والصدق بين العارض والجمهور. بعد التطور التكنولوجي المذهل وتعدد منصّات الذكاء الاصطناعي أصبحت المحتويات المعروضة تلعب دورا هاما في التغيير مع اختلاف الفئات العمرية واختلاف الطبقات الاجتماعية من جهة ومن جهة أخرى تنوّع المشارب والمعتقدات الدينية أضحى التواصل والتكيّف مع كل ما ينشر على الفضاء الأزرق دون مصفاة تفصل بين سلبيّاته وإيجابيّاته. وذلك بغياب الوعي والنصح والإرشاد بالتغافل عن سلبيات هذا الغزو وخاصة انعدام الرقابة الإلكترونية في بعض الأمور التي جعلت البعض يتخلى عن مبادئه الإنسانية وعن أخلاقه ومعتقداته وافتقاده لنقطة تحول ترفع من نسبة التفاعل الدائم... مع تزايد عدد ونوع المنصّات الإلكترونية وتباين ألوانها التي تتفنن في نشر محتوياتها الترفيهية يظل العارض هو المسؤول الوحيد والأكبر أمام الجمهور من حيث إيجابيات وسلبيات ما يعرضه عليهم من خلال مختلف الوسائط ويتحمّل الجمهور مسؤولية المراقبة والنصح والتوجيه خاصة للأطفال إلى ما يشبع غرائزهم بما فيه نفعهم وصلاح أخلاقهم كما يساعد العارض كثيرا في إحداث تغييرات إيجابية للوصول بالجمهور إلى نقطة النجاح أو الانحراف تماما بكل ما يهدم ثقته بالعارض. /////