تتميّز أجواء شهر رمضان الكريم بعاصمة الأهقار، بطابع خاص وأجواء مميزة تتناسب وخصوصية الشهر المعظم عن باقي أشهر السنة، أين تعم الحملات التضامنية والمبادرات الخيرية الموجهة بالدرجة الأولى للمعوزين وعابري السبيل، يزيد من تميزها التنافس المتزايد بين أهل البر والإحسان والجمعيات المحلية الناشطة بالمدينة، من أجل إنجاح العملية التضامنية التي شرعت فيها الدولة بتوزيع المنحة الرمضانية، يرافقها تنوع المبادرات من توزيع لطرود غذائية، موائد إفطار يومية لعابري السبيل. في هذا الصدد، كشف عبد السلام حرمة، مدير النشاط الاجتماعي بعاصمة الأهقار ل «الشعب»، أنّ العملية التضامنية انطلقت قبيل أول يوم من الشهر الفضيل، بصب المنحة الرمضانية لمستحقيها في حساباتهم الخاصة، أين تم إحصاء 22569 مستفيد، بمبلغ مالي تجاوز 226 مليون دج، ساهمت به مختلف الجهات المعنية بالعملية. وفيما يخص مطاعم الرحمة، أو ما يعرف بموائد إفطار عابري السبيل، أضاف المتحدث أن مصالحه رفقة الشركاء اعتمدت أزيد من 12 مطعم موزع عبر تراب الولاية. أسمى المعاني الإنسانية.. في موسمها الخامس، ومنذ أول أيام الشهر الفضيل، باشرت جمعية حي تهقارت الشرقية فاطمة الزهراء، بساحة 11 ديسمبر 1960 في تقديم الوجبات الساخنة والمحمولة لفائدة عابري السبيل، وكذا المواطنين المعوزين من مختلف الشرائح، بالإضافة إلى الجالية الإفريقية من دول الجوار، في مشهد تضامني إنساني يؤكد على مدى الروح الأخوية التي يتمتع بها المواطن الجزائري. في هذا الصدد، أكّد أحد القائمين على العملية أن ما يزيد عن 600 وجبة ساخنة يتم تقديمها بشكل يومي، وهذا ضمن عمل تضامني أخوي من تأطير شباب الحي، وكذا إشراف نسوة من الحي على عملية الطبخ، وتدعيم لذوي البر والإحسان من التجار. في نفس السياق، ومن أجل تكامل العملية التضامنية، وفي خطوة لمواصلة عملها الإنساني وتكفلها بالإيتام، قامت جمعية «نور اليتيم» بعاصمة الأهقار، كعادتها بتوزيع 480 قفة لفائدة الأيتام بالتنسيق مع قوافل الخير للعاصمة، وجمعية كافل اليتيم لمدينة بريكة، مما يساهم في رفع الغبن عن هذه العائلات. في هذا الصدد، أكّد رمضان شينون أحد القائمين على الجمعية، أنّ العملية التضامنية يرافقها توزيع 260 وجبة ساخنة يوميا لفائدة عابري السبيل، مع تنظيم تكريم خاص لمتقاعدي الشرطة والجيش في العاشر من كل رمضان. وأضاف المتحدث، أنّ الجمعية تحصي على طول السنة تقديم إعانات مالية لفائدة 390 عائلة أيتام، من أجل تخفيف من مصاعب الحياة ورفع الغبن عنهم. 400 قفّة لأيتام المناطق الرّيفية في نفس الشأن، شرعت الجمعية الخيرية كافل اليتيم بالمناطق الريفية، في تجسيد وتحقيق أهدافها تزامنا مع الشهر الفضيل، أين قامت بتوزيع 100 قفة لفائدة أيتام مناطق كل من توفدت الغربية وتهررت كخطوة أولى، لتتواصل خلال باقي الأيام وتشمل مناطق أخرى. وحسب ما صرحت به كلثوم سعسع، عضوة بالجمعية، «للشعب»، فإنّ هدف الجمعية توزيع 400 قفة لمستحقيها في المناطق النائية، من خلال التنقل إلى عدد من القرى المنتشرة عبر تراب الولاية. هذه العملية - تضيف المتحدثة - تتم بالتوازي معها تجسيد برامج لفائدة المرأة الريفية لجعلها منتجة عوض البقاء في صف الاستهلاك، في قادم الأيام.