أشرف وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة، السبت بالبويرة، على فعاليات تخليد الذكرى ال66 لتدمير جيش فرنسا الاستعمارية لقرية إغزر إيواقورن القديمة يوم 6 ماي1957 وترحيل سكانها. انتقل الوزير، خلال زيارة عمل قادته إلى الولاية، إلى قرية إغزر إيواقورن، بمرتفعات جبال جرجرة، على بعد 50 كلم شمال - شرق البويرة، حيث ترحم على أرواح الشهداء الذين سقطوا في ميدان الشرف خلال الأحداث التي شهدتها هذه المنطقة الجبلية التي كانت تحتضن عدة مخابئ ومستشفى لجيش التحرير الوطني. كما قام ربيقة، الذي كان مرفوقا بالسلطات المحلية وممثلي المجتمع المدني وسكان من قرية إيواقورن، بوضع باقة من الزهور أمام النصب التذكاري الحامل لأسماء الشهداء الذين سقطوا في ميدان الشرف خلال هذه الأحداث التاريخية. وحسب شهادات تم جمعها بعين المكان لدى مجاهدين، من بينهم ايدير حسين، فقد كانت قرية اغزر إيواقورن يومي 6 و7 ماي 1957 مسرحا لمجزرة ارتكبها جنود فرنسا الاستعمارية في حق سكانها تحت قيادة الجنرال مارسيل بيجار. وحاصرت قوات المستعمر، ذلك اليوم، هذه القرية الواقعة على علو 1000 متر، قبل تدميرها بالكامل ثم إضرام النيران فيها وترحيل سكانها بسبب دعمهم المستمر للثورة التحريرية المجيدة وللمجاهدين. وذكر المجاهد السابق حسين إيدير في تصريح ل «وأج» أن «البطلة مليكة قايد، التي كانت ممرضة في صفوف جيش التحرير الوطني، كانت تعالج الجرحى بقرية إغزر إيواقورن، التي كانت تعتبر آنذاك كمستشفى سري». وعقب تدمير القرية، اقتيد سكانها إلى قرية «لجديد». وفي الطريق إليها، وقع اشتباك عنيف بين المجاهدين وجنود الجيش الاستعماري. ولا يزال السيد ايدير يتذكر «الشجاعة الكبيرة التي تحلى بها مجاهدو جيش التحرير خلال تلك المعركة التاريخية ضد قوات العدو التي هاجمت سكان القرية». وفي عام 1958، تم ترحيل سكان إيغزر ولجديد بعيدا إلى جنوب المنطقة، حيث كان يتواجد معسكر للاعتقال يسمى «كون دوتوال» (معسكر القماش)، بسهول الساحل بالقرب من منطقة امشداله حاليا. وفي كلمته بالمناسبة، حيا الوزير ذكرى شهداء ومجاهدي الثورة الذين شاركوا في هذه المعركة البطولية. ثم توجه بعدها إلى المكان المسمى «تالة»، غير بعيد عن إغزر إيواقورن، أين ترحم على أرواح الشهداء ال 52 الذين سقطوا في ميدان الشرف خلال معركة أخرى جرت رحاها يومي 18 و19 ديسمبر 1959. وبعد أن أشار المجاهد السابق حسين إيدير إلى أحد المنازل بعين المكان، أوضح أن الأمر يتعلق ب»البيت الذي قضى فيه عدد كبير من المجاهدين ليلة 18 إلى 19 ديسمبر 1959 ، قبل أن تحاصر القوات الاستعمارية المنطقة خلال الليلة نفسها وتباشر عملية تمشيط واسعة». وأعقب تلك العملية اشتباك عنيف بين الطرفين أسفر على سقوط 45 شهيدا في ميدان الشرف في صفوف جيش التحرير الوطني، خلال تلك الليلة ، قبل أن يلتحق بهم سبعة شهداء آخرون صبيحة 19 ديسمبر بعد تدخل سلاح الطيران. كما قتل عشرات الجنود الفرنسيين وجرح آخرون في نفس المعركة، حسب ذات المصدر. كما ترحم وزير المجاهدين وذوي الحقوق خلال هذه الزيارة على روح أول شهيد بالمنطقة، وهو كشادي عمار الذي سقط في ميدان الشرف يوم 11 نوفمبر 1955 بالمكان المسمى «ثانساوت» بالقرب من تالة.