تعزيز الشفافية وإمكانية الوصول إلى جمهور أكبر مكافحة الأخبار الزائفة والدفاع عن الأمن الإعلامي للجزائريين أمر رئيس الجمهورية خلال مجلس الوزراء المنعقد الأحد الماضي بإدراج الصحافة الإلكترونية المعتمدة، كآلية جديدة لإشهار الصفقات العمومية، وعدم الاقتصار على الصحافة المكتوبة كما كان معمولا به من قبل. يأتي القرار للتوافق مع التحولات العالمية التي يعرفها مجال الصحافة في العقد الأخير وتُعد الصحافة الإلكترونية أحد التطورات الهامة في مجال وسائل الإعلام، وقد أصبحت ذات أهمية كبيرة في العصر الحديث، لاسيما أن الصحافة الالكترونية تمتاز بسرعة النشر والوصول للمعلومات، ويُعد الإنترنت وسيلة فعالة لنشر الأخبار والمعلومات على الفور، كما يمكن للصحافة الإلكترونية نشر الأخبار في الوقت الحقيقي، مما يسمح للجمهور بالحصول على المعلومات بسرعة فائقة وفي أي وقت ومكان. مزيدا من الشفافية للصفقات العمومية ويرى مراقبون أن اعتماد الصحافة الإلكترونية كوسيلة لإشهار الصفقات العمومية سيعزز من درجة الشفافية في هذا المجال ويمكنها من الوصول إلى جمهور أكبر، خاصة بين الشباب. ومن المتوقع أن يؤدي ذلك إلى زيادة مستوى الشفافية في تلك الصفقات وتعميم إعلانها بشكل أكبر، وهو أمر يكتسب أهمية بالغة نظرًا لتناقص القراءة للصحافة المطبوعة بشكل كبير خلال العقد الأخير، كما سيساهم هذا القرار في سرعة إشهار الصفقات العمومية باعتبار الطريقة التقليدية تحتاج وقت أكبر وتحتاج أحيانا مسار بيروقراطي معقد. زيادة دخل المؤسسات الصحفية بالإضافة إلى ذلك، سيؤدي هذا القرار إلى تحسين إيرادات المؤسسات الصحفية في الجزائر بشكل كبير، ويعزز دور الصحافة الإلكترونية في الدفاع عن المصالح الوطنية، ونشر الوعي، ونقل الأخبار، ومكافحة الأخبار الزائفة، والدفاع عن الأمن الإعلامي للجزائريين، بخاصة أن وسائط الاتصال الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي أصبحت وسيلة لتهديد استقرار الدول. ووفقًا للموقع المختص Statista، يُشير تقريره إلى أن 60٪ من مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي في الجزائر ينتمون إلى فئة الشباب بين سن 18 و34 عامًا. كما أن كلفة الصحافة المكتوبة والصحافة الإلكترونية تختلف بشكل كبير، وذلك نتيجة لاختلاف التكنولوجيا ووسائل الإنتاج والتوزيع، فتكاليف الإنتاج والتوزيع في الصحافة المكتوبة التقليدية، تتضمن شراء المواد اللازمة مثل الورق والحبر، وتشغيل آلات الطباعة والتوزيع، هذه التكاليف مرتفعة وتزيد بزيادة حجم الطبعة والتوزيع الجغرافي. بالمقابل، في الصحافة الإلكترونية، التكاليف تتركز في البنية التحتية للموقع أو التطبيق وتكاليف الاستضافة على الانترنت، ويمكن نسخ وتوزيع المحتوى بكل سهولة وبتكلفة منخفضة وانتشار أكبر. من جهة أخرى، تكاليف الإعلانات والتي تعد مصدرًا رئيسيًا للإيرادات في وسائل الإعلام في الصحافة المكتوبة، تكون تكاليف الإعلانات عالية، حيث يتم فرض رسوم على الإعلانات المطبوعة أما في الصحافة الإلكترونية، يمكن استهداف الإعلانات بشكل أكثر دقة وفعالية، مما يجعلها أكثر جاذبية للمعلنين، وقد يتم تحقيق إيرادات أكبر في الإعلانات الرقمية لاسيما وأن الجمهور الذي يمكن الوصول له أكبر مقارنة بالصحافة المكتوبة. وتعمل الجزائر من خلال قانون الإعلام الجديد على تنظيم قطاع الصحافة مهنيًا وتمويليًا وضمان الشفافية، وصادق البرلمان الجزائري، في مارس الماضي بالأغلبية على مشروع قانون جديد للإعلام، يتضمن إجراءات متعلقة بإنشاء المؤسسات الإعلامية، ومنع أي تمويل أجنبي للوسائل الإعلامية المحلية.