صدرت مؤخرا عن دار "ضمة للنشر"، الترجمة العربية من رواية "امرأة في هامش الصحيفة" للكاتبة شبنم بزرگى، ترجمة الكاتب أحمد حيدري، وتقع فيما يربو على 144 صفحة من الحجم المتوسّط. كشف مدير العلاقات العامة والاتصال لدار "ضمة للنشر والتوزيع الجزائرية" السيد هشام يخلف الشوف، أن الرواية الإيرانية "على هامش الصحيفة" تعد أول عمل فارسي تمّ ترجمته إلى العربية في الجزائر. كما أكد المتحدث أن أكثر ما يميز هذا النص أنه جاء بجهد جزائري بحت، بداية من التواصل مع الكاتبة، وكذلك المترجم الذي يعد واحدا من أهم المترجمين من اللغة الفارسية إلى اللغة العربية. وذكر هشام يخلف أن تأخر صدور هذا العمل يرجع لسببين أولهما وباء كورونا، أما الثاني فيعود إلى صعوبة الترجمة من الإيرانية إلى الفارسية ثم إلى العربية، إضافة إلى عملية التدقيق والتحرير، التي أخذت وقتا من أجل أن يصدر العمل بشكل دقيق وجودة عالية جدا. وقال المتحدث، "نقدم نصا مترجما ومبدعا للقارئ الجزائري أولا والقارئ العربي عامة وفي حدود علمي، فإنه لا توجد دار نشر سابقة في الجزائر قامت بجهد فردي وإمكانياتها الخاصة بالعمل على نص من الأدب الفارسي والإيراني، ونقله إلى القارئ الجزائري لأول مرة بشكل أصيل.. طبعا هذا لن يكون آخر عمل نقدمه للقارئ الجزائري والقارئ العربي في ترجمة الآداب الفارسية، بل ستكون فاتحة لعدد من الأعمال المستقبلية إن شاء الله، ونحن نعمل حاليا على عدد من الترجمات العلمية المهمة جدا، والتي ستنشر لأول مرة باللغة العربية سواء في الجزائر أو في العالم العربي، كما ستكون هذه الترجمة حاضرة في الصالون الدولي في كتاب 2023. وأضاف أن "كل هذا يدخل ضمن الخطة التي سطرتها دار ضمة للنشر والتوزيع، بأن تكون دارا جزائرية عربية رائدة في مجالها، سواء في ترجمة النصوص العالمية أو تلك النصوص التي ترقى لأن تكون ضمن مصاف المترجم العربي العام، الذي يبحث عنه القارئ العربي ويتمنى أن يقرأه في لغة عربية لصعوبة الوصول إلى النص الأصلي، أو عدم قدرة هذا القارئ على القراءة باللغة الأجنبية مثل ما فعلنا مع نص شبنم بزركي في روايتها "امرأة على هامش الصحيفة". تدور أحداث الرواية في الفترة الممتدة بين 29 أفريل 1952 حتى 10 فيفري 1963، وتربط هذه السنوات بالفتاة المراهقة "أكرم" من أعيان مدينة رشت، التي تجبر على الزواج من ابن عمتها، ثم تنتقل بعد الزواج إلى طهران المكتظة بالناس والأحداث. كانت أكرم تعيش حياة الأثرياء المتمسكين بالتقاليد، بينما زوجها يبحث لها عن منفذ لتتحرّر مما كانت فيه، ليجد أن أجدى الطرق هي قراءة الصحف اليومية. تخفي الرواية النشاط السياسي للزوج، حيث يدافع عن الشعب وحقوقه ضد البرجوازية الإيرانية، عملية اخفاء ذكية نلاحظها عند قراءة الرواية أمام التجربة الكبيرة التي تكبر معها المراهقة أكرم، وهي تنجب طفليها وتعيش منتظرة خروج زوجها من السجن، ليخرج بعد ولادة الطفل الأول. حافظت الروائية على أمانة نقل الطراز المتبع في الفترة التي تدور فيها الرواية، الأثاث، العادات، البناء... وحتى الاهتمامات التي تناقلتها النخبة عقودا على صفحات الصحافة. تنتصر الروائية للهامش الروائي حتى في أخذ البطولة من العواصم للمدن المحيطة بها. مثلما فعلت مع أكرم حين كانت في هامش الصحيفة... جاء في الرواية "يختلف المكان هنا عما رأيناه حين غادرنا فجرًا، فهو مزدحم كأنه يوم صلاة الظهر في الميدان الكبير.. إنّه الزحام الذي أشعر معه بتوعك، كان للبوابة سقف من الجص، عال وأبيض، يدخل منها الناس والسيارات ويخرجون، ثمّة طاقان أبيضان على طرفيه، متصلان بسور من الجص قصير يلف المشفى حتى مدّ البصر. قبضت ساري على يدي ويد أمي العزيزة، كأننا طفلتان، تسحبنا خلفها. مر فتى يحمل كومةً صحف في يد وفي الأخرى صحيفة، كان يعرضها أمام وجوه المارة. ويقرأ بصوت عال لنفسه ما لا أفهمه. فعادت إلي ذكرى ابن عمتي نامدار، وخجلت من نفسي ما الذي فعلته تلك الصحيفة بي، وخطي الذي كان على صفحتها، أليس من المعيب كتابة اسمي؟ جزتُ ساري يدي فلم أسمع بقية ما قاله فتى الصحف".