تتشابه عادات وتقاليد استقبال الموسم الدراسي الجديد بين أولياء التلاميذ وأسرهم بولاية معسكر، حيث يبدأ التحضير للموسم الدراسي مبكرا، بأسبوع أو اسبوعين، حتى أن التحضير لحلول الموسم الدراسي، يشبه كثيرا تحضيرات عيد الفطر. وتظهر ملامح هذه التحضيرات والاستعدادات، جليا، في الأسواق والشوارع، حين تشهر المحلات التجارية سلعها معلنة عن قرب موعد الدخول المدرسي، كما تعرف طرقات وشوارع المدن الكبرى ذات النشاط التجاري الواسع، حالة من الاكتظاظ والازدحام المروري، من الساعات الأولى للصباح إلى ساعات متأخرة من نهاية اليوم. ويمضي أولياء التلاميذ المقبلين على الدراسة، ساعات طويلة في التجوال بين المحلات التجارية، مرفقين بأبنائهم المتمدرسين، لاقتناء حاجياتهم من المستلزمات الدراسية، حيث يشكل شراء الألبسة والثياب الجديدة، جزء هام من تحضيرات الدخول المدرسي، وأكثر تقليد شائع بين العائلات، حتى الأسر البسيطة وذات الدخل المحدود. وتشهد الأسواق الشعبية بمدينة معسكر، على غرار السوق القديم "طريق الكبيرة - سيدي بوراس وطريق البيض"، حالة من الاستنفار بين تجار المحلات والباعة المتجولين، حتى إنه يستحيل عبور المنافذ بين الأسواق الثلاثة، بسبب الازدحام، كون هذه الأسواق توفر سلعا ومنتجات متنوعة بأسعار منخفضة تلائم القدرة الشرائية لجميع الشرائح والفئات، حيث تستقطب هذه الأسواق الآلاف من المواطنين من مختلف بلديات الولاية، بفعل وفرة المستلزمات الدراسية وأسعارها الملائمة. فعلى مستوى سوق "الطريق الكبيرة"، لم تمانع ربة البيت فاطمة-ب (موظفة) من إبداء رأيها حول تقاليد التحضير للدخول المدرسي، مشتكية الغلاء أمام الاحتياجات الضرورية لهذا الموعد الاجتماعي الهام، حيث قالت فاطمة أن اقتناء الملابس الجديدة، إضافة إلى المآزر، من الأمور الضرورية للدخول المدرسي، على الرغم من النفقات التي ستكلفها لاقتناء ثلاثة بدلات جديدة لأبنائها المتمدرسين، موضحة أن هذا التقليد اعتادت عليه منذ الصغر، وتحول إليها في الكبر، حتى تعتني بأبنائها التلاميذ، عناية خاصة. واستذكرت فاطمة، أيام طفولتها، قائلة: "الدخول المدرسي هو يوم خاص يشبه كثيرا عيد الفطر، من ناحية اللبس الجديد" وتواصل: "كنا نفرح ونتباهى كثيرا بثيابنا الجديدة يوم الدخول المدرسي، حتى إننا كنا نوضّب هذه الملابس بالقرب من وسادة النوم، حتى صباح اليوم الأول للدراسة"، موضحة أن هذه التقاليد والعادات الجميلة في مجتمعنا، لها طعم خاص و«رائحة خاصة"، نستشعرها إلى اليوم رغم تقدمنا في السن. أما بالنسبة ل«يوسف-س"، فلا يهتم بتقاليد وعادات الدخول المدرسي، بقدر اهتمامه بالتحصيل العلمي لابنيه، على حد قوله، موضحا أن ملابس العيد مازالت جديدة ولم يرتديانها كثيرا، لذلك يمكنهما استغلالها يوم الدخول المدرسي، لافتا في انطباعه بابتسامة خفيفة، أن "العادات والتقاليد من اختراع النساء ربات البيوت، ما دمن لا يدركن شيئا عن الشقاء الذي يتكبده الآباء لقاء تجهيز الأبناء في الدخول المدرسي، لاسيما مع تتالي المناسبات الدينية والموسمية وارتفاع النفقات الأسرية". وتشغل الملابس الجديدة الخاصة بالدخول المدرسي، حيزا هاما من تحضيرات هذا الموعد الهام، عن ذلك، تحدثت ع-عتيقة ربة البيت، عن عادات استقبال العام الدراسي الجديدة، قائلة أنه يوم مميز، يتحضر فيه التلاميذ بالتزين وحلاقة الشعر واللبس الجديد، موضحة أن علامات حلول موسم الدراسة، تظهر من خلال مشاهد الازدحام في الأسواق والمحلات، والحمامات العمومية، وصالونات الحلاقة، تأهبا للخروج في مظهر جميل يليق بالعام الجديد، مضيفة في حديثها، أن التحضيرات للدخول المدرسي في زمن سبق، لم تكن تقتضي الكثير من الأعباء والتكاليف، ليس بسبب ارتفاع أسعار الملابس والمستلزمات الدراسية فحسب، انما أيضا بسبب اشتراط الأبناء للوازم تعكس الرفاه على غرار الملابس من ماركات عالمية، حتى يتباهون بمظهرهم يوم الدخول المدرسي، كما يشترط تلاميذ الطور الابتدائي، الادوات المدرسية التي تحتوي على صور ورسومات ملونة. وتشترك العديد من المجتمعات حول العالم، في عادات استقبال الموسم الدراسي الجديد، ويمكن أن تختلف هذه التقاليد بشكل كبير بين البلدان والثقافات المختلفة، كما تتشابه أيضا في ملامح الفرح والسرور، التي تظهر على الأولياء وأبنائهم التلاميذ، يوم الدخول المدرسي.