أيام معدودة تكاد تفصلنا عن الدخول الاجتماعي بعد قرابة انقضاء العطلة الصيفية ،فنجد التلاميذ و أوليائهم دخلوا في مرحلة التحضيرات الأولية لمستلزمات الالتحاق بمقاعد الدراسة ،في وقت نجد فيه جيوب العائلات الجزائرية لم ترتح بعد خلال هذه الفترة التي تلت مناسبات متتالية شهر رمضان و عيد الفطر المبارك و الأعراس و غيرها من المناسبات التي استنزفت جيوب المواطنين. يعيش أولياء التلاميذ في هذه الأيام الأخيرة المتبقية من العطلة الصيفية سباقا مراطوني لتهيئة دخول مدرسي مريح لأبنائهم،فنجدهم اقتحموا الأسواق الشعبية و المحلات المختصة ببيع المستلزمات المدرسية و المكتبات بحثا عن الأسعار المناسبة،و لجس نبض بعض الأولياء و رصد أجواء التلاميذ الذين فضلوا مرافقة أوليائهم لاختيار الماركات المفضلة لديهم من الأدوات المدرسية امت يومية "ألإتحاد" بجولة استطلاعية في بعض أسواق و مكتبات العاصمة. محلات بيع المآزر هي الأكثر رواجا مآزر بيضاء و زرقاء و وردية بمختلف الأشكال و الأنواع داخل المحلات وخارجها تجذب أنظار المارة من أمامها و التي لا يستطيع الاستغناء عنها التلاميذ خلال مرحلتهم التعليمية خاصة في هذه الأيام التي تسبق موعد الدخول الاجتماعي الهام فنجد تلك المحلات تشهد توافدا منقطع النظير من قبل أولياء التلاميذ،إلا أنه المثير للانتباه هو ارتفاع أسعارها في كل بداية موسم دراسي جديد،ما دفع بالكثير منهم استعمال المآزر القديمة التي مازالوا يحتفظون بها و من بين هؤلاء "جميلة" التي دأبت على الإحتفاط بمآزر أبنائها كل نهاية عام دراسي"خسارة الدراهم و علاش نشريلهوم ك سنة و يخلوهوم جدد منرميهومش سيرتو مع هذا الغلا..". ..و لأنهم خافوا من ارتفاع ألأسعار و أثناء جولتنا الاستطلاعية إلى مكتبات العاصمة و بالمحلات المتخصصة ببيع الأدوات المدرسية لاحظنا أن الإقبال عليها بدأ قبل الدخول المدرسي،لأن بعض الأدوات المدرسية يعتبر شراءها من البديهيات كالمحافظ و الأقلام و غيرها،و في هذا الصدد يقول "عبد الحميد" الذي كان يرافق ولديه المقبلان على اجتياز شهادة التعليم ابتدائي"أفضل أن أقتني المحافظ و المآزر و الأقلام و غيرها من الحاجيات التي لا يستغني عنها أبنائي خلال مراحلهم الدراسية،كما تضيف "عقيلة" كانت ترافق ابنتيها لاقتناء الأدوات المدرسية أنها تسعى دائما للحصول على المستلزمات الدراسية قبل الدخول المدرسي ضمان الجودة و النوعية الرفيعة،فيما صرح ليومية "الاتحاد" أنهم أقبلوا على تلك المكتبات بحثا عن الأسعار المنخفضة و المناسبة و خوفهم من ارتفاعها في الأيام الأولى من الدخول الاجتماعي المقبل،و ذات السياق تقول"فاطمة الزهراء" من العاصمة "رانا خايفين يغلاو كثر فالدخلة تع ليكول الواحد يبروفيتي دوك خير.." و أمثال "فاطمة الزهراء" كثيرون في مجتمعنا الجزائري فهم يبحثون دائما عن الفرص لغلاء المعيشة التي باتت تكلف الكثير. الأسعار تلتهب و المواطن يحترق "لوين حابين إيوصلوا الكراس الصغير و لا بقيمتو كيفاش نديروا نخلوا ولادنا بلا قراية..بزاف الزوالي ميقدرش يشري لولادو بهذي السومة.."هي انطباعات بعض المواطنين الذين كانوا بصدد شراء الأدوات المدرسية لأبنائهم،و حين استفسارنا عن الأسعار في المحلات المختصة ببيع الأدوات المدرسية أثناء جولتنا الاستطلاعية بالعاصمة تأكدنا أن المواطن البسيط و ذوي الدخل الضعيف لا يمكنه أن يتكبد مثل هذه الأسعار رغم ما يشهده للأدوات المعروضة من جودة في النوعية فسعر الكراريس لا يقل عن 300 دينار جزائري و سعر الأقلام يصل إلى قرابة 500 دينار جزائري،فترى كما قالت أحد الزبونات التي التقت بها يومية "الاتحاد""ما محل أبناء الزوالي أمام هذه الأسعار التي ترهق حتى الغني و ما بال الفقير". التخلص من عقلية مجانية الكتب المدرسية و عدا الملابس و الحقائب المدرسية يمكن للتلاميذ التحفظ على شيء أهم و أثمن قيمة و هو الكتاب المدرسي الذي كان خال السنوات الماضية مادة لا تحتاج إلى العناية من طرف التلاميذ للحفاظ عليها حينما كانت مجانية،أما بعد أن صارت مهمة الحصول عليها من طرف الأولياء فقد تعلم أغلبهم التعامل مع الوضع بطريقة عمل بعد أن أشرف الأولياء بدورهم على المحافظة على كتب أطفالهم و تغليفها حتى يتمكنوا من استبدالها عوض شراء كتب جديدة تكفهم الكثير من ميزانيتهم،و في هذا الصدد يقول "إبراهيم" والد ثلاثة أطفال يدرسون في الطور الابتدائي "غاليين بزاف الواحد يشري كراريس جدد و يحافظ على كتب قدم سيرتو واحد عندو أربعة و لا خمسة أولاد ربي إيكون معاه"،فهكذا أصبح اكتاب مقدسا في امجتمع الجزائري بعد أن تخلص من عقلية "الكتب باطل تع البايلك". الدروس الخصوصية تستنزف الجيوب.. و بإجماع من أغلب أولياء التلاميذ خاصة هؤلاء المقبلون على اجتياز شهادتي البكالوريا و التعليم المتوسط يبقى همهم الأكبر هو الاستنزاف الذي يتعرضون له بشك متجدد من طرف أساتذة الدروس الخصوصية فهم يستغلون مثل تلك الفرص فنجدهم قد شرعوا في تقديم خدماتهم مباشرة بعد عيد الفطر المبارك،لذا باتت مستلزمات الدخول المدرسي نقطة في بحر مصاريف التمدرس الذي أبى أساتذة اليوم أن يخرجوه م مجانيته ليصير مقابل تكاليف باهظة الثمن لا تقدر عليها الأسر متوسطة و ضعيفة الدخل.