أعلنت حكومة الوحدة الوطنية الليبية عزمها على استيراد مساكن جاهزة الصنع لمتضرري الفيضانات التي ضربت مدنا شرقي البلاد في 10 سبتمبر الماضي، ودمّرت أكثر من 5 آلاف منزل جلها في مدينة درنة. جاء الإعلان خلال اجتماع، عقد أمس الأول في طرابلس، تابع خلاله رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، ورئيس ديوان المحاسبة خالد شكشك، مع مسؤولين حكوميين الإجراءات الحكومية بشأن المناطق المنكوبة، وفق بيان للحكومة. ونوقشت خلال الاجتماع "الخطوات المزمع اتخاذها لاستكمال الوحدات السكنية بمدينة درنة"، في إشارة ل 2000 وحدة سكنية غير جاهزة لم تتضرر من الفيضانات. كما ناقش الاجتماع "توريد مساكن جاهزة عن طريق صندوق الإنماء الاقتصادي والاجتماعي لإيجاد حلول عاجلة للمواطنين". وحضر الاجتماع، وفق البيان، "رئيس الفريق الحكومي للاستجابة السريعة والطوارئ، وزير الحكم المحلي، بدر الدين التومي، ووزير الدولة لشؤون رئيس الحكومة عادل جمعة، ومديري إداراتي الرقابة على القطاع السيادي والشركات". وقدّم التومي بحسب البيان، "موقفا عاما حول خطة العمل الجاري تنفيذها، والتي ترتكز في المرحلة الحالية على قطاعي الصحة والتعليم من خلال الاهتمام بالمراكز الصحية والمستشفيات والمدارس والجامعات"، وهي مؤسسات دمرت الفيضانات معظمها. وفي 10 سبتمبر الماضي، اجتاح الإعصار "دانيال" عدة مناطق شرقي ليبيا أبرزها مدن بنغازي والبيضاء والمرج وسوسة بالإضافة إلى مناطق أخرى، بينها درنة التي كانت المتضرر الأكبر. وفي 15 سبتمبر من الشهر ذاته، أصدر جهاز مشروعات الإسكان والمرافق بحكومة الوحدة الوطنية تقريرا أوليا، أوضح أن "عدد المنازل المتضررة نتيجة السيول والانجرافات في المناطق المنكوبة يقدر بحوالي 5000 منزل". ووفق مسؤولين محليين، فإنّ أكثر المدن المتضررة كانت درنة وذلك جراء انهيار السدود التي كانت تحبس المياه داخل "وادي درنة" الضخم الذي يشطر المدينة لنصفين، الأمر الذي تسبب في دمار أحياء كاملة. عدد وفيات درنة يرتفع إلى 4168 تمّ الأحد انتشال سبع جثث من ضحايا كارثة درنة، ليرتفع عدد الوفيات في المدينة إلى 4168 ضحية. وفي وقت سابق، قدّرت مفوضية الأممالمتحدة السامية لشؤون اللاجئين أعداد النازحين جراء الفيضانات المدمرة التي اجتاحت مناطق شرق ليبيا بأكثر من 40 ألف شخص، من بينهم 30 ألفا من مدينة درنة وحدها. طلب مساعدات استعجالية من ناحية ثانية، طالب برنامج الغذاء العالمي بتمويل عاجل قدره 6.5 مليون دولار على الأقل، لمساعدة 100 ألف شخص من المتضررين من الفيضانات والسيول التي اجتاحت شرق ليبيا. وقال البرنامج في تقرير له، إنّه قدّم 131 طن من المواد الغذائية إلى 21 ألفا و500 شخص من المتضررين في 11 منطقة منكوبة شرق ليبيا حتى الآن. وأكّد الاستمرار في تقديم المساعدات الغذائية الطارئة عبر الشركاء، وبينهم الوكالة الليبية للإغاثة والمساعدات الإنسانية. ولفتت المنظمة الأممية، إلى أن الوضع لا يزال هشا في شمال شرق ليبيا.