أفاد مدير المدرسة، العقيد كسال مالك أن الدفعات المتخرجة تلقت تكوينا علميا في الوقاية والتدخل لفترة تكوينية، شملت جل التخصصات والتدريبات التي تؤهل رجال الحماية المدنية لأداء مهامهم باحترافية خاصة وأن برنامج التكوين يشهد تحديثا مستمرا ليواكب آخر المستجدات والتطورات، ما أنتج كفاءات بشرية على استعداد تام، تتأقلم مع أصعب التحديات والكوارث التي قد تواجهها البلاد خاصة في ظل التغيرات المناخية التي يشهدها العالم اليوم. وفي هذا المقام، أشار العقيد كسال إلى أن سلك الحماية المدنية قطع أشواطا كبيرة نتيجة تبني إستراتيجية عصرية ترمي إلى تحقيق وتوفير الأمن والسلامة عن طريق التغطية العملية لمختلف أرجاء الوطن، وهو ما تعكسه المهنية التي تطبع رجال الحماية المدنية، وهذا بعد أن وضعت المديرية صوب أعينها الرفع المستمر لمستوى الأداء المهني، وجعل الهدف الأسمى يتمثل في تطوير القدرات وتوجيهها إلى خدمة المجتمع وحمايته، مع التحلي بالصبر وروح التضحية في العمل الذي يكتسي أبعادا إنسانية وأخلاقية بحكم ارتباطه بسلامة الأشخاص وممتلكاتهم. لقد أصبح لزاما - يضيف العقيد كسال - صون الوطن من خلال جهاز عصري، مبرزا الأهمية التي يكتسيها التكوين والتأهيل الذي يتماشي مع التطورات الصناعية والتكنولوجية التي تعرفها البلاد، وهو ما يستدعي التحكم في التقنيات الحديثة. واستطرد المتحدث قائلا، إن الدفعات المتخرجة تضمّ 27 طبيبا ملازم أول، و600 عون من الولايات العشرة المستحدثة مؤخرا ضمن إستراتيجية السيد رئيس الجمهورية، تلقت تكوينا نظرنا وعمليًا، حيث استفاد البعض منهم من تكوين متخصّص في قيادة شاحنات الإطفاء لتأهيلهم لأداء مهامهم بكل مهنية واحترافية. وكشف العقيد كسال، أن الدولة الجزائرية تقوم سنويا بتكوين ضباط في مجال الحماية المدنية على مستوى المدرسة الوطنية للحماية المدنية لفائدة الدول الشقيقة والصديقة، في إطار التعاون الدولي، حيث تمّ تكوين خلال سنتي 2024 2023 ستة عناصر من الجمهورية الإسلامية الموريتانية، قصد تمكينهم من الارتقاء إلى رتبة ملازم، وكذا ثلاثة عناصر من الجمهورية العربية السورية الذين استفادوا من دورتين تكوينيتين، الأولى في مجال الإطفاء الإسعاف والإنقاذ، والثانية في مجال التدريب والإجلاء وإدارة الكوارث إضافة إلى هؤلاء، ثلاثون عنصرا بين ضباط وضباط صف من دولة فلسطين، منهم من يتابع دورة تكوينية في مجال مكافحة مختلف الحرائق، وآخرون يتابعون دورة تكوينية في مجالات الإسعاف الإنقاذ تحت الردوم، تسيير الكوارث وقيادة العمليات. ولأن تخرّج الدفعات تزامن والاحتفال بعيد العمال المصادف للفاتح ماي الذي تحتفل به معظم دول العالم، قال العقيد كسال أن العمل يعد من القيم الأساسية التي تعزّز الثقافة الإيجابية وتدعّم التنمية الاجتماعية والاقتصادية، فلا يمكن النهوض بالمجتمعات إلا بتعزيز دور العمل فينا وتقدير العاملين، فهم بمثابة السواعد الدافعة التي تحرك العجلة الاقتصادية وتعزّز التنمية الشاملة. وفي المقام، حثّ مدير المدرسة كافة المتخرجين على المضي في العطاء والمثابرة في العمل والتحلي باليقظة الدائمة والمستمرة في سبيل تحقيق أمن المجتمع واستقراره المستدام. تجدر الإشارة إلى أن كل عناصر هذه الدفعة من الأعوان سوف يستفيدون مباشرة بعد تخرجهم من تكوين تطبيقي على مستوى وحدات الحماية المدنية للولايات ذات نشاط عملي مكثف، قصد تمكينها من اكتساب خبرة كافية تمكّنهم من أداء مهامهم النبيلة بكل ثقة وكفاءة. مناورات تعكس احترافية وجاهزية أبطال الجزائر وعرف حفل التخرّج جملة من المناورات أظهرت الدفعة المتخرجة من خلالها، الدور البارز الذي يلعبه القطاع في مجال حفظ وحماية المواطنين وممتلكاتهم من خلال جملة من الاستعراضات المتمحورة حول طرق تدخل الفرق المختلفة للسلك، خلال حوادث المرور والحرائق وزلازل وغيرها من الكوارث والمخاطر التي قد تهدّد أمن الوطن، مستعرضين أهم الوسائل المادية التي تترجم بدورها اهتمام الدولة بعصرنة هذا القطاع. مناورات في قمة الدقة والاحترافية كانت مدعمة بطائرات المروحية والفرق السينوتقنية، عكست التكوين الجيد الذي يتلقاه رجال الحماية أثناء مختلف مراحل التربص واستعدادهم البدني والنفسي لتحمل الصعاب والشدائد أثناء تأدية واجبه المتمثل في إنقاذ الأرواح.