لا يمكن لأي طرف أن يحرّض الشباب ضد بلاده مواصلة مسيرة الارتقاء ببلادنا إلى مصاف الدول الراقية لن يكون أيّ قرار يخص الشباب والطلبة دون إشراكهم فيه تسخير البحث العلمي في حلّ المشكلات الطبية والاقتصادية والفلاحية الدولة حريصة على التكفل بالمنظومة التربوية والتكوين والتعليم 115 مؤسسة جامعية بمليون و650 ألف طالب و72.500 أستاذ وباحث منشآت وهياكل متزايدة جعلت جامعتنا مصنفة الأولى عربيا وإفريقيا ومغاربيا دراسة تحفيزات بعض التخصصات العلمية وإمكانية رفع منحة الطلبة فيها جدد رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، التزامه بالحفاظ على الطابع الاجتماعي للدولة الذي تجلى من خلال استحداث منحة البطالة ومواصلة إنجاز السكنات وتوزيعها على المواطنين، الى جانب مجانية العلاج والتعليم. أشاد رئيس الجمهورية في كلمة له خلال إشرافه على مراسم الاحتفال باليوم الوطني للطالب، الذي نظم تحت شعار "الطالب الجزائري.. من المقاومة والتحرر إلى العلم والتعمير"، بنضج الشباب الجزائري وحسه الوطني، مشددا على أنه "لا يمكن لأي طرف أن يحرض الشباب ضد بلاده". ودعا في هذا الإطار الشباب الى المشاركة بقوة في الاستحقاقات الانتخابية القادمة. أكد رئيس الجمهورية، أن الأرقام المحققة في قطاع التعليم العالي والبحث العلمي دليل على الخطوات العملاقة التي خطتها الجزائر في هذا المجال، داعيا الشباب والطلبة الى مواصلة مسيرة الارتقاء بالجزائر إلى مصاف الدول الراقية في ميدان البحث العلمي وتسخيره لحل المشكلات الطبية والاقتصادية والفلاحية. وأضاف الرئيس، أن قدرة الطلبة على امتلاك العلوم والمعارف والتحكم في التكنولوجيات الحديثة يترجم حرص الدولة على التكفل بالمنظومة التربوية والتكوين والتعليم بصفة عامة. وبعد أن ذكر بأن الجزائر غداة الاستقلال كانت تتوفر فقط على عدد ضئيل من الطلبة، مع تمركز التعليم الجامعي بالجزائر العاصمة، كشف رئيس الجمهورية أن "بلادنا أصبحت لديها اليوم 115 مؤسسة جامعية بمليون و650 ألف طالب يؤطرهم ما يقارب 72.500 أستاذ وباحث، علاوة على 30 مركزا للبحث العلمي ب2250 باحث".وأشار الرئيس في هذا الصدد، إلى أن الدولة رصدت "إمكانيات مالية معتبرة ومنشآت وهياكل متزايدة وكذا موارد بشرية مؤهلة أصبحت بفضلها الجامعة الجزائرية اليوم مصنفة الأولى عربيا وإفريقيا ومغاربيا". وشدد رئيس الجمهورية على أهمية "الارتقاء بالجزائر الى مصاف الدول المتقدمة في مجال العلوم والتكنولوجيا"، معربا عن أمله في أن تكون المدارس الوطنية العليا "الفريدة من نوعها إفريقيا وعربيا بداية لانطلاقة جديدة". كما أشاد رئيس الجمهورية ب«حماس الشباب الجزائري في حماية البلاد من الهجمات السيبرانية"، مبرزا أن الجزائر "ستعرف، بفضل الذكاء الاصطناعي وبوعي شبابها، انطلاقة بنفس جديد للارتقاء بالوطن الى أعلى المستويات". من جهة أخرى، ذكر رئيس الجمهورية بتضحيات الطلبة الجزائريين، مشيرا الى أن إضراب الطلبة في 19 ماي 1956 والتحاقهم بصفوف الثورة التحريرية المجيدة والكفاح المسلح، "تم في وقت كان فيه لهيب الثورة التحريرية المجيدة يحرق أحلام المستوطنين في دوام فردوسهم على أرض شعب عازم على ردع الاعتداء". وأضاف الرئيس تبون، أنه في مثل هذا التاريخ "اختارت نخبة من الطلبة من طينة الشهيدين طالب عبد الرحمان وعمارة رشيد ومن معدن المرحومين محمد الصديق بن يحيى وبلعيد عبد السلام وآخرين، رحمهم الله وأطال الله في عمر من بقي على قيد الحياة، وكل الذين ناضلوا تحت سقف الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين، الانخراط في ثورة التحرير المباركة". واستطرد رئيس الجمهورية قائلا، بأن هذا الانخراط زاد الثورة التحريرية "إشعاعا مع تضحيات الشعب الجزائري وتعاطف الشعوب في كل أصقاع المعمورة، لذلك يحق لنا الاعتزاز بهم في هذا اليوم إجلالا لأرواح الشباب الوطنيين الأحرار الذين خلدوا أسماءهم وذكراهم في مدرجات الجامعات وأقسام الثانويات ليظلوا مثالا وقدوة للأجيال". واستمع رئيس الجمهورية إلى انشغالات وتطلعات الطلبة من مختلف جامعات الوطن، حيث أكد أنه لن يكون هناك أي قرار يخص الشباب والطلبة دون إشراكهم فيه وموافقة المجلس الأعلى للشباب، مشيرا الى أنه سيتم "إعادة النظر في كثير من الأمور التي تخص الطالب والجامعة، وذلك بالتشاور مع الأسرة الجامعية من طلبة وأساتذة وتنظيمات طلابية". وأمر رئيس الجمهورية وزير التعليم العالي والبحث العلمي، بالعمل مع كافة مؤسسات القطاع من أجل "دراسة التحفيزات المتعلقة ببعض التخصصات العلمية وإمكانية رفع منحة الطلبة فيها". كما نوه رئيس الجمهورية بتواجد باحثين جزائريين بارزين في العديد من الدول، معتبرا أن نجاح هؤلاء الباحثين يعكس مستوى التكوين الذي تقوم به الجامعة الجزائرية وكذا تشجيعه لطلبة أبناء الجالية الوطنية بالخارج. وأبرز في هذا الشأن، أهمية انخراط القطاع الخاص في تمويل المشاريع الإبداعية، على غرار ما هو معمول به في الدول المتقدمة، مشيرا الى أنه سيتم رصد ميزانيات إضافية لتجسيد مشاريع وأفكار الشباب الإبداعية. في سياق آخر، أكد رئيس الجمهورية على ضرورة استلهام العبر من "تاريخنا وماضينا المشرف، تقديرا لتضحيات من سبقونا"، منتقدا الأطراف التي "تخشى تاريخ الجزائر وكفاحها المرير وذاكرتها الجماعية". وبالمناسبة، تلقى رئيس الجمهورية عبارات الشكر والامتنان من طرف الطلبة الفلسطينيين الذين يزاولون دراستهم بالجامعات الجزائرية، اعترافا بموقفه الداعم للقضية الفلسطينية في كافة المحافل الدولية.