أحيت الجمعية الموسيقية الأندلسية "نجمة" من مدينة البليدة، حفلا فنيا ساهرا بالجزائر العاصمة، أمتعت خلاله الحضور بمقتطفات من رصيد التراث الموسيقي الأندلسي العريق والنوبات وروائع الطقطوقات الشعبية. وشهدت الفقرة الأولى من هذا الحفل الأندلسي الذي استمر لحوالي الساعتين بقصر الثقافة مفدي زكرياء، تحت قيادة رئيس الجوق صامتي محفوظ، تقديم مجموعة من المقاطع المنتقاة من توشية "نوبة الديل" من طرف عدد من تلميذات القسم الأعلى للجمعية، وهنّ يرتدين اللباس التقليدي البليدي، تلاها مزيج مبهر لنوبات ثلاث وهي "رصد الديل" و«الديل" و«الرمل ماية"، إلى جانب عدّة وصلات من التراث الأندلسي العريق، التي تمثل المدرسة العاصمية لموسيقى الصنعة والعروبي.. وذلك بمشاركة أكثر من 15 عضوا من مختلف أقسام الجمعية. وتميّزت هذه الفقرة بالأصوات الفردية للجمعية التي أدّت بعض الأغاني، على غرار الثنائي ذي الصوت الشجي قرناح إلهام وخروبي أحمد، الذين أديا مجموعة من انقلابات وانصرافات واستخبارات ضمنها "زارني محبوب قلبي" و«قم ترى"، "متى نستريحو من وحش الحبايب" و«واحد الغزيل". وقدّمت الفنانة خروبي سليمة ضمن القسم الثاني من هذا الحفل المندرج في إطار البرنامج السنوي للجمعية، أغاني أندلسية جميلة اشتهر بها عديد عمالقة الفنانين الجزائريين، حيث أبدعت بصوتها الراقي في أداء برنامج أغاني مزج بين ريبرتوار المدرسة العاصمية والطابع العروبي والحوزي وأغاني المنوعات، منها مقطع من نوبة "الذيل" في طابع الموال وبطايحي بعنوان "مالت الشمس" ودرج "يا أيها النائمون لا ترقدوا" وخلاص رصد اليدل بعنوان "ريم رمتني" ومقاطع أخرى. كما استمتع الحضور بصوت ذات المطربة بوصلات موسيقية متنوعة من سجل الأغنية الحوزية الخفيفة ضمنها "يا قلبي خلي الحال يمشي على حالو" ، "سلي همومك في ذا العشية"، "السماح يا عين"، "تفكرت وجرات دمعتي ما نطولش نعمل دارة"، "العطار"، "شهلة لعياني" وغيرها من الطقطوقات.