أحيت المطربتان المتألقتان في سماء الأغنية الأندلسية نادية بن يوسف ونرجس، يوم السبت بأوبرا الجزائر -بوعلام بسايح- حفلا فنيا ساهرا تم خلاله تقديم باقة متنوعة من ريبرتوار الأغنية الأندلسية العريقة والطابع الحوزي والعروبي والشعبي بمرافقة الفرقة النسوية التابعة لأوبرا الجزائر تحت إشراف نجيب كاتب. واستهل الثنائي الفني الحفل الفني الساهر بأداء مشترك لنخبة من ايقونات التراث الموسيقي الأندلسي لمدرسة الصنعة العاصمية على غرار انقلابات انصرافات وحوازات ونوبات " يابديع الحسن"،"زاد عشقي والغرام "،" يا قلبي خلي الحال "،"نتوب لله"، " قدك يسبي الروح والعقل " فضلا على أغاني عمالقة الأغنية الشعبية الراحلين كالحاج امحمد العنقى ، الهاشمي قروابي والحاج مريزق . إقرأ أيضا: سهرة فنية شبابية في ختام المهرجان الثقافي الأوروبي ال 21 واستمتع الجمهور بوصلات فردية من أداء الفنانة نرجس التي أبدعت في أداء روائع مدرسة الصنعة العاصمية وكذا توليفة من أغاني الشعبي لتعكس بذلك تجربة فنية قوية وواعية ساهمت على مدار 50 عاما في حماية هذا الموروث الموسيقى الجزائري العريق بعناصره . وتفاعل الحضور من العائلات وفق الاحترام الصارم لتدابير الوقاية من تفشي فيروس كورونا مع أداء المطربة الأنيقة نرجس بلباسها العاصمي من خلال شذرات ومقتطفات من نوبات على غرار نوبة "غريب" و"سيكا" التي يمتزج فيهما معنى الولع والفراق باهازيج اللقاء والوصل. من جهة ثانية، استقطبت المطربة نادية بن يوسف في توليفة بديعة ايقونات الطابع الحوزي والعروبي والمسامعي اهتمام الجمهور الذي تراقص على أنغام أعرق الاغاني الأندلسية حيث اختارت المطربة برنامج يعكس ثراء النوبة الأندلسية ومدرسة الصنعة العاصمية والشعبية وتنوعها منها اغاني الشيخ امحمد العنقى والهاشمي قروابي و فضيلة دزيرية تضم " آه مايلي صدر حنين "، "يابلارج يا طويل القايمة "، "دزاير ماشاء الله "،" ياعشاق الزين "، " حين تصفار العشية "، " الوردة العكرية "، "القهوة واللاتاي "،" الشمعة ". كما تناغم عزف أعضاء الفرقة النسوية لأوبرا الجزائر تحت إشراف الفنان نجيب كاتب، في ختام الحفل مع أداء الفنانتين نادية بن يوسف ونرجس اللتين رحلتا سويا بالحضور إلى زمن ساحر على إيقاع أنغام الفن الاصيل والأغنية حيث أطربتا الجمهور بفسيفساء تراثية لكبار الفنانين والمؤلفين الجزائريين. وبالمناسبة عبر الجمهور الذي استمتع بالحفل على مدار فاق ساعتين من الزمن الأندلسي عن سعادتهم الكبيرة لحضورهم الحفل الذي تميز باسترجاع لحضات سحرية لأشهر الاغاني الحوزية التي ماتزال حية في الذاكرة الفنية وذلك رفقة عائلاتهم وتعطشهم لمثل هذه الحفلات الراقية التي افتقدوها منذ فترة بسبب فيروس كورونا .