أحيت الجمعية الثقافية «أهل الفن» للموسيقى والرقص والمسرح، بالجزائر العاصمة، حفلا فنيا استمتع خلاله الجمهور الحاضر بباقة متنوعة من الوصلات الأندلسية الراقية، وذلك في إطار البرنامج الفني الذي أعدته مؤسسة فنون وثقافة لولاية الجزائر لمرافقة بطولة أمم إفريقيا لكرة القدم للاعبين المحليين (شان 2022). وأتحفت فرقة براعم الجمعية الثقافية الجمهور الحاضر بقاعة ابن خلدون ضمن برنامج الفقرة الأولى من هذا الحفل، الذي استمر لحوالي الساعتين بمقتطفات ثرية من روائع الطابع الحوزي والشعبي من طرف أزيد من 20 تلميذا أبدعوا عزفا وأداءا ضمنها «زارني المليح»، «حان الميعاد بيننا»، «واحد الغزيل»، كما أدت في هذا الإطار عدة وصلات من التراث الشعبي العريق كأغنية «بهجة بيضاء ما تحول» لأيقونة الغناء الشعبي الراحل دحمان الحراشي، وغيرها من أغاني الراحل الهاشمي قروابي ومنها «ابدا عمري ما نزيد نتلفت لورايا»، وكذا اغنية الراحل الحاج مريزق «القهوة واللاتاي». وتميزت هذه الفقرة بقيادة رئيس الجوق هاني بورحلة بالأصوات الفردية للجمعية التي أدت بعض الأغاني خارج تلك المؤداة جماعيا وبالأداء الجميل أيضا للاستخبارات، أبرزت إمكانيات ومهارات عالية لدى البراعم في العزف على مختلف الآلات الوترية والنفخية. وقد ضمّ برنامج السهرة المتنوعة في الجزء الثاني جلسة تراثية مع الفرقة النسوية التابعة للجمعية التي تم استحداثها مؤخرا، حيث قدّمت بانوراما من الأغاني الشهيرة في الطابع الحوزي والعروبي ومجموعة منتقاة من انصرافات ومصدرات وبطايحي تفاعل معها الجمهور على غرار «زارني المحبوب»، «افنيت عمري»، «أبوح باسراري»، «يا عاشقين عيون»، «اسمع للفال الزين»، «ما وجع قلبي»، وغيرها من روائع الأغنية الحوزية. وقد تمكّن الجمهور المولع بالفن الاندلسي من التمتع بأداء مميز للفرقة الموسيقية النسوية المحترفة، حيث ابدوا اعجابهم وتأثرهم بما انتجه اسلافهم من اشعار راقية وقصائد بديعة النسج. وأدت الفرقة الموسيقية في الجزء الثالث من العرض الموسيقي، مقتطفات ووصلات من الألبوم الجديد الذي اصدرته الجمعية بعنوان «اندلوزيريا»، الذي يضم أكثر من 20 أغنية وهي إعادة توزيع موسيقي ببصمة خاصة لنخبة من ريبرتوار عمالقة الشعبي كالفقيدين عمر الزاهي والهاشمي قروابي، كما استمتع الجمهور بلوحات كوريغرافية تعكس مختلف الرقصات الشعبية المنتشرة على المستوى الوطني بكل ما تحمله من جماليات الأزياء التقليدية والحلي المحلية. وبالمناسبة أشارت رئيسة جمعية «أهل الفن»، نسرين بورحلة أن «الجمعية تعمل من أجل المحافظة على تراث الفن الأندلسي، والعمل على تكوين وتلقين الشباب والأطفال أصول الموسيقى الأندلسية ومختلف مدارسها باعتبارها إرثا ثقافيا جزائريا أصيلا، حيث يوجد عدة أقسام للتكوين خاصة بمختلف الفئات العمرية»، موضحة أنّ الجمعية «شاركت مؤخرا في العراق ضمن مهرجان دولي أين قدّمت فسيفساء موسيقية أندلسية أمام الجمهور العراقي والمشاركين، وذلك لإبراز الموروث الثقافي الغني للجزائر».