قال الدكتور طارق ثابث من جامعة أم البواقي أن الأسابيع الثقافية تقوم بدور هام وحيوي في خدمة وتوطين وتطوير الثقافة المحلية، بكل تجلياتها من خلال بعث الاحتكاك بكل الناشطين في الحقل الثقافي، وبحث المشكلات التي تعترض سير وتطور الفعل الثقافي المحلي، لكل منطقة وولاية في مختلف تجلياتها، للوصول إلى حلول مثلى وموثوقة، مبنية على أسس علمية موضوعية للفعل الثقافي المحلي. وأضاف طارق ثابث في حديث ل«الشعب" أن الأسابيع الثقافية تؤدي إلى تحسين عمل مؤسسات القطاع، ورفع مردودها وموثوقيتها، لتخليصها من الشوائب العالقة، وإبراز معالمها الأصلية النقية والحفاظ عليها بحفاظهم على التراث المعنوي والمادي للفعل الثقافي المحلي، مشيرا إلى أن ذلك يتأتّى من خلال المعارض والأبحاث والدراسات والندوات واللقاءات التي توضح أهمية الموروث المحلي الثقافي. ومن هنا حسب المتحدث تظهر أهمية عقد مثل هذه التظاهرات، لإبراز الموروث الثقافي والحضاري عبر العصور، والذي يجب المحافظة عليه وتطويع التكنولوجيا الحديثة لحمايته والاستفادة من وسائل الاتصال الحديثة للترويج له، كونها يقول تُعد عاملا مساعدا في الحفاظ على مثل هذه الصناعات التراثية، "لأن جوهر عملية الحفاظ والحماية تكمن في استمرارية حياة منتجات التراث الثقافي المحلي لكل ولاية والتعريف به، ووضعه أمام المتلقي في كل ولاية من ولايات الوطن". من جانب آخر ترى الأديبة "رقية هجريس" أن المهرجان الثقافي المحلي للفنون والثقافات الشعبية، هو امتدادا لما تم تكريسه عام 2007 خلال تظاهرة "الجزائر عاصمة الثقافة العربية"، باستضافة كل ولايات الوطن في أسابيع ثقافية محلية ثنائية، على شكل توأمات ثقافية بين ولايات الوطن، مشيرة إلى هذه التظاهرة ترمي أساسا إلى إبراز التنوع الثقافي عبر ربوع الوطن، كما تسمح بالإطلاع على عادات وتقاليد العديد من مناطق البلاد التي تكتنز التراث الثقافي والفني. وقالت إن المهرجان الثقافي المحلي للفنون والثقافات الشعبية، هو جملة من الفعاليات الثقافية والتراثية التي تسعى من خلالها وزارة الثقافة إلى خلق الإبداعات الوطنية وتنميتها وتبنيها، ومنحها فرصة الظهور جنبا إلى جنب، من خلال الأسابيع الثقافية بين ولايات الوطن من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب. وأشارت المتحدثة في ذات السياق إلى أن الساحة الوطنية شهدت العديد من الفعاليات، ومن إيجابياتها حسبها أنها قربت المسافات بين مختلف جهات وطننا الشاسع، وأحدثت تفاعلا بين أفراد المجتمع من جهة، وبين الموروث الثقافي المتنوع من جهة أخرى، قائلة إن هذه الأسابيع مدرجة في رزنامة النشاطات الثقافية لكل مديرية، والتي تهدف إلى التعريف بالموروث الثقافي للولاية، من خلال مختلف النشاطات التي تنظمها، كمعرض الصناعات التقليدية القديمة، إضافة إلى الأكلات الشعبية التقليدية، ومعرض الفنون التشكيلية والمخطوط، والتي تشهد حضورا متميزا للفنان وإبراز دوره في مجتمعه، فضلا تقول عن تنظيم عروض فولكلورية مستمدة من عمق تراث المنطقة، والتي تنشطها جمعيات خاصة، إضافة إلى مشاركة الفرق العصرية بمختلف طبوعها. وأضافت "رقية هجريس" أن المعارض الخاصة بالمواقع الأثرية والسياحية تساهم في التعريف بكل ولاية، وما تزخر به من تراث ومواقع تجلب السواح، وبخصوص الأدب، أكدت المتحدثة أن هذه الفعالية تخصص فضاء رحبا له، حيث يصدح شعراء الشعر الفصيح والشعبي، بما جادت به القرائح من أشعار وطنية، واعتبرت في ختام حديثها الأسابيع الثقافية مناسبة لتعريف أفراد المجتمع بالحضارات المتعاقبة على بلادنا، وما تركته من بصمات.