صنعت ولاية خنشلة التميز في الانتخابات الرئاسية التي، اختتمت يوم الخميس، حيث بلغت نسبة المشاركة في هذه الولاية 42,97 بالمائة، وتعتبر هذه النسبة رسالة قوية من سكان خنشلة لكل المشككين في وحدة الجزائر وبعض الروايات التي تصب في خانة انتشار الجهوية في بلادنا، وخاصة في المجال السياسي، وبتلك النسبة والأخرى المسجلة في ولاية تبسة ب 76,91 بالمائة وباتنة بأكثر من 85 في المائة، يؤكد سكان هذه الولايات تمسكهم بوحدة البلاد ودحر كل الادعاءات التي انتشرت بسرعة البرق قبل الانتخابات بخصوص وجود مقاطعة لولايات شرق البلاد. رد الشعب الجزائري، بقوة، في الانتخابات، ووجهت كل ولاية رسالة خاصة صبت كلها في خانة التأكيد على وحدة الشعب الجزائري والتفافه حول قيادته ورفضه لأية محاولة لزرع الجهوية والتفرقة بين أبناء الوطن الواحد، فجميع الولايات، بدون استثناء، صنعت سنفونية واحدة، بغض النظر عن اللون أو المترشح الذي اختاره كل فرد زادت من نجاح الانتخابات الرئاسية التي ستكون درسا في الديمقراطية لجميع من حاول استغلال الموعد لزرع البلبلة والعنف. العاصمة تعود بقوة سجلت الجزائر العاصمة نسبة مشاركة وصلت إلى 76,64 بالمائة، وهي نسبة معتبرة بالمقارنة مع جميع الانتخابات التي سبقت موعد 9 أفريل ,2009 وبالتالي تسجل العاصمة عودتها الى الساحة السياسية، وهي التي كانت دائما متهمة بتفضيل الرياضة عن السياسة، وكذا التقصير في حب الوطن، ولقن شبابها، الذي كان مثلا في »الحرڤة« والعنف في الملاعب وغيرها من الآفات، درسا في الانضباط والاستجابة لنداء الوطن بعد أن ظن الجميع بأن المقاطعة ستكون أكبر بكثير. ويظهر أن العاصميين الذين كانوا ينفرون من السياسة قد اقتنعوا بضرورة المشاركة السياسية والانخراط في مسار بناء الأمة والتخلص من مقاطعة السياسة لفتح صفحة جديدة لتدعيم المكاسب وتحقيق الآمال والطموحات مع القيادة السياسية في البلاد. ويمكن أن نعلق على مشاركة الولاية رقم 16 بالتخلص من مخلفات الأزمة الوطنية التي شهدت العاصمة معظم مآسيها، وقد تكون نسبة المشاركة المعتبرة صكا على بياض لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة لمواصلة برنامجه وتجسيد مخططاته التي تعتمد على المصالحة الوطنية وحل المشاكل العالقة لبناء أرضية صلبة لجزائر الغد. وشكل الشباب العاصمي ديكورا هائلا يوم الانتخاب حيث حل باكرا بمختلف مدارس العاصمة لتأدية الواجب، وكأنه يقول للرئيس، لقد قمنا بالواجب، وننتظر رد الجميل بحل مختلف المشاكل التي تعاني منها البهجة. منطقة القبائل تجسد المصالحة وتنتظر المزيد من التنمية ألحق سكان منطقة القبائل هزيمة نكراء بدعاة المقاطعة حيث شكلت نسبة المشاركة بولاية بجاية 36,29 بالمائة وتيزي وزو 75,30 بالمائة، هجوما معاكسا، وأكدوا من خلالها، تفضيل فتح صفحة جديدة مع السلطة لبناء مستقبل تميزه التنمية والتخلص من عقلية الانسداد التي يحاول البعض الإبقاء عليها في المنطقة لتحقيق أغراض ضيقة وخدمة مصالح أثرياء الأزمات. ولايات الجنوب تجدد تمسكها بالاستمرارية والوفاء للوطن لم تنزل نسب المشاركة، من قبل، بولايات الجنوب تحت 71 بالمائة، وهي أرقام مهمة جدا سياسيا، فالجنوب خصه الرئيس بزيارات مكوكية ومتعددة لتدارك التأخر في التنمية، وتعتبر هذه المشاركة صك ضمان قوي لمواصلة سياسته في الجنوب وتعزيزها أكثر بالمزيد من البرامج والمشاريع التي تحسن الوضع المعيشي وتخلق قيمة مضافة للاقتصاد الوطني.