أحيت أمس، سكيكدة الذكرى ال59 لمعركة وادي زقار التاريخية ببلدية عين قشرة، بحضور رئيس المجلس الشعبي الولائي والأسرة الثورية، رفقة مجاهدي المنطقة، وقد تم بالمناسبة الوقوف عند النصب التذكاري المخلد للمعركة للترحم على أرواح الشهداء وقراءة الفاتحة واستذكار مآثر الشهداء الذين سقطوا بميدان الشرف في 11 ماي 1957. معركة وادي زقار إحدى أهم المعارك التي عرفتها الولاية الثانية التاريخية، لنجاحها التام وتأثيرها على الجيش الفرنسي، وفي المقابل أثرها النفسي والمعنوي على المجاهدين، حيث تم تدمير قافلة تموين عسكرية عن آخرها كانت مدججة بالعتاد والسلاح، وقد اختار مسؤولو الولاية الثانية التاريخية منطقة زقار لتنفيذها، حسبما أكده بعض المجاهدين الذين شاركوا بالمعركة. وحسب نفس المصادر، فقد قام مجموعة من الجاهدين آنذاك على رأسهم علي مسعود ودخلي مختار المعروف ب»البركة»، وبلوصيف رابح وكذا عبد الوهاب عيسى وبوالكرشة لخضر على تنظيم الكمين وتنفيذه، حيث نصب فيلق يبلغ تعداده 600 مجاهد كمينا لقافلة عسكرية فرنسية تتكون من 17 حافلة عسكرية معبأة بالجنود الفرنسيين ومعهم ثلاث دبابات وسبع سيارات مدنية، وقد اصطفى المجاهدون على جانبي الطريق وبمجرد أن دخلت القافلة وسط الكمين قاموا بإطلاق النيران من الجانبين، وقد أسفرت المعركة عن استرجاع عديد الأسلحة والرشاشات الثقيلة فيما تم قتل 93 جنديا في صفوف العدو وأسر 12 جنديا، أما جيش التحرير فقد استشهد منه ثلاثة مجاهدين وجرح أربعة آخرين، وكان رد فعل المحتل قاسي جدا، حيث قامت في اليوم الموالي بتدمير قرى ومداشر واحراق المنازل وقتل المدنيين ومواشيهم وإعلان منطقة عين قشرة «منطقة محرمة».