أعيان أعراش ببسكرة يحددون تكاليف الزواج ب 25 مليونا

إلغاء "الخاتم" وتفادي التباهي بهدايا العروس

اتفق ممثلو أعراش بلدية مزيرعة ببسكرة على ضبط تكاليف الزواج في حدود 25 مليون سنتيم، حدث ذلك بعد عدة جلسات من التشاور والتحاور التي أفضت إلى اتفاق بالإجماع يقضي بتحديد تكاليف الزواج والضوابط التي ينبغي الالتزام بها أثناء مراسيم الأعراس، وهو نفس الإجراء الذي تسعى بعض أعراش المنطقة إلى السير على خطاه، على غرار عرش بني بوسليمان بنواحي تكوت وإينوغيسن بباتنة الذي عقد ممثلوه اجتماعا مطلع هذا الشهر.
توصلت جماعة أعراش بلدية مزيرعة ببسكرة إلى اتفاق لتحديد تكاليف الزواج والضوابط التي ينبغي الالتزام بها، حيث حدد خاتم الخطوبة بمليوني سنتيم، أما بخصوص المهر فإن الصداق يقدر ذهبا بقيمة 10 ملايين سنتيم، فيما يقدر الجهاز (لباس العروس) ب 8 ملايين سنتيم، أما بالنسبة للمؤونة التي تقدم لأهل العروس (عادة هو رأس من الغنم) فقد قدر ب 5 ملايين سنتيم، ما يجعل إجمالي تكاليف الزواج تقدر ب 25 مليون سنتيم، وقد قرر ممثلو أعراش مزيرعة ببسكرة دفع المبلغ نقدا باستثناء خاتم الخطوبة، حيث يسمح لأهل العروس بإنفاقه في الأوجه المتفق عليها.
إلغاء "المهيبة" ووجبة واحدة في العرس
من جانب آخر، حدد أعيان أعراش مزيرعة ببسكرة مجموعة من الضوابط التي دعوا إلى مراعاتها، من ذلك أن خاتم الخطوبة تتكفل بوضعه للعروس أخوات أو قريبات العريس وفقا للعادات والتقاليد بعيدا عن المظاهر المبتدعة حديثا، وفي السياق ذاته فإن الخطيب أو وليه غير مطالبين بالزيارات أو تقديم هدايا أخرى في المناسبات المختلفة خلال الفترة بين الخطوبة والزفاف وهو ما يعرف في بعض المناطق ب "المهيبة"، كما دعا المجتمعون إلى الاكتفاء بوجبة واحدة يوم العرس (غذاء أو عشاء)، مع إلغاء عملية تقديم الحلويات في علب على المدعوين، كما دعوا إلى تفادي التباهي بالهدايا المقدمة للعروس يوم الزفاف، بل يجب أن تؤخذ قبل العرس أو بعده، كما أكد المجتمعون بأن العروس غير ملزمة بإحضار المطارح وغيرها من تأثيث الدار، وإن أحضرت فلا يجب التباهي به يوم الزفاف. وفي إطار التخفيف من حدة التكاليف فقد قرر أعيان عرش مزيرعة بإلغاء الهدايا التي تقدم لأهل الزوجة وأهل الزوج بصفة نهائية، مضيفين بأن تكاليف الحلاقة وفستان العروس تكون على حساب العروس، كما لا يشترط حسبهم عدد السيارات وأنواعها، من منطلق كل حسب مقدوره.
.. في حال الطلاق!
من جانب آخر، ضبط المجتمعون بعض الإجراءات التي قد تنجر في حال وقوع الطلاق قبل الدخول، ففي هذه الحالة لا شيء يسترجع من المبلغ الإجمالي والمقدر ب 23 مليون سنتيم إضافة إلى خاتم الخطوبة، في الوقت الذي تم إلغاء دعوة الأقارب صبيحة العرس، وأكد المجتمعون بأن حفل الزفاف يجب أن يقام وفق العادات والتقاليد بأقل تكلفة، مع منع فرق النساء والغناء الصاخب، في إطار احترام الضوابط الشرعية، كما يمنع التبراح وتقديم المبالغ للمنافسة، وبخصوص التصوير فقد اعتبره المجتمعون عادة مستحدثة تجاوزت حدود الآداب والأخلاق مما يستوجب منعها بين النساء، نظرا لاستغلالها في قضايا تمس بشرف العائلات المدعوة، وإن تمت عملية التصوير فيجب حسبهم أن تكون في إطار ضيق بين أهل العروس والعريس بموافقة الطرفين.
وإذا كان المجتمعون قد وافقوا على الإبقاء على عادة البرنوس يوم العرس ويحدد المبلغ ب 1000 دينار، فإنهم في المقابل دعوا إلى التقليل من مظاهر التباهي من طرف النساء، خاصة كثرة تبديل الملابس والاستعمال المفرط للذهب، في الوقت الذي أجمعوا على أن صاحب العرس هو من يتكفل بجميع الإجراءات التنظيمية، أما العقد الشرعي فلا يتم إلا قبل العرس بيوم أو يومين، وذلك بعد التأكد من إتمام العقد الإداري .وقد خلفت نتائج اجتماع أعراش منطقة مزيرعة ردود فعل ايجابية وسط عديد المناطق التي تعتزم عقد اجتماعات ومشاورات مماثلة. بغية إعادة النظر مجددا في موضوع تسقيف المهور وإحداث تعديلات هامة في هذا الجانب.