الوزير الأول، نذير العرباوي، يترأس، اجتماعا للحكومة    كل ما سخر لإستئصال الآفة، يضاهي جهودنا في مكافحة الإرهاب"    الوكالة تسجل 270 مشروع استثماري مرتبط بالأجانب    الجزائر نحو ترسيخ مكانتها كوجهة تنافسية لتطوير مناخ الابتكار"    22 شهيدا في قصف الاحتلال    البليدة : القبض على عناصر لعصابة أحياء    المغير: حجز 16 ألف قرص من المؤثرات العقلية    وفاة 3 أشخاص وإصابة 262 آخرين    اليونسكو تنشر القائمة الإرشادية للتراث العالمي للجزائر    يوم عاشوراء يوم السادس جويلية القادم    العدوان الصهيوني: مليوني شخص في غزة يتعرضون للتجويع    خدمات إلكترونية لضمان أفضل استقبال للجالية الوطنية    مشروع لإنتاج الهيدروجين الأخضر لسد احتياجات صناعة الحديد والصلب    الأمن السيبراني لحماية المنظومة المعلوماتية من الهجمات    السيد بوغالي يستقبل بنواكشوط من طرف رئيس الجمهورية الموريتانية    المركز الوطني للسينما والسمعي البصري: الإعلان عن قائمة مشاريع برنامج "هي" للسنيمائيات الجزائريات    الإطلاق الرسمي لتطبيق "Discover Algeria" للتعريف بالتراث الجزائري عبر الوسائط الرقمية    كرة القدم: نهائي كاس الجزائر بين اتحاد الجزائر وشباب بلوزداد يوم 5 يوليو بملعب نيلسون مانديلا ببراقي    غرة شهر محرم 1447هجري ستكون يوم الجمعة 27 جوان 2025    إيران الكيان الصهيوني.. نهاية الحرب؟    1200 مليار لتهيئة الشواطئ    "يوم عصيب" في اسرائيل إثر مقتل 7 جنود في غزّة    الموافقة على تعيين سفير الجزائر بغويانا    إحباط تمرير 8 قناطير من الكيف عبر الحدود مع المغرب    حلّ المركز الوطني للصناعة السينماتوغرافية    رغبة الاتحاد الإفريقي في الاستفادة من خبرة سونلغاز    انتصار دبلوماسي صحراوي في نيروبي    عرفان بأودان الذي دفع حياته ثمناً لحرية الجزائر    تتويج منتخب ولاية الجزائر باللقب    لطفي عمروش مطلوب لتولي العارضة الفنية    44 دولة أكدت مشاركتها في الألعاب المدرسية الإفريقية    شهيد الثورتين وحامل القلم والبندقية    حينما يتحول المطبخ إلى مرآة للهوية    أيام تكوينية لمرافقة الأفواج الشبانية بتلمسان    اجتماع الحكومة:متابعة إنجاز المشاريع الهيكلية الكبرى ودراسة عروض تتعلق بعدة قطاعات    رجال الأعمال مدعوون إلى اغتنام الفرص المتاحة : الاستثمار المنتج أولوية لإدماج الاقتصاد الوطني في السوق العالمية    البلديات الساحلية للولايات ال14..12 مليار دينار لتهيئة الشواطئ والواجهات البحرية    الذكرى ال52 لاستشهاد محمد بودية: إشادة بمناقب مجاهد الثورة الجزائرية ومناضل القضية الفلسطينية    هيئات صحراوية تفضح أساليب الاحتلال المغربي في نهب ثروات الشعب الصحراوي تحت غطاء التنمية المستدامة    خلال اجتماع تنسيقي.. ناصري يشدد على أهمية البعد العربي في الدبلوماسية البرلمانية الجزائرية    سوناطراك من الشركات الرائدة التي اتخذت قرارات تقليص نسبة انبعاثات الكربون    رئيس الجمهورية يستقبل وفدا عن شركة إكسون موبيل الأمريكية    رئيس الجمهورية يستقبل سفير جمهورية غانا لدى الجزائر    الجزائر من بين أفضل 12 اتحادية    الحماية المدنية تتجنّد لإخماد الحرائق    موتسيبي يعزّي الجزائر    مشاركة 11 فرقة من 10 دول    تنصيب لجنة التحقيق في فاجعة ملعب 5 جويلية    كأس إفريقيا سيدات 2024 : المنتخب الجزائري يشرع في المرحلة الثانية من التحضيرات بسيدي موسى    وزير الثقافة والفنون يتباحث مع المدير العام ل"الألكسو" آفاق التعاون الثقافي المشترك    تسليم أولى تراخيص تنظيم نشاط العمرة للموسم الجديد    الجزائر-موريتانيا: فرق طبية من البلدين تجري عمليات لزرع الكلى بالجزائر العاصمة    حادث ملعب 5 جويلية: وفد وزاري يقف على الوضعية الصحية للمصابين    احذروا الغفلة عن محاسبة النفس والتسويف في التوبة    شكاوى المرضى في صلب عمل لجنة أخلاقيات الصحة    التعبئة العامّة.. خطوة لا بد منها    تحضيرات مسبقة لموسم حج 2026    هذه أسباب زيادة الخير والبركة في البيت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عادات و تقاليد الأعراس بأدرار
طقوس تتوارثها الأجيال
نشر في الجمهورية يوم 29 - 08 - 2016

تنفرد ولاية ادرار بتقاليد خاصة بالزواج ، فأجواء الصيف بولاية أدرار هي الوقت المفضل لإقامة الاعراس والولائم الجماعية وقراءة " السلكه " . فلا يمر يوم في نهاية الاسبوع الا وتسمع طلقات البارود ، والأغاني تنبعث بعد منتصف الليل من هنا وهناك ترافقها زغاريد النساء عبر السيارات التي تجوب الشوارع الرئيسية للمدينة . موسم الاعراس والزواج يدوم طويلا في هذه الولاية الصحراوية ، حيث يدشن مع نهاية فصل الربيع ، ويستمر حتى منتصف فصل الخريف ، ولكن يكثر بصفة ملحوظة في فصل الصيف الذي يعتبر اكثر ملاءمة رغم ارتفاع درجة الحرارة ، وهي الفترة التي تصادف العطل .
على خطى الأجداد
ولسكان ولاية ادرار تقاليد خاصة للفرح ، تقاليد تبدو غريبة ومعقدة نوعا ما ومكلفة كذلك . سكان هذه المنطقة لازالوا محافظين الى حد ما على العادات والتقاليد الموروثة عن الاجداد التي تطبع حفل الزفاف ، ولا يمكن الاستهانة بها ، بل يجب عدم التفريط فيها . ومن هذه العادات ان الرجل لا يحق له ان يرى او يتحدث مع خطيبته منذ لحظة خطوبتها ، حيث يكتفي الاهل فقط بزيارة مفاجئة لأهل العروسة لجس النبض وتحديد الشروط والاتفاق على يوم " الدفوع " اي اعطاء المهر لعائلة الخطيبة ، ويوم الخطبة يتشكل الوفد الرسمي الذي له الكلمة الاخيرة والقرار النهائي من رجال اهل العريس ، وعندما يعلن رسميا عن الخطوبة بعد تناول التمر والشاي ، وهذه اصحب مرحلة في المفاوضات لابد لكل عريس ان يجتازها ومن العادات التي طغت على مجتمع ادرار ، التباهي في دفع المهر ، حيث وصل في بعض الاحيان الى اكثر من 25 مليون سنتيم ، دون حساب المصاريف اللاحقة ، مثل المصوغات والمجوهرات وكمية معتبرة من المواد الغذائية ، مثل الدقيق والزيت وحليب لحظه والشاي ، وكل ما هو مهم من المواد الاخرى ، وهذا لإقامة عشاء فاخر يوم الخطوبة . هذه العادات جعلت الكثير من شباب المنطقة يعزفون عن الزواج ، والبعض الاخر يلجا الى الولايات المجاورة لإتمام نصف دينهم بسبب نزعة التفاخر التي تسود مجتمع توات ، وكذا الافراط والتبذير وكثرة المصاريف ، لكن هذه العادات اصبحت تمس الى حد كبير استقرار البيت الزوجي وتؤثر على سعادته . والواقع القائم اليوم ان كل حفل زفاف بأدرار لابد ان ينتهي بتحمل الديون في معظم الحالات ، وبالتالي ينتهي بخلق وضعية صعبة للغاية يتعسر تحملها وتكون انعكاساتها غير متوقعة تؤدي في كثير من الحالات للطلاق ، ومع ذلك .
تكاليف و تقاليد
ما زالت كثير من العائلات الميسورة الحال تواصل الاحتفال بالزواج بالطرق التقليدية ، حيث تطالب بمصاريف ضخمة تأخذ طابع التحدي الذي ينبغي رفعه خوفا من القيل والقال ، ولازال الكثير يتعايشون مع العادات والتقاليد مرغمين على ذلك وخوفا من الحقره وكلام الناس ، فالزواج الذي لا يخضع لهذه الشروط القاسية ليس له طعم ولا رائحة ويفتح على صاحبه باب الانتقادات اللاذعة في كل اماكن اللقاءات سواء عند الرجال او النساء . يكلف تحضير حفل الزفاف ما يقارب ال 45 مليون سنتيم ، دون الاخذ بعين الاعتبار مصاريف الحفل الذي يحضره المدعوون يوم وجبة العشاء ، والتي تسمى بليلة الاصدقاء ، حيث يقوم العريس بدعوة اصدقائه يحضرها ما يقارب 500 شخص من مختلف الاعمار ، ويقوم والد العريس بليلة مماثلة تقام خصيصا من اجل فاتحة الطالب واللباس ، ويحضر هذه الفاتحة اهل العريس والعروسة ومعارفهم ، وقد يفوق عددهم الاجمالي في هذه الليلة 800 شخص ، وعندما ينتهي الجميع من تناول وجبة العشاء ، يبدا الامام في قراءة فاتحة الكتاب ، بحضور وكلي العريسين ، ويبدا اهل العروسة في توزيع التمر والحليب ولابد ان يشرب الجميع من نفس الاناء وتسمى هذه العادة بتمر القبول . اما ليلة الزفاف فمازالت تتميز بارتداء العريس البرنوس والعباءة البيضاء ، ويرافقه الى باب بيته اعز اصدقائه ، واحد عن يمينه والاخر عن شماله وهم يرددون نهج البرده ، وكما جرت العادة في المنطقة ، فان العريس لابد ان يحمل معه سيفا ولابد له ان يختار " وزير " يكلف بخدمته على مدى سبعة ايام كاملة يقضيها في " الحجبة " اي في البيت الزوجية الذي لايبرحه مدة اسبوع كامل ، وتنحصر مهمة الوزير في تقديم النصائح والارشادات ، ونفس الشيء بالنسبة للعروسة وتسمى ب " الوزيره " ، ويتم اختيار هؤلاء الوزراء من اناس كبار في السن يتجاوز عمرهم الخمسين سنة . وفي اليوم الموالي لليلة الدخلة ، تجتمع النسوة لاقامة ما يعرف في المنطقة ب " الحزام " وهي مرحلة تقييم جمال العروسة ، حيث لابد لها ان ترقص امام كل المدعوات لهذا الحفل ، وتقوم النسوة بتقديم هدايا لام العروسة في نهاية الحفل ، وهذا ، بعد تناول وجبة الغذاء واستعراض العروسة لفساتينها امام الجميع ، وهي الطقوس التي تشبه الى حد كبير عرض الازياء . اما عند بعض العائلات ، فان العروسة تتصدر الحاضرات يوم الزفاف ، وهو يوم الحزام بمختلف الفساتين ، والبعض الاخر يضع العروسة في زاوية بعيدة عن الانظار ، وهي مستورة الوجه ، بحيث لايستطيع احد رؤية وجهها . ومن العادات التي لازالت قائمة في بعض القصور النائية ، ان العروسة تاتي محملة على الاكتاف مربوطة اليدين والرجلين ويتم اخفائها في احدى المزارع غير البعيدة ، لينطلق العريس في رحلة البحث عن عروسته بمساعدة اصدقائه ، وله مهلة سبعة ايام كاملة لالقاء القبض على العروسة ، واذا لم يتمكن العريس من الوصول الى عروسته ، فيكون مصيره السب والشتم والعار من اقرب المقربين منه ومن اهل القصر ، وتبقى هذه الهزيمة تلازم العريس طول حياته ، وهكذا فان الزواج في ادرار رغم متاعبه وتكاليفه المعقدة والباهظة التي اثقلت كاهل الجميع ، تبقى طقوسه ضرورة لابد منها ولابد من احترامها حتى ولو كانت على حساب الجوهر .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.