وجه المدرب الجديد للمنتخب الوطني جمال بلماضي انتقادات لاذعة للأطراف التي هبت للدفاع عن اللاعبين المحليين بعد استبعادهم من القائمة التي اختارها لمواجهة غامبيا يوم السبت المقبل في تصفيات كأس أمم إفريقيا 2019، واصفا إياهم ب”المنافقين” و”انفصام الشخصية” وب”الشعبوية”، كما اعترف بلماضي بضعف مستوى البطولة الوطنية. خرج بلماضي عن طوره خلال الندوة الصحفية التي عقدها الثلاثاء بالمركز التقني لسيدي موسى، عند رده عن سؤال حول غياب اللاعب المحلي عن القائمة التي أعلن عنها يوم الجمعة الماضي، حيث أبدى استغرابه من الجدل المستمر الذي يصاحب غالبا هذا الموضوع، وقال بلماضي “توقفوا عن النفاق.. الجميع يعرف بأن مستوى البطولة ضعيف، كلكم يعرف المشاكل التي تعاني منها البطولة.. هل تريدون أن تنقلوا ذلك على لساني؟؟”، مضيفا “سبق لي وأن طلبت منكم غلق موضوع اللاعب المحلي والمحترف، توقفوا رجاء عن هذا الخطاب الشعبوي المنفصم الشخصية”، وتابع بلماضي: “اللاعبون الذين وجهت لهم الدعوة كلهم جزائريون، هذه خياراتي وأنا أتحمل مسؤوليتها، لا أريد أن يتحول هذا الموضوع إلى أزمة، لقد سئمت أن يتم الحديث في كل مرة عن هذا الأمر، أنا هنا لاختيار اللاعبين الأفضل والجاهزين ولست منافقا ولا أجامل أي طرف”، وواصل: “المشاكل التي تحدث في البطولة ليست مسؤوليتي، ولكن هناك من يقوم بتوظيف هذا الخطاب الشعبوي للدفاع عن اللاعب المحلي، قصد استمالته وكسب ود الجماهير”، وأضاف: “لقد وجهت الدعوة للاعب عبد اللاوي قبل أن يتعرض لإصابة، هذا اللاعب كان يلعب في الجزائر قبل 3 أشهر، وقمت بتعويضه بلاعب محلي آخر هو عبد القادر بدران”. وأبدى بلماضي اندهاشه من مستوى لاعبي البطولة الوطنية، حيث أعطى مثالا عما شاهده في مباراة وفاق سطيف ومولودية الجزائر في دوري أبطال إفريقيا، والتي حضرها من المنصة الشرفية لملعب 5 جويلية الأولمبي، وقال بلماضي: “ما لفت انتباهي خلال المباراة هو فقط رد فعل الجماهير وتفاعلها وتجاوبها مع المباراة”، مشيرا إلى أن أداء لاعبي الفريقين لم يرق للمستوى المطلوب. أرفض التدخل في خياراتي ومستعد لتقديم يد المساعدة وعبر بلماضي عن رغبته في تقديم يد المساعدة قصد محاولة رفع مستوى البطولة، قائلا “لدي بعض الأفكار التي يمكنني أن أقدمها قصد المساعدة، على غرار عقد اجتماعات دورية مع المدربين والمحضرين البدنيين وحراس المرمى، أنا وطاقمي الفني تحت تصرف الجميع، أنا مستعد لتقاسم كل المعلومات والأفكار قصد النهوض بالمستوى”. ورفض بلماضي من جهة أخرى التدخل في صلاحياته التقنية وخياراته قائلا “كنت مضطرا لإعداد مخطط على المدى القصير على أن أتجه بعدها للعمل على المدى الطويل، كان علي اختيار اللاعبين الجاهزين من الناحية البدنية والذهنية وكذلك ذوي الخبرة الإفريقية والتجربة بالنظر لضيق الوقت واقتراب المباراة أمام غامبيا، لكننا سنعمل مستقبلا على توظيف المزيد من الخيارات كي نمتلك فكرة موسعة عن كل اللاعبين القادرين على تقديم الإضافة”. بلماضي يتعرض للحرج حول حادثة تورط فيها عام 2001 ويصرح: من يجرؤ على رمي قميص المنتخب؟ تعرض المدرب جمال بلماضي لحرج شديد خلال الندوة الصحفية التي عقدها أمس بالمركز التقني لسيدي موسى، تجاه سؤال طرح عليه ويتعلق بكيفية تصرفه في حال قيام أحد لاعبيه برمي قميص المنتخب بعد استبداله خلال إحدى المباريات المقبلة، وفهم بلماضي الرسالة جيدا على أنها تذكير لما قام به عندما كان لاعبا في صفوف المنتخب، حيث أظهره فيديو متداول حاليا على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي وهو يرمي قميصه لأحد أعضاء الطاقم الفني خلال مباراة الجزائر ومصر بالعاصمة المصرية القاهرة في تصفيات مونديال 2002، والتي انتهت بخسارة الخضر بنتيجة 5/2 على ملعب القاهرة الدولي، حيث بدا بلماضي غاضبا اثر قرار المدرب الأسبق عبد الغني جداوي استبداله بلاعب وفاق سطيف السابق ايسعد بورحلي. وحاول بلماضي التهرب من السؤال، وعلق بنبرة تحذيرية: “من يجرؤ على رمي قميص المنتخب؟”، وتابع: “نعرف جميعا بأن المنتخب يعيش وضعا صعبا للغاية بسبب عدم الاستقرار وغياب النتائج.. لست شرطيا، لكنني لا أتلاعب بالأمور الانضباطية، أنا مدرب وهمي منحصر في إعداد المنتخب وإظهاره على أفضل صورة”. أكد على أن التربص يجري في أجواء رائعة.. بلماضي: اللاعبون يملكون الرغبة في التغيير والتدارك أكد مدرب المنتخب الوطني جمال بلماضي بأنه لمس من خلال أول لقاء مع لاعبيه رغبتهم القوية في إحداث التغيير وتدارك الوضع الصعب الذي يعيشه المنتخب الوطني منذ سنوات. وقال بلماضي: “الأجواء رائعة داخل المنتخب، اللاعبون وصلوا في الوقت المحدد من أجل أخذ قسط من الراحة قبل بداية التدريبات”، مضيفا “لقد التقينا أولا في الملعب وتحدثنا عما ينتظرنا من تحديات، ثم عقدنا اجتماعا مطولا في المساء، لا يمكنني أن أكشف لكم بالتفاصيل ما دار بيني وبينهم، لكن عموما تحدثنا عن التغييرات التي حدثت في المنتخب، عن الطاقم الفني الجديد، تكلمنا عن نظام وخطة العمل الجديدة وعن التحديات التي تنتظرنا، لقد أحسست من خلال لقائي مع اللاعبين بأنهم مستعدون من كل النواحي لإحداث التغيير في الكثير من الأمور”، وتابع “عموما ستكون لدينا الكثير من الفرص لعقد لقاءات أخرى ومناقشة كل المواضيع التي تهم التشكيلة الوطنية”. يراهن على مزيج من لاعبي الخبرة والشباب بلماضي يستهدف الفوز على غامبيا كشف جمال بلماضي بأنه يراهن على تحقيق الفوز على غامبيا يوم السبت المقبل بالعاصمة بانجول، مشددا على أهمية ذلك بالنسبة إليه وللمنتخب أيضا. وقال بلماضي: “استئناف التصفيات الإفريقية بفوز ضروري ومهم جدا، هذه مباراة رسمية في تصفيات كأس أمم إفريقيا، وما يهمني هو طريقة رد فعل اللاعبين وتعاملهم مع المباراة”، وتابع “لا يهمني أن أدشن مشواري مع الخضر بفوز بقدر ما أتطلع أن يفوز المنتخب ويتقدم في التصفيات”. وعبر بلماضي عن أسفه لضيق الوقت الذي يفصل بين المباراة والتحضير لها، مؤكدا بأنه سيحاول أن يتدارك ذلك بالعمل جيدا خلال التدريبات. اللاعبون قادرون على تكرار انجاز مونديال البرازيل وعما إذا كان يمتلك معلومات عن غامبيا، قال بلماضي: “نعم، نملك بعض المعلومات عن المنافس، لكنها ليست كافية، نواجه صعوبات في الحصول عليها، خاصة مع التغييرات التي طرأت على تركيبة هذا المنتخب وطاقمه الفني”، وعن طريقة تعامله مع المباراة، قال: “نطمح لتحسين الأداء الفردي والجماعي، ويجب علينا أن نكون حذرين ويقظين، أنا مقتنع بأنه يمكننا الفوز بالمباراة وذلك يمر عبر عدة عوامل أهمها التحلي بالإرادة والتضامن والتضحية، نحن نملك عدة لاعبين ممتازين ويملكون الخبرة اللازمة التي تسمح لنا بتحقيق الفوز”. وختم بلماضي يقول: “جميع اللاعبين يعرفون بأن اللعب للمنتخب أمر مقدس، ما فعلوه في مونديال البرازيل مثلا يؤكد بأنهم قادرون على تكرار الأمر مجددا وأنا هنا لمساعدتهم”. وبالنسبة للخيارات التي سيعتمدها مع المنتخب مستقبلا، قال بلماضي “لقد سبق وأن قلت لكم بأنني سأعيد توزيع الأوراق، امنح الفرصة للجميع، ولكن هذا الأمر لن يكون أبديّا”. وعما إذا سيقوم بدعوة بعض اللاعبين لحضور التربصات فقط دون المشاركة في المباريات على غرار ما قام به المدرب الأسبق لوكاس ألكاراز، قال بلماضي: “لن أقوم بمثل هذه الأمور، لأن الأمر لا يتعلق بحفلة عرس وإنما مباراة في كرة القدم”.
