أنا فتاة في الخامسة والعشرين من عمري، مخطوبة منذ سنتين لابن خالتي بعد قصة حب دامت طويلا وبدأت تقريبا منذ الصغر من أيام كان عمري 14.. أحببته جدا وأحبني وكانت علاقتنا طاهرة وبريئة إلى غاية قراءة الفاتحة وحصول الخطبة، أين تحوّل الرجل 180 درجة وأصبح يدخل في المواضيع الحساسة، ويبعث لي بالرسائل الإباحية.. إلى هنا الأمر عادي جدا وقد سايرته وتحايلت عليه وعلى نفسي وقلت لربما جميع المخطوبين يتحدثون هكذا، خاصة وأنه لم يبق على زواجنا سوى شهرا ونصف، لكني كنت مخطئة تماما وحبيبي الخجول أو الذي كنت أراه على خلق ودين طلب مني مرافقته إلى بيت أحد أصدقائه للبقاء بمفردنا يوما بأكمله! قال بأن الشقة فارغة ويمكننا أن نفعل ما نشاء.. قال أشياء وأشياء صدمتني وحطمتني وصرخت في وجهه ماذا تقول وماذا تحسبني فقال أنت زوجتي الآن ويحق لنا فعل كل شيء ولا داعي لانتظار حفل الزفاف كونه مجرد تقليد وتفاهة!!! نظرت إليه بإحباط وقلت له بأني لا أستطيع خيانة ثقة أهلي، فقال بأنه عليّ الاختيار إذا إما الخروج معه والرضوخ للأمر الواقع أو ينتهي كل شيء ويلغى الزواج نهائيا فاخترت إلغاء الزواج وقلت له بأنك لا تستحقني.. لم يتوقع ردة فعلي وبغرور قال لي إذا دعيني أخبر أهلي بأني لا أريد الزواج بك وينتهي كل شيء فقلت له افعل ما تريد وانسحبت من أمامه أجر أذيال الخيبة والندم.. لقد حطمني وآلمني وآذاني في العمق ولا أكاد أصدق كيف تبدل علي وتخلى عني بعد سنوات وسنوات من الحب.. لا أصدق كيف كان حنونا وبريئا وكيف أصبح أقرب للحيوان منه إلى الإنسان.. والآن وبعد تبخر جميع أمنياتي وبعد أن صرت أنام والدمعة على خدي أسألكم أن تقفوا بجانبي وتشيروا عليا ماذا أفعل، علما بأنه لم يفاتح لا والديه ولا والدي في الموضوع ولا أدري ما الذي ينتظره بعد كل الذي جرى.. لا أدري أيبحث عن مشكل بين العائلتين أم أنه ينتظر تغير رأيي أم كان يختبر صمودي وأخلاقي أم ماذا؟؟؟؟ تقوى من الجزائر الرد: تحية طيبة أختي تقوى والله أسأل أن يثبتك وينصرك ويرفع درجاتك ويمنحك السكينة والطمأنينة وراحة البال وبعد: أنا سعيدة جدا لأنك راسلتنا وفتحت قلبك لنا وطلبت مشورتنا وسعيدة أكثر بقوتك وصلابتك وقدرتك على التمييز بين الصح والخطأ، وهنا أحييك لأنك اسم على مسمى ومثال ينبغي أن تقتدي به العديد من الفتيات الساذجات الغافلات اللواتي يتنازلن عن شرفهن لمن يعدهن بالزواج وليس حتى لمن يعقد عليهن شرعيا. أكبر احتمال أن هذا الرجل يمتحنك، ومادام أنه لم يتكلم مع أحد عن موضوع الانفصال فقد يكون في انتظار تغيير رأيك أو ثباتك، لذلك ابقي كما أنت، مصرة على رأيك وفي نفس الوقت أكثري من الاستغفار والصلاة والدعاء، فلربما لديه نوع من الوساوس نتيجة الاختلاط بالكثيرات، وأنت مطالبة بالاستخارة لآخر لحظة، فإن كان فيه خير قربه الله وإن كان فيه شرّ أبعده الله.. من جهة أخرى أنصحك أن تخبري والدتك بالموضوع، وأن تطلعيها على رسائله الإباحية، وأن تفتحي قلبك بالكامل لها فهي القادرة على احتوائك ومساعدتك، فقد يكون فعلا نذلا ويقوم بإلغاء الزواج وتلفيق قصة عنك انتقاما منك لرفضك الانصياع لنزواته.. أنت يا تقوى إنسانة مؤمنة وأهل للثقة وأيا كانت نية خطيبك فلن تكوني أنت الخاسرة بل هو لأنه تخلى عن إنسانة صادقة وطاهرة في زمن أصبحت المرأة الصالحة عملة نادرة.. أنت صنت كرامتك ورفضت خيانة ثقة أهلك، وبدل البكاء والرثاء ارفعي رأسك بشموخ ولا تنحني للعاصفة التي مرت بحياتك، فلربما تشرق بعدها شمس سعادتك والله المستعان. لمراسلتنا بالاستشارات: [email protected]