يصيب السرطان في الجزائر سنويا 45 ألف حالة جديدة، وهو رقم يستوقف عنده الكثير من الأطباء المختصين والباحثين في علوم الصحة، حيث سجلت المسابقة الوطنية التي أطلقها المجمع الصيدلاني “روش” مع الوكالة الموضوعاتية لأبحاث السرطان ATRSS في طبعتها الأولى التي تناولت موضوعي سرطان الثدي وسرطان القولون، مشاركة قوية وفق ما أكدته لجنة التحكيم والمنظمين، غير أن الفوز كان من نصيب ثلاثة أبحاث قدمت إضافات في مجال البحث لأول مرّة في الجزائر. وخلال حفل أقيم بفندق الأوراسي، ليلة أمس، استلم الفائزون جوائزهم في أجواء عمتها الفرحة والسرور وحضر الحفل العديد من الرسميين وممثلي وزاراتي الداخلية والبحث العلمي وكذا سفير سويسرابالجزائر، إلى جانب قامات في مجال طب وجراحة الأورام. وعكف أكثر من 17 خبيرا ومختصا في لجنة التحكيم على مراجعة ومتابعة تلك البحوث المقدمة منذ الإعلان عن انطلاق المسابقة في فيفري الماضي أغلبهم أساتذة وباحثون في مجال الطب والصيدلة والبيولوجيا. المؤشرات الحيوية الجديدة لسرطان القولون يفوز بالمرتبة الأولى الجائزة الثالثة حياة رفح من جامعة هواري بومدين للعلوم التكنولوجيا بباب الزوار تحديد مؤشرات حيوية جديدة نجدها في دم المريض للكشف عن سرطان القولون والمستقيم وهذا في إطار تحديد ورسم خرائط شخصية لكل مريض باعتماد مؤشر المناعة والبيولوجيا من اجل إيجاد علاجات خاصة لكل مريض. اغلب المرضى عندما يصلون يكونون في المستوى الرابع وهذا مرحلة متأخرة لكن من خلال البحث يمكن أن نعرف من خلال فحص الدم ذا الإصابة في مراحل متقدمة وبالتالي مباشرة العلاج وتأخير تعقيدات المرض. عوامل الخطر للإصابة بالسرطان يفوز بالمرتبة الثانية فاز البحث المتعلق بعوامل خطر الإصابة بسرطان الثدي بولاية تبسة للباحثة سميرة قين بالمرتبة الثانية في المسابقة، حيث أكدت الفائزة في تصريحها ان البحث يتعلق بالوقوف على بعض عوامل الخطر المؤدية للإصابة بسرطان الثدي الذي تبقى مسبباته مجهولة عبر العالم . وأكدت دراسة الباحثة أن السمنة تعد العامل الأول من خلال الأكسدة الخلوية ونسبة اللبيدات في الدم المؤثرة مباشرة في ظهور المرض وتطوره، والجانب الثاني هو الحالة الغذائية حيث أن الوجبات الغنية بالفواكه والخضر أكثر نفعا وفائدة للجسم وتجنبه الأمراض السرطانية بينما الأكل الدهني خاصة الدهنيات الحيوانية هي أكثر العوامل المسرعة في الإصابة بسرطان الثدي. تحديد مؤشرات سرطان الثدي “الميتاستاز” يفوز بالمرتبة الثالثة فاز زنجبيل مصطفى من كلية الطب بوهران أحمد بن بلة بالمرتبة الثالثة في المسابقة عن بحثه تحديد مؤشرات سرطان الثدي في حالة الانتكاسة “ميتاستاز” وأوضح زنجي لان سرطان الثدي هو السبب الأول للوفاة لدى المرأة في الجزائر. يمكن هذا المؤشر من تحديد العلامات الدالة على الإصابة بالسرطان الميتاستاز قبيل حدوثه أي مبكرا وهذا من اجل تكفل أحسن علاجي للمرضى. وهي تحاليل طبية حاليا ما لدينا هو فقط تصوير إشعاعي وعلم الأمراض من خلال الخزعات وهو ما يجعلنا نعرض المرضى إلى إشعاعات فيها نوع من الخطر وهي فحوصات أقل خطورة من خلال رفع عينات من الدم. جائزة روش-ATRSS فرصة لتشجيع الباحثين الشاب وأوضح أمين صخري المدير العام لمخبر روش الجزائر خلال كلمة ألقاها بالمناسبة أن مخبره يعتمد رؤية ترتكز على الشراكات القوية مع مختلف الجهات الفاعلة في مجال الصحة وكذا الشراكة في علم الأورام والتحسيس والفحص وكذا البحث السريري والتكوين. وأضاف صخري أن “روش” تهدف من خلال الجائزة الى تشجيع الباحثين الشباب لتجسيد افكارهم وتحويلها الى مشاريع بحثية تجعلنا نمضي نحو طب التميز والتأثير الايجابي على رعاية مرضى السرطان. من جهته، أوضح عوفن نبيل مدير الوكالة الموضوعاتية للبحث في علوم الصحة ان البحث يبقى ضمن الاستراتيجة الأساسية للوكالة التي تهتم في المدة الأخيرة بالصحة العمومية وتدرجها ضمن أولوياتها مؤكدا مرافقة الوكالة للعديد من المشاريع الشبانية.
